الأم أغنيس: هنالك فبركة مسبقة الصنع لـ’مجزرة الكيماوي’
لدينا دلائل جديدة وجدول زمني يبين وجود فبركة مسبقة للفيديوهات عن مجزرة الكيماوي
حسين مرتضى
الام أغنيس، ابنة لأب فلسطيني من فلسطينيي الـ48 وأم لبنانية، عاشت طفولتها في بيروت. ترهبنت في لبنان حيث عاشت الحرب اللبنانية في دير حاريصا، وبعد ذلك تلقت دعوة لتأسيس دير في مار يعقوب المقطع في منطقة القلمون في سورية. وعند بداية الأزمة السوريّة، لعبت الأم اغنيس دوراً فعالاً في نقل حقيقة ما يجري على الأرض السورية من خلال دقة الملاحظة التي تمتعت بها في نقد واكتشاف الأخطاء التي جاءت بها وسائل الاعلام، ومن ثم أصبحت رئيسة الهيئة الدولية لدعم المصالحة في سوريا، وكان لموقع "العهد" الاخباري اللبناني معها هذا اللقاء حول ما جرى في مدينة معلولا ننقلها في "حرمات" لتعميم الفائدة من كلام الأم أغنيس:
* كيف هو الوضع الانساني في معلولا الان بعد كل ما حصل فيها من انتهاكات لحقوق الانسان؟
ـ اليوم كان لدي لقاء مع حوالي 100 شخص في معلولا. معلولا تهجرت وأصبح اهاليها نازحين، وغالبيتهم في مناطق في دمشق عند اقاربهم وأصدقائهم، ومنهم من أصبح في العراء. بيوتهم فُتحت ونهبت، ومنهم من يقول إنها أحرقت وكذلك مشاغلهم كما استبيحت كل ارزاقهم. لا يستطيع الأهالي العودة الى معلولا لأن القنص يستهدف كل ما يدب ويمشي. ورغم خوف اهالي معلولا إلا أنهم ما زالوا يؤمنون بالمستقبل، كما انهم يتشبثون بالأرض والتراث والتاريخ، وهم يأملون وعازمون على العودة إلى منازلهم رغم أنها مدمرة، وهم مستعدون لترميمها بسواعدهم.
* هل نستطيع القول إن المسيحيين في خطر جراء همجية المسلحين المتشددين؟
ـ الحقيقة ان الذي في خطر من همجية التكفيريين هو الانسان. هؤلاء التكفيريون استخدموا الدين غطاء، وهذا لا ينطلي على احد. هم دمى يحركهم الخارج تحت غطاء معين لا علاقة له لا بالتكفير ولا بالدين. ونحن لا نصنف في سورية مسيحيا او غيره، فأنا انظر الى كل انسان سوري أنه مثل أخي. نأسف لضياع القيم وحرق جميع الخطوط الحمر وعلى العودة الى البربرية، ونناشد كل انسان سوري ان يعود الى رشده وعقله لأن ما يقوم به ضد اخيه ربما غداً تنقلب نتائجه عليه، لذلك يجب ان نعطي الاخر ما نرغب به لانفسنا.
* ماذا تحدثيننا عن مجزرة الغوطة ومزاعم استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي فيها؟
ـ انا لا استطيع ان اتدخل في موضوع عسكري أو طبي او طب شرعي، انا فقط تنبهت الى تركيبة الفيديوهات وتصنيعها ولدي دلائل ليست سريّة ودونت ملاحظات في دراسة من خمسين صفحة سلمتها للجنة تقصي الحقائق في سورية وللمفوضية السامية لحقوق الانسان ولكل بعثات الدول في الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان بجنيف. ومن ثم تنبهت إلى أن الدلائل التي قدمتها هي دلائل ذات شأن وما زال حتى الان وزير خارجية دولة عظمى يذكرها، وهذا جعلني أتعمق أكثر في هذه الدلائل واليوم صار لدي دلائل جديدة ليست فقط تقول ان الفيديوهات مفبركة، اي اننا نشاهد تمثيلية، ولكن الفيديوهات مسبقة الصنع وهذا امر خطير! هذه الفيديوهات مؤرخة بتاريخ 20\\8\\2013 وتاريخها الحقيقي يعود إلى ما قبل ذلك بأيام ولربما بأسابيع! وهي مُعدة بحرفية ولكن ليست بحرفية تامة لان في الفيديوهات شوائب كبيرة ومن خلالها استطعت أن ألاحظ أمورا تبرهن على ما أقوله.
