الجريمة المروعة التي نفذتها عصابات “داعش” ضد النازحين في احد المخيمات في الرمادي قبل ايام، واسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من النازحين اغلبهم من الاطفال والنساء، كشفت عن حقيقة “دواعش” السياسة الذين حاولوا خداع اهالي المناطق الغربية من العراق خلال السنوات الماضية، عبر تقديم انفسهم كمدافعين عن اهل السنة والمروجين ل”دواعش القتل”، في مقابل قوات الجيش والشرطة العراقية التي طالما نعتوها بأبشع النعوت.
الجريمة البشعة نفذها انتحاري “داعشي” فجر نفسه في مخيم 60 الواقع على الطرق الدولي الرابط بين بغداد وعمّان في الرمادي بمحافظة الانبار، واسفرت عن استشهاد 13 مدنيا واصابة 14 آخرين، بالإضافة إلى استشهاد نقيب بالشرطة كان يحاول القبض على الانتحاري. يبدو ان محاولة النقيب الشهيد للسيطرة على الانتحاري، قلصت من عدد الضحايا، بعد ان ضحى بنفسه من اجل انقاذ النازحين الابرياء، من وحشية واجرام “الدواعش”، الذين طالما طبل لهم “دواعش” السياسة في ساحات الاعتصامات التي خرجت “داعش” من رحمها على انهم “ثوار” و “مهمشون” و”طلاب اصلاع” و “مدافعون عن اهالي المناطق الغربية”. مصادر الشرطة العراقية ذكرت ان الشرطة وصلتها معلومات استخباراتية باستهداف المخيم، وعندما كشف منتسب الشرطة المسؤول عن الحراسة أمر الانتحاري، قام الأخير بتفجير نفسه، أثناء اعتقاله، فاستشهد الشرطي بالاضافة الى عدد من النازحين الابرياء. في محاولة لانقاذ النازحين من اجرام “داعش”، الذي فاق كل تصور، تم اغلاق مخيم “الـ60 كيلو” غرب الرمادي، ونقل النازحين الى مخيم “18 كيلو” غرب الرمادي، بالتنسيق بين الحكومة المركزية وحكومة الأنبار والقيادات الأمنية. جريمة التفجير الارهابية التي استهدفت نازحين مظلومين، قبل ان تكشف عن اجرام “الدواعش”، وهو اجرام بات سمة لهؤلاء السفاحين، كشفت عن دناءة وخسة وخيانة “دواعش السياسة” الذين كانوا السبب الاول والاخير في سيطرة “الدواعش” على المناطق الغربية من العراق ومنها الرمادي، عندما مهدوا الارضية لهم عبر تجميل صورة “الدواعش” وتقديمهم على انهم منقذو اهالي الرمادي والمناطق الغربية من “ظلم” و “اعتداءات” الجيش والشرطة العراقية، خلال الاعتصامات التي جرت في الرمادي وغيرها. على “دواعش” السياسة ان يبرروا لاهالي الرمادي والمناطق الغربية من العراق جريمة مخيم 60، وكيف يمكن ل”الثوار” و”المطالبين بالعدل والمساوة” و”الرافضين للتهميش”، ان يفجروا الاطفال والنساء الذين هربوا من بطش واجرام “الدواعش” الى المخيم؟، الا تؤكد هذه الجريمة ان ما كان يروجه “دواعش السياسة” عن رفاقهم “الدواعش” كانت كذب وتضليل؟، ترى كيف يمكن ان يبرر “دواعش السياسة” العمل البطولي الذي قام به الشرطي العراقي في منع الانتحاري “الداعشي” من التسلل الى المخيم وقتل عدد اكبر من النازحين، بينما الشرطة والجيش في العراق هما قوتا “احتلال” للمناطق الغربية وفقا لادبيات “دواعش السياسة”؟. من المؤكد ان “دواعش السياسية ” سيمرون من امام هذه الجريمة البشعة مرور الكرام، لانها ببساطة تعريهم وتكشف عوراتهم، لذلك سيواصلون دورهم الخبيث في الاساءة الى المناطق الغربية من العراق عبر اشعال الفتن الطائفية فيها من اجل تنفيذ اجندات جهات اجنبية لا تريد الخير للعراقيين، ف”الدواعش السياسة” ليسوا سوى طابور خامس ومرتزقة باعوا انفسهم لدول اقليمية في مقابل حفنة من الدولارات القذرة. جريمة مخيم 60 رغم اماطتها اللثام عن التحالف غير المقدس بين “دواعش القتل” وبين “دواعش السياسة”، الا ان “دواعش السياسة” مازالوا يواصلون دورهم الخياني ودون اكتراث، ضد اهالي المناطق الغربية من العراق، عبر الطعن بالحشد الشعبي والجيش والقوات الامنية، التي حررت الرمادي وغيرها من المدن في غرب العراق وتحرر اليوم الموصل، لافساد الفرحة على اهالي هذه المناطق، التي يحاول “دواعش السياسة” اغراقها بالفتن والاضطرابات، تنفيذا لمخططات اقليمية لا تريد الخير للعراق والعراقيين. لا يحتاج اهالي مدينة الرمادي والموصل وباقي مدن المناطق الغربية من العراق الى حملة توعية كبرى لاثبات كذب ودجل “دواعش السياسة” وافتراءاتهم على الحشد الشعبي والجيش والقوات الامنية والشرطة، فتكفي زيارة سريعة لمقبرة وادي السلام في النجف الاشرف وباقي مقابر العراق، ليقفواعلى حجم التضحيات التي قدمها العراقيون، من اجل تحرير العراق من “دواعش القتل”، ومن اجل افشال مخططات “دواعش السياسة”. المصدر: شفقنا