تساءلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن علاقة حرب العراق بظهور التنظيمات الإرهابية وصعود تنظيم (داعش)، وكيف فجر الغزو الغضب داخل الشباب المسلم لينضم إلى التنظيمات الإرهابية.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب كيم سينغوبتا، إن الغضب حول الغزو تحول إلى دعوة لحمل السلاح، ولا تزال تداعياته محسوسة حتى اليوم.
وكتب سينغوبتا: "في 18 مارس/آذار 2003، اضطر فريق الأمم المتحدة الذي كان يبحث عن أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين إلى المغادرة بموجب الموعد النهائي للحرب الذي حددته الولايات المتحدة وبريطانيا. وقبل يوم من انسحاب المفتشين التقيت ببعضهم في مقرهم في فندق القناة ببغداد. كانوا متشائمين للغاية بشأن ما حدث. وقال أحد كبار أعضاء الفريق: "ما لن نجده يثير قلق الناس في واشنطن ولندن".
وبعد خمسة أشهر تم تفجير فندق القناة في تفجير انتحاري أدى إلى مقتل 22 شخصا وإصابة 100 آخرين. ومن بين الذين لقوا حتفهم سيرجيو فييرا دي ميلو، الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق. وأعلن أبو مصعب الزرقاوي، زعيم جماعة التوحيد والجهاد مسؤوليته عن الهجوم.
في سنوات الفوضى التي تلت ذلك، أصبح اسم الزرقاوي مرادفا للإرهاب الإسلامي، وسيستمر تنظيمه في إنتاج القاعدة في العراق، ثم داعش لاحقا.
لقد تحول الغضب الذي سببته حرب العراق إلى دعوة لحمل السلاح وللجهاد الدولي، ولا تزال تداعياته محسوسة حتى اليوم. وتواصل الجماعات الإرهابية استخدام الغزو الأمريكي للعراق كأحد أسباب تنفيذ الهجمات.
كانت إسبانيا، التي أيدت حكومتها برئاسة خوسيه ماريا أثنار شن الحرب، من أوائل الدول التي واجهت عواقب وخيمة، حيث أدت سلسلة تفجيرات على شبكة قطارات مدريد في 11 مارس/آذار 2004، إلى مقتل 193 شخصا وإصابة أكثر من 2000 آخرين، في أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ إسبانيا.
زعمت الحكومة الإسبانية في البداية أن انفصاليين إقليم الباسك كانوا وراء الهجوم، لكن سرعان ما خلص تحقيق رسمي إلى أن تنظيم القاعدة وراء التفجير كرد مباشر على الغزو.
وفي عام 2006، ذكر تقرير داخلي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية في لندن ما كنا نعرفه منذ زمن طويل: "الحرب في العراق كانت بمثابة وسيلة لتجنيد المتطرفين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأدى العراق إلى تشدد الشباب المصاب بخيبة أمل وجاءت القاعدة لتمنحهم الإرادة والرغبة والهدف والأيديولوجيا للعمل (الجهاد) ".
اجتذب الجهاد في العراق مقاتلين أجانب وانتشر العنف إلى دول الجوار. وجاءت تقارير وزارة الدفاع بينما كانت بريطانيا تستعد لنشر قواتها في أفغانستان حيث كان التمرد يتزايد هناك، نظرا لسحب قوات أمريكية وبريطانية من هناك بعد الإطاحة بطالبان ونقلها إلى العراق، مما ترك فراغا لمقاتلي طالبان للانتقال إليها.
كان الزرقاوي أردني الجنسية وكثير من أتباعه من الأجانب. وبعد ثلاث سنوات من الغزو، كان حوالي 70 مقاتلا يعبرون الحدود إلى العراق شهريا، وفقا للجنرال الأمريكي ويليام كالدويل.
جاء هؤلاء المقاتلون من السعودية والسودان وسوريا ومصر، كما جاء البعض من أوروبا ومن بريطانيا نفسها.