تعذيب وزواج قسري واغتصاب.. حالات موثّقة لاعتداءات "داعش" ضد النساء
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن مقاتلين من تنظيم "داعش" يحتجزون نساء وفتيات عربيات "سنيات" ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم في العراق بشكل تعسفي، ويسيئون معاملتهن ويعذبوهن ويتزوجوهن قسرًا.
واعتبرت المنظمة أن "هذه أول حالات ضد نساء من العرب السنة في العراق تتمكن هيومن رايتس ووتش من توثيقها"، مشيرة الى أن الباحثين قابلوا 6 نساء في كركوك كنّ قد فررن من بلدة الحويجة، التي تقع 125 كم جنوب الموصل، ولا تزال تحت سيطرة "داعش". ولفتت الى أنها وثّقت انتهاكات مماثلة واسعة النطاق ارتكبها مقاتلو التنظيم الإرهابي ضد نساء إيزيديات.
وقالت لمى فقيه، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" "يُعرف القليل عن الاعتداءات الجنسية ضد النساء العربيات السُنيّات اللاتي يعشن تحت حكم داعش. نأمل بذل السلطات المحلية والمجتمع الدولي كل ما في وسعهم لتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة من الضحايا".
في كانون الثاني 2017، قابلت "هيومن رايتس ووتش" 4 نساء قلن إن "داعش" اعتقلهن في العام 2016 لفترات تتراوح بين 3 أيام وشهر. وقالت امرأة خامسة إن أحد مقاتلي "داعش"، ابن عمها، أجبرها على الزواج منه ثم اغتصبها. فيما قالت سادسة إن مقاتلي التنظيم دمّروا منزلها كعقاب على هرب زوجها منهم وحاولوا الزواج منها قسرًا.
بحسب "هيومن رايتس ووتش"، 5 من 6 نساء قلْنَ إن مقاتلي "داعش" ضربوهنّ.
وقالت امرأة إنها "حاولت الفرار من الحويجة مع أطفالها الثلاثة ومجموعة كبيرة من العائلات الأخرى في نيسان 2016. أمسك مقاتلو داعش بالمجموعة واحتجزوا 