* ما هي الدلائل التي تتحدثين عنها؟ هلا تحدثتِ عنها؟
ـ مثلا نحن استمعنا الى تصاريح الناطقين باسم النقاط الصحية واللجان الصحيّة في الغوطة الشرقية. ويجب ان ننتبه إلى تقرير اللجنة الطبية الموحدة للغوطة الشرقية والتي قدمت نفسها كمرجع طبي رسمي للغوطة الشرقية، وتقول اللجنة في الساعة كذا وأظن "في الساعة 2 بعد منتصف الليل " وقع هجوم بالكيماوي على عدة نقاط بالغوطة الشرقية وتقول ان المدنيين العزل تنشقوا الغازات في بيوتهم وفي اسرّتهم. وهناك غابوا عن الوعي ومنهم من توفي، واجبرت الطواقم الطبية والمتطوعين ان يخرجوا الى العراء! ونحن هنا نتساءل كيف يمكن ان يخرجوا الى العراء طالما هناك هجوم كيمياوي بغازات سامة، وهم لا يملكون ادوات الوقاية من الكيمياوي؟؟؟ وهنا يجب ان نحسب كيف وصل الكيماوي الى البيوت ـ كما قالوا ـ ولست انا من اخترع ذلك، وهم قالوا انهم اقتحموا البيوت واستدلوا! وهنا يجب ان نعرف كيف استدلوا على البيوت؟ ولماذا هذا البيت دون غيره؟؟ ثم قالوا إنهم دخلوا البيوت وسحبوا المتضررين بالكيمياوي، وهم قالوا إنهم عائلات بأكملها. ونحن نعرف أن العائلات تعني "الاب والأم والاولاد" وأتوا بها الى النقاط الطبية. وفي النقاط الطبية نحن ماذا نرى؟ اولا نرى نسيجا عائليا طبيعيا او شبابا او اولادا و10% نساء ،ثم الاولاد الذين رأيناهم ويتعامل معهم طواقم من المتطوعين، ولا وجود للاهل!!!! ويوجد فيه انعدام للعائلة.
ـ ثانيا في وضع مثل هذا ـ حسب هذه اللجنة الطبية الموحدة ـ يقولون انه عندما ضرب الصاروخ الكيماوي اصبح هناك حوالي 10 آلاف حالة اختناق في الغوطة الشرقية، منها 3 آلاف خطيرة جدا. معنى ذلك اننا في حالة طوارئ، ما يعني ان كل الطاقة البشرية الموجودة بين جوبر وكفربطنا وعربين وسقبا وحتى المعضمية وزملكا معرضة للخطر، كل الطواقم هم قالوا انه أصبح هناك ضغط كبير جدا علينا، وان كل الأدوية والادوات الطبية اللازمة للاسعاف قد نفدت بسبب الضغط الكبير عليها. هذا يعني أنه لدينا حالة طوارئ قصوى وعلى الأقل منذ أن وقعت الصواريخ أي الساعة 2 ونصف لا نستطيع أن نتصرف حتى تهدأ الحالة ونعرف من مات ومن تضرر من الكيماوي. اما هم فقد لفوا الأشخاص بالأكفان وبدأوا بدفنهم، وعندما بدأوا يدفنون بين الساعة 5 والساعة 7 بعد الظهر أي قبل الساعة الخامسة، لأنه عندما يُحمّل الفيديو فمعنى ذلك أن الحدث الذي نتناوله لا يمكن أن يكون قد حدث بعد تحميل الفيديو، لأن أخذ الصور وتحميلها معناه ان الصورة قبل وأيضا الصورة لا يمكن ان تكون قبل الساعة 2 ونصف لأنه قبل الساعة 2 ونصف لم يكن هناك كيمياوي. إذاً، الحدث يجب حصره بين الساعة 2 ونصف بعد منتصف الليل وبين الساعة 7 بعد الظهر، ونحن الأدلة التي لدينا هي انه في الساعة 4 توجد فيديوهات. اول فيديو نحن رأيناه تم تحميله الساعة 3 ونصف يعني بعد ساعة من حدوث الحادثة، وفي هذه الأوقات العصيبة جدا وفيه استعجال ـ وحسب قولهم هم يقومون بنقل 12 طفلا من غرفة ووضعهم بطريقة معينة دون اي مساعدات طبية ـ هكذا الفيديو يوضح ـ انهم فاقدون للحياة. اضعهم في مكان اصورهم واتحدث عنهم ثم اعود وأضعهم في مكان آخر بعد نقلهم واصورهم.
وايضا رأيت الفيديوهات، فمثلا اولا يظهر طفل واحد ثم سبعة ثم 15 ثم 18 كما لو ان أحدا ما يزين لوحة! اضافة الى تباين في الزمان الذي حُملت فيه الفيديوهات. فمثلا تم تحميل فيديو يصور طفلا على انه توفي، في حين تم تحميل فيديو بعده يُظهر الطفل ذاته وهو على قيد الحياة، وهناك من يقوم بالاسعافات اللازمة له. اذاً كيف يمكن ان يتوفى الطفل قبل أن يحمّل الفيديو الساعة 6 وكيف نراه في فيديو جرى تحميله الساعة 7 وفي وضح النهار ولا يزال على قيد الحياة! اذاً هناك تباينات رهيبة جداً ونحن الآن نقوم باعداد قائمة زمنية على تحميل الفيديوهات وعلى الاحداث، وانا حتى الان رصدت المكان، كيف هو المكان ومن اين يدخلون اليه وكم مرة جرى التصوير داخله وفي أي فترة زمنية وكيف تلاعبوا بالجثث والى اخره. ويظهر اننا في استديو خارجي. ايضا نرى فصولا من المسرحية معدة مسبقا فإذا لم ينجح فصل يقومون باعداد فصل آخر مع تغيير الديكور. وكل هذا نحن بيناه وأنا أظن أن هذه الدلائل قوية جدا. وحتى الآن لم يستطع احد ان يعطيني اجابات عنها او ان يخالفني احد ويقول ان الام اغنيس اخطأت.
هذه البعثة طلبتها الدولة السورية وهي استجابت. نحن كنا كهيئة دولية لدعم المصالحة. بعثنا فريقا إلى خان العسل عندما وقع الاعتداء بالطريقة الكيمياوية وراح ضحيتها 150 شخصا، حيث اعنا هؤلاء الاشخاص وبعثنا كل الدلائل لمجلس حقوق الانسان ولجنة التحقيق الخاصة بسورية في جنيف ووقتها كارلا بونتي صرحت بما يعني ان الدولة السورية والجيش السوري والمدنيين هم الضحية. وعندما طلبت الدولة السورية قدوم اللجنة، اللجنة الدولية تأخرت وتبع ذلك نوع من محاولة طمس الحقائق واعتداء على خان العسل. على كل، نحن كهيئة مناضلة لحقوق الانسان ولسلامة المدنيين، نحن نرحب بأي هيئة دولية تأتي لتتقصى الحقائق ولكن نطالب بأن يكون هناك شفافية وعدم انحياز واحترام تام للمواثيق الدولية بما يخص المصداقية وبما يخص كل امكانيات التحليل وفقا للدلائل الحقيقية وليس الدلائل التي أضيفت لاحقا بطريقة مزيفة، واليوم يجب ان ننتبه إلى اي تزييف في الموضوع وانا لدي دلائل استخرجتها مع اللجنة الدولية ولكن هذه لن أصرح بها الآن وهي طي الكتمان، وانا سوف اظهرها للجنة التحقيق الدولية في جنيف وليس هنا.
* تقصدين انه بالتعاون مع الامم المتحدة تم التحريف بالفيديوهات في قصة الكيمياوي وهي على علم بتحريف الفيديوهات؟
ـ انا اكتب للرأس. وهذه اللجنة لا اتعاون معها، وهي تتعاون مع السلطات السورية، ولسلامة المواطنين انا اتراسل مع الرئاسة الخاصة بحقوق الانسان ولجنة تقصي الحقائق عن سورية. ومن المؤكد ان لجنة المراقبين الدوليين على علم بالفيديوهات المحرفة، كما قلت سابقا انني سلمت الدراسة، وسوف اسلم دراسة جديدة اقوم باعدادها تعمق الأمور مع جدول زمني يبين انه ليس فقط هنالك فبركة للفيديوهات وإنما هنالك فبركة مسبقة الصنع. وأيضا من الفيديوهات هناك استدلال على التلاعب مع لجنة التحقيق الدولية وهم قالوا ذلك وليس انا. هم لا يتكلمون اللغة العربية ولكن انا ألفت لهم نظرهم إلى ما يقال عنهم من الاشخاص الموجودين قرب النقاط الطبية.
