"داعش" التنظيم الذى أعلن لنفسه "دولة" على مساحة كبيرة من الأراضي فى سوريا والعراق تحول الآن إلى مجموعة أُسر موجودة داخل مخيمات في مناطق متفرقة، فهل خلف هذه المخيمات شبكات خفية من الخلايا؟ "داعش" التنظيم الذى أعلن لنفسه "دولة" على مساحة كبيرة من الأراضي فى سوريا والعراق تحول الآن إلى مجموعة عائلات موجودة داخل مخيمات في مناطق متفرقة، فهل خلف هذه المخيمات شبكات خفية من الخلايا؟ الآلاف من أسر المسلحين ما برحوا فى سوريا والعراق، بعد أن كان الكثير منهم قد استسلم وخرج خلسة عندما فرّت الموجة الأخيرة من المدنيين من "الباغوز". ورغم أن "داعش" لم يعد يسيطر على أي أراضٍ فى البلدين، وخسر أغلب قياداته وثرواته، وفقد الآلاف من عناصره، إلا أنه لم ينته بعد. يؤكد المحلل والباحث في مركز دمشق "مداد" تركي حسن للميادين نت أن البنية العسكرية لداعش انتهت، قائلاً إنه "يمكن أن يكون هناك مجموعات مسلحة نطلق عليها "الذئاب المنفردة" يتاح لها المكان في البادية". ومصطلح "الذئاب المنفردة" يعني الأفراد الذين يقومون بعمليات إرهابية بشكلٍ منفرد دون أن تربطهم علاقة مباشرة بتنظيم معين، وهي قد تطلق على أي شخص يشن هجوماً مسلحاً بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية إلخ.. ولطالما عكف "داعش" على استخدام "الذئاب المنفردة" في أعماله الإرهابية لأن هذه الجماعة لا تطلب إلّا القليل من الدعم العملي، إلا أنه بمقدورها تنفيذ عمليات أكثر دموية، وقد تبنى التنظيم هذا النوع من الهجمات المنفردة.
"يمكننا القول إن "داعش" انتهى من حيث الوظيفة ، الجسم العسكري لداعش انتهى ولكن لا يزال له قدرة إعلامية وتمويل وأيضاً أفراد منتشرون في مناطقنا" يقول حسن. ويضيف أن الولايات المتحدة تعيد استثمار داعش وتشكّل حزاماً امنياً حول جسمهم". وفيما يتعلق بمصير عوائل المسلحين، رأى حسن أن هناك خلافاً حول وجودهم في بعض الدول، فرغم استردادهم من بعض الدول، إلاّ أن دولاً عدة ترفض ذلك، مشيراً إلى أن عدداً منهم سلّم للعراق. و أكد أنهم لو كانوا في عهدة القوات السورية، لكان الأمر محلولاً.
من جهته، أكد الخبير العسكري محمود عبد السلام للميادين نت أن تنظيم داعش في سوريا قد انتهى وتلاشى من حيث الشكل، ولكن من حيث المضمون فهو ما زال جاهزاً أن يطل برأسه عبر محاولات عدة. واعتبر عبد السلام أن الغاية التي أوجد من أجلها تنظيم داعش لا تزال قائمة والأهداف الأميركية التي تريدها حتى الآن لم تتحقق بكاملها لذلك فإنه "سيعود بأشكال أخرى". "أنا كمواطن سوري لا يهمني أن يتلاشى السلاح إنما الأخطر ممن يحمل السلاح الداعم لهذا التنظيم" يقول عبد السلام. ويكمل قائلاً:" ليتم القضاء عليه يجب أن ننتهي من الفكر السلفي الوهابي"، مؤكداً أنه خلال فترة تواجد "داعش" تربى الكثير من الأطفال والشباب على رائحة الدم. وختم الخبير كلامه بالقول "نحن نعلم أن هذا التنظيم لم ينته لأن اميركا قامت بنقل وتبديل مواقع هذه التنظيمات اي ما يسمى بـ إعادة الانتشار والتوزيع". المصدر: الميادين