حرب غزّة في يومها الـ210.. 37 طفلاً يفقدون أمهاتهم يومياً وعدد النساء الشهيدات 10 آلافطلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياماً أمام أكبر جامعة في المكسيكحرب غزة في يومها الـ209 .. الاحتلال يبحث بدائل لعملية واسعة في رفحالحرب على جبهة لبنان.. إصابة مواطن ونجاة عائلة باستهداف أحد المنازل في شبعا بقذيفة إسرائيليةبعد 10 أيام من اعتقاله.. استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلالمذبحة غزة في يومها الـ206.. مزيدًا من الشهداء والجرحىالمدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور داعش مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقةالداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبهًا بانتمائهم لـ"داعش" بعملية أمنية في البلادتطورات الضفة الغربية.. اقتحام بلدات وقرى في جنينحرب غزة في يومها الـ203.. قصف إسرائيلي متواصل وسط تحركات لأجل اتفاق هدنة
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
جرائم ضد الإنسانية
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
وزيرة الصحة الفلسطينية: كل الأدوية التي دخلت غزة لا تساوي قطرة من محيط الحاجة.. وإعلان انهيار المنظومة الصحية يشبه نعيَ سياسيٍّ لدولته

أَعْلَنَت الجهات الفلسطينية انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، وهي حالة تفرض الكثير من التحديات، وتؤشر على حجم الدمار والضغط والاستنزاف الذي تعرّضَ له القطاع الطبي والصحي في القطاع، بفعل الحرب المتوحشة على السكان المدنيين والمؤسسات المدنية، وفي هذا اللقاء تحاور “القدس العربي” وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي كيلة، حول الخطط والجهد المبذول، والمخاطر المحدقة بالمواطنين والمرضى.

الدكتورة كيلة طبيبة، ودبلوماسية، وسياسية فلسطينية، وأول امرأة تشغل منصب وزير الصحة في فلسطين، ضمن حكومة الدكتور محمد اشتية. وهي تعتبر أن أصعب القرارات التي اتخذتْها كانت إعلان انهيار المنظومة الصحية في القطاع.

تسرد في هذا الحوار الوقائع، وتطرح أسئلة على المجتمع الدولي، حيث تعيش غزة كارثة إنسانية كبيرة جداً، لم يشهدها التاريخ الحديث، وفي ما يلي نص الحوار:

وزارة الصحة أعلنت الانهيار التام للمنظومة الصحية بقطاع غزة، ماذا يعني ذلك؟

بكل الأحوال ستبقى المستشفيات مفتوحة بمبانيها وكادرها الطبي، لكن من جهة ثانية؛ فإن انهيار القطاع الصحي يعني مجموعة من الأمور:

أولاً؛ الأسرّة في كل الغرف مزدوجة، وكل سرير عليه أكثر من مريض. أسرّة الأطفال عليها خمسة مرضى في كثير من الأحيان، كما أن كل الممرات في المستشفيات يفترشها المرضى، والمساحات حول المستشفيات أيضاً مليئة بالمرضى، وبالتالي نسبة إشغال الأسرّة لا نقول إنها 100% بل الحقيقة أنها مشغولة 500%.

ثانياً؛ لا يوجد كهرباء في المستشفيات. قبل إعلان انهيار المنظومة الصحية خرجَ ما يقرب من 15 مستشفى عن الخدمة بسبب القصف، أو لعدم وجود وقود، كل المعدات الصحية والطبية، سواء من أصغر جهاز، أو خدمة، لأكبر جهاز، تحتاج للكهرباء، مثل: الثلاجات والأجهزة والإضاءة، فعدم وجود وقود يمنح الكهرباء للمولدات يخلق وضعاً يقود للانهيار.

ثالثا؛ عدم وجود أدوية. فعلياً المستشفى مفتوح، ولكنه لا يقدم دواء أو أي مستلزمات. فهناك مستشفيات لا يوجد فيها قطن ولا شاش، لقد استخدموا القماش العادي، ولا يزال الحال على هذا الوضع. كما أن بعض المستشفيات ليس فيها المستلزمات الأساسية، من الغازات الطبيعية مثل الأوكسجين وغيره من الغازات، وبعض المستشفيات لا يوجد فيها أدوية تخدير. هنا أؤكد لك أن بعض العمليات أجريت من دون تخدير، ولك أن تتخيل حجم الألم، كما أن بعض العمليات أجريت تحت ضوء التلفونات.

