<p style="\"text-align:" justify;\"="">عاود تنظيم «داعش» الإرهابي التهديد من جديد بعد فترة من الصمت، محرّضاً عناصره على استهداف المؤسسات الدينية في مصر، عبر تسجيل صوتي جديد لمتحدث التنظيم، أبو حمزة القرشي، كشف عن «استراتيجية (داعش) المقبلة، وطموحات التنظيم التوسعية بعد أشهر وسنوات من (الخفوت) في محاولة للعودة إلى المشهد». ووفق مختصون في الشأن الأصولي بمصر، فإن «خطاب التنظيم خلال التسجيل الصوتي يُعد (تطوراً نوعياً) لـ(داعش) يتطلب استمرار الإجراءات الأمنية والعسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة من التنظيم». التسجيل الصوتي لـ«داعش» حث فيه القرشي عناصر التنظيم على «مواصلة (العمليات الجهادية) في الدول -على حد زعمه». وتحدث القرشي في التسجيل الذي بثه بعض منابر التنظيم على «تليغرام» مساء (الثلاثاء) الماضي، عن «إنجازات (داعش) في غرب أفريقيا، وبيعات جديدة منتظرة للتنظيم قريباً»، مكرراً مناشدته لعناصره في العراق وسوريا بـ«استخدام العنف للإفراج عن سجناء مرتبطين بـ(الجهاديين)». ووعد القرشي في خطوة غير معتادة بـ«مكافآت مالية» لـ«المتشددين» الذين «يستهدفون القضاة». وأشاد القرشي بعناصر التنظيم في «جميع أنحاء العالم خصوصاً في ليبيا». وتعليقاً، قال الباحث المتخصص في شؤون الحركات الأصولية بمصر، عمرو عبد المنعم، إن «التسجيل الأخير، هو السادس للقرشي منذ توليه منصب المتحدث باسم التنظيم»، لافتاً إلى أن «التسجيل أثنى على (العمليات الإرهابية) في غرب أفريقيا، والتي تجاوزت أكثر من 170 (عملية نوعية) خلال الـ3 أشهر الماضية». المختصون في الشأن الأصولي أكدوا أن «التنظيم يهدف من نشاطه في غرب القارة السمراء، إلى تفريغ القدرات القتالية لعناصره، والحفاظ على رأس ماله الرمزي، وتأكيد الوجود في المشهد، والحفاظ على حجم البيعات الصغيرة، التي حصل عليها في السابق». ووفق عبد المنعم فإن «التسجيل الصوتي للقرشي دعا لاستهداف المؤسسات الدينية في مصر»، لافتاً إلى أن «التسجيل يحمل إشارات جديدة، حيث اعتبر القرشي أن (الولايات الداعشية) نجحت خلال الـ3 أشهر الماضية في تحقيق فتح جديد بأفريقيا». لكنّ عبد المنعم حذّر من «مضمون هذا التسجيل»، موضحاً أنه «كشف عن (تطور نوعي) في خطاب (داعش) يتطلب استمرار الإجراءات الأمنية والعسكرية في الدول، لمواجهة أي تهديدات محتملة من التنظيم». كانت مؤسسات دينية في مصر قد أكدت أن التنظيم «استغل جائحة (كورونا) لترويج الإشاعات، في محاولة لتفادي هزائمه خلال الأشهر الماضية، وإعادة تنظيم صفوفه، وتسهيل تحركات عناصره (الذئاب المنفردة) لتنفيذ (عمليات إرهابية خاطفة) في الدول بأي سلاح مُتاح». وأضاف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط» أن «تسجيل القرشي حمل (رسائل تشفيرية) أيضاً لعناصر تنظيم (ولاية سيناء) في مصر للقيام بـ(عمليات إرهابية) ضد حركة (حماس) الفلسطينية –من دون أن يذكرها بالاسم». فيما تواصل قوات الجيش والشرطة المصرية عملياتها الأمنية في شمال ووسط سيناء منذ فبراير (شباط) عام 2018 لتطهير المنطقة من عناصر متطرفة ينتمي بعضها لتنظيم «ولاية سيناء» الذي غيّر اسمه لـ«داعش سيناء» عقب مبايعة «داعش» عام 2014، و«تلقى التنظيم خلال السنوات الماضية هزائم كبيرة على يد الجيش والشرطة بمصر»، حسب مراقبين. وقال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، عضو مجلس الشيوخ المصري، اللواء فاروق المقرحي لـ«الشرق الأوسط» إن «الضربات الاستباقية للجيش والشرطة في سيناء خلال الأشهر الماضية، كان لها دور كبير في القضاء على العناصر (التكفيرية) وتدمير أوكارهم ووسائل تنقلهم وأماكن إعاشتهم».