قالت مصارد أمنية عراقية، إن 15 شخصاً قتلوا بينهم 11 عنصرا في "الحشد الشعي" في هجمات انتحارية وتفجيرات تحمل بصمة تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظتي صلاح الدين (شمال) وديالى (شرق).
وسبق الهجمات مخاوف أطلقها مسؤولون أمنيون وسياسيون عراقيون من إمكانية استغلال "داعش" لاضطرابات واسعة في البلاد ناجمة عن احتجاجات مناهضة للحكومة متواصلة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الاول الماضي.
وأوضحت المصادر الأمنية في شرطة محافظتي صلاح الدين وديالى للأناضول، أن سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان انفجرتا على قوات "الحشد الشعبي" كانت تحرس حاجزين أمنيين في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين، ما أدى لمقتل 11 من مقاتلي "الحشد".
وأضافت المصادر أن 3 تلاميذ قتلوا وأصيب اثنان آخران في تفجير عبوة ناسفة زرعها مجهولون على مقربة من مدرسة ابتدائية في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، فيما قتل شخص وأصيب اثنان آخران في انفجار دراجة نارية مفخخة في ناحية بهرز جنوبي محافظة ديالى.
ولم تتبن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات حتى الساعة، لكن المصادر الأمنية قالت إنها "تحمل بصمة داعش".
وزادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم "داعش" خلال الأسابيع الأخيرة وبشكل خاص في المنطقة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم "مثلث الموت".
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
وفي سياق متصل،، أفادت مصادر طبية وأمنية وشهود عيان بوقوع 41 إصابة وحالة اختناق مساء الخميس في مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة بغداد ومدينة كربلاء إلى الجنوب.
وقال مصدر طبي، وهو متطوع يعمل في مفرزة متنقلة قرب ساحة التحرير وسط بغداد، للأناضول، إن 33 متظاهراً على الأقل أصيبوا بجروح وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الوثبة وسط بغداد.
وقال شهود عيان من المتظاهرين للأناضول، إن قوات الأمن أطلقت وابلاً كثيفاً من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في ساحة الوثبة، منوهين إلى أن المتظاهرين رشقوا بدورهم قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وفي وقت سابق الخميس، شهدت ساحة الوثبة أعمال عنف مروعة عندما أطلق شاب (17 عاما) النار على متظاهرين إثر شجار ما أدى لمقتل 4 متظاهرين، وهو ما دفع محتجين غاضبين لقتله وتعليق جثته على عمود إنارة في الساحة، وفق ما أبلغ الأناضول مصدر أمني.
وأثار الحادث انتقادات واسعة في البلاد، ومخاوف من أن تكون مقدمة لموجة أعمال عنف جديدة في البلاد.
وفي كربلاء، قال مصدر في شرطة المحافظة وشهود عيان للأناضول، إن "المئات من المتظاهرين حاولوا اقتحام مبنى الحكومة المحلية في مدينة كربلاء لكن قوات الأمن صدتهم عبر إطلاق الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع".
وأضافت المصادر أن 5 على الأقل من المتظاهرين أصيبوا بجروح وحالات اختناق إلى جانب 3 من أفراد الأمن، جراء رشقهم بالحجارة.
وتأتي هذه التطورات في خضم موجة متصاعدة من الهجمات المنسقة ضد ناشطين في الاحتجاجات خلال الأيام القليلة الماضية.
واندلعت الاحتجاجات في العراق مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف واسعة النطاق خلفت ما لا يقل عن 492 قتيلًا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.