يمكن القول إن هذا وضع لم يشهده القطاع من قبل؟

يمكن أن ألخص وأقول إن الصورة اليوم أنه لدينا بناية وكادر طبي لكن ليس في المستشفيات أي مقومات أخرى، إنها فعلياً غير موجودة، وليس لكوننا قمنا بعملية إخفائها. لقد استنزفنا كل المستودعات الطبية الخاصة التابعة للشركات، حيث قمنا، كوزارة وكمؤسسات دولية، بعملية شراء لكل مخزونها الطبي، حرفياً لا يوجد إبرة في مستودعات الأدوية في غزة، وعلى هذه الأساس أعلنّا انهيار المنظومة الصحية.

 يمكن أن أضيف أن الكادر الصحي يعمل منذ 19 يوماً، ليلاً ونهاراً، وبحجم كبير من الجرحى وصلَ لـ 17 ألف جريح. الكادر الصحي يعمل بطاقة عمل أكبر وبعدد أقل، مثلاً لنفترض أن مشفى يعمل فيه 100 كادر في الظرف الطبيعي، اليوم يعمل بالمستشفى فقط 30 كادراً طبياً فقط، والسبب في ذلك أن هناك من تم تهجيره، وهناك من أصيب، وهناك من يرعى شؤون عائلته، وهناك من استشهد.

بالتالي كل ذلك عمل على انهيار القطاع الصحي، فالمستشفيات لم تغلق أبوابها لكنها بلا كهرباء أو أدوية. وهذا يعني ليس عدم معالجة الجرحى، إنما وقف علاج كل المسنين والأطفال الذين يحتاجون لعلاج، وقف علاج من لديه أورام، وكذلك مرضى غسيل الكلى، حيث أصبحت عملية الغسيل تستغرق ساعتين بدلاً من أربع ساعات.

الزملاء في غزة قاموا بكل الإجراءات الممكنة لتطويل وتمديد فترة تقديم الخدمة في المستشفيات بصفتها أماكن آمنة للعلاج، وعلى هذا الأساس، وبكل أسف، قمنا بالإعلان، وهو بالمناسبة إعلان لا إنساني، لم أرغب بتاتاً أن أقوم بقراءة هذا الإعلان، هذا أمر يمسّني شخصياً، يمسّ مهنتي وإنسانيتي، إنه أصعب قرار يمكن أن يعلنه وزير صحة، هو قرار يشبه إعلانَ سياسيِّ عن نعي دولته.

هنا أود أن أسجل أن الكادر الصحي في غزة ترفع له القبعة، وذلك على درجة التحمل القصوى التي أظهروها، وهم ما زالوا ثابتين وطنياً ومهنياً، لقد أخذوا قراراً بعدم ترك المستشفيات، واليوم كانوا على أبوابها يغنون لن نرحل. كل التحية لهم لصمودهم وثباتهم.

هل من كلمات محددة يمكن أن تقال للتدليل على الوضع الصحي والإنساني في القطاع بفعل الحرب الإسرائيلية؟

غزة تعيش في كارثة إنسانية كبيرة جداً لم يشهدها التاريخ، بحسب اعتقادي. الأطفال… هل يعقل أن يكون 50% من الشهداء أطفالاً؟ أما عن السبب في ذلك فمردّه إلى أن القصف يطال المنازل والمؤسسات المدنية والمساجد والكنائس.. الخ. كل ما يجري هو خارج إطار القانون الدولي والقوانين الدولية الإنسانية. هنا أتساءل: من يتحمل مسؤولية ذلك؟ وأجد أن من يتحمل المسؤولية، وكل ما يدور في غزة، هو المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وأصحاب الضمائر الحية، هذا إذا بقي هناك ضمائر حية بالعالم.

غزة تعيش في واقع مأساوي لأبعد الحدود، صحياً وإنسانياً. لا يوجد مكان آمن في غزة، أمن الحياة مفقود. كل سنتميتر في غزة حالة من الخطر. لقد هجروا السكان إلى الجنوب وهناك قصفوهم، كما أنه ليس هناك أمن غذائي أو دوائي، هل هناك ما هو أكثر سوءاً من هذا الحال؟ حتى الحيوانات في الغابة لديها بعض الأمان، أما غزة فليس فيها أي أمان. ما يجري هو وصمة عار على الإنسانية وحقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين. وشخصياً، لم أكن أرغب بالعيش لأرى شعبي يعيش في هذه الظروف، وهو أمر لو عاشه أي شعب آخر سأشعر تجاهه بذات المشاعر، فنحن كفلسطينيين تربّينا على قيم وطنية وإنسانية تحترم البشر وتقدر القيم الإنسانية.

سؤال: كيف سيعيش طفل فلسطيني بقي وحيداً فيما ماتت كل عائلته؟ هنا لا أقصد الحياة الجسدية، حيث إن المجتمع الفلسطيني مجتمعٌ كريم ومتضامن، ولدينا الكثير من طلبات تبنّي مثل هؤلاء الأطفال، هل سينسى هذا الطفل، بعد عشرين سنة، أن كل عائلته قتلت؟ هذا سؤال كبير نطرحه على المجتمع الدولي. يجب رحمة أهل غزة. يجب أن نقول كفى لهذا العذاب.

يفترض أن يكون لدينا خلية أزمة، ومن أجل معرفة القراء، ضعينا في صورة خلية الأزمة التي تشكلها وزارة الصحة للتعامل مع ما يجري في غزة؟

نحن نعمل تحت ضغط كبير جداً، ومن المؤكد أنه ليس بمقدار الضغط الواقع على الأهل في غزة، نعمل على مدار الساعة، ونجري كل الاتصالات الدولية، نصدر كل الأشياء المركزية لمساعدة الأهل في غزة على أمل إظهار الحقيقة للمجتمع الدولي.

هنا نحن غير متنافسين مع طاقم الوزارة في غزة، لكن بصفتي وزيرة الصحة، فإن ذلك يملي عليّ مسؤولية كبيرة من أجل توضيح ما تمرّ به غزة. أسهر على احتياجات قطاع غزة من كل النواحي، لقد أنجزنا قوائم وحولناها للجهات الدولية في العالم، ونجري الاتصالات مع غزة لحظياً حتى نخرج بالأرقام والمعطيات الدقيقة نوعاً ما، فالأرقام التي لدينا ليست واقعية إلى حد ما، حيث هناك ناجون تحت الركام، وهناك مفقودون وهناك شهداء. كما أجرينا الاتصالات من أجل عملية جمع التبرعات، وبحث مسألة كيفية إدخالها عبر معبر رفح. نتواصل مع الصليب الأحمر والصحة العالمية ووزراء الصحة العرب ومع كل من له مشاريع صحية معنا. كما نظمنا اجتماعين كبيرين مع كل الشركاء والجهات الدولية ذات الاهتمام. كما نقوم بدور إعلامي من أجل توضيح حقيقة الصورة التي يمر بها القطاع.

الواقع اليومي والميداني كارثة كما قلت، كيف تعمل الوزارة يومياً؟

ملفنا الرئيسي في الوزرة أصبح قطاع غزة، وهناك خلية أزمة لإدارة الأمر كما قلت، كل يوم نجتمع ونضع الخطط حول كيفية العمل، نعمل على الاحتياجات ونصدرها للعالم الخارجي. كما نجري الاتصالات العربية والدولية، وننسق بشكل كامل مع الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تشكلت لجنة للاستلام والتسليم يرأسها الهلال الأحمر ووزارة الصحة والتنمية الاجتماعية. حيث يقوم الهلال الأحمر بالاستلام ومن ثم التصدير للمستشفيات المختلفة في غزة.

ما نفكر فيه حالياً هو تغطية حالة الطوارئ، هناك من يفكر في ما بعد الحرب، ولكن في الحقيقة نحن أمام تدمير شامل لكل البنية التحتية المدنية والإنسانية. والأسئلة القادمة يجب أن تكون عميقة، فمن هدم بيته أين يذهب؟ من المؤكد أنه لن يكمل حياته في خيمة. هناك أسئلة توجه للدول الكبيرة التي ساندت الحرب ودعمتها، كي ترى بأم عينيها ما جرى ويجري، هذا سؤال عالمي.

كل العالم يرى الشاحنات التي تنتظر من أجل الدخول لقطاع غزة كجهد إغاثي، وعلمنا أن يوم أمس دخلت 8 أو 9 شاحنات، منها شاحنة أدوية فقط؟

كل ما دخل لحد الآن يساوي قطرة من محيط الحاجة، الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش تحدث بنفس الشي مؤخراً. الاحتياج في غزة كبير جداً. لنا أن نتخيل هدم بيت، وهذا يعني أن المواطن الذي يعيش فيه عليه أن يبدأ من جديد، فلا أكل ولا شرب ولا دواء، وبالتالي كل ما دخل غزة من أدوية لا تساوي نقطة في محيط ما يحتاجه المواطنون في القطاع. كل الأدوية التي دخلت لا تعالج مرضى بناية في مستشفى الشفاء، هناك ما يقرب من 700 سرير في المستشفى، والآن فيه تقريباً 5 آلاف مريض. وهذا يعني أن هناك قدرة استيعابية تضاعفت 15 ضعفاً، إنه وضع صعب أكثر مما يتوقعه أي طرف، هنا أطلب من المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية أن تنظر بعمق للكارثة الإنسانية في غزة التي تعرينا جميعاً، هذه الكارثة التي ستكتب في تاريخنا جميعاً.

يبدو لي أن إدخال المساعدات خدعة دعائية، بحيث يتم تبييض وجه الاحتلال وأمريكا، هل يمكن أن يتخذ قرار وقف استقبال المساعدات لكونها تمثيلية هزيلة؟

حالياً لا نتساوق مع ما يريدون. نتساوق مع الاحتياجات، لو دخل غزة نصف شاحنة أدوية فأنا أريدها. سيكون لها دور في رفع الألم عن الناس، لكن الحقيقة أن الاحتياج كبير. وأنا هنا في ظل الظروف أريد أن أتواءم مع احتياجي بشكل دبلوماسي حتى أدخل ما يمكنني إدخاله، المجتمع الدولي عليه أن يفرض ويضغط ويفعل القوانين الدولية. هناك علامة استفهام كبيرة أمام أن إسرائيل عضو في الأمم المتحدة، ويجب أن تحترم المواثيق الدولية. والسؤال أين هذا الاحترام؟ إنه سؤال كبير مطروح على المجتمع الدولي.

مسألة قصف المستشفى المعمداني، الاحتلال يحاول أن يتهرب من المسؤولية، ونحن نريد الحقيقة أمام وقوف الأمريكيين مع الرواية الاحتلالية، ما هو الإجراء من طرفكم، هل هناك رغبة لتشكيل لجنة تحقيق دولية من طرفكم؟

هناك من بدأ في التحقيق، وهناك تقارير صحافية من مؤسسات إعلامية، وكانت واضحة ومهنية ووصلت إلى نتائج مهمة. في الحقيقة ما جرى بمثابة “ضحكة”. واضح أن ما قاله الاحتلال غير صحيح. والسؤال: من قصف الكنيسة الأولى، ومن قصف الكنيسة الثانية؟ ما تقوله إسرائيل حكي عبثي وغير مصدق من أصغر طفل. يكفيهم عنجهية.

أما سياسياً، فأنا أقول إنه على مستوى العالم عليهم القراءة والاستماع والرؤية بعمق، وليس من خلال منظورهم السياسي الذي يفكرون فيه وينطلقون منه.

البارحة طلب الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة كافة الزملاء من المتقاعدين والمتطوعين في كافة التخصصات الصحية للالتحاق بالمستشفيات فوراً، ماذا عن الضفة؟ وكيف يمكن؟

في الحقيقة حجم المتطوعين كبير جداً. وهم ليسوا من الفلسطينيين فقط، إنما من كل العالم. نحن بحاجة لممر من أجل الدخول، لقد حضّرنا قوائم الأطباء المتطوعين، وأرسلناها للصليب الأحمر. وبحاجة لوقف إطلاق النار مباشرة، وثانياً دعم قطاع غزة في كل مؤهلات الحياة الأساسية، من غذاء ودواء ومستلزمات طبية وحليب الأطفال.

 


فلسطين العدو الإسرائيلي قتل الفلسطينيين قطاع غزة

22:51 2023/10/26 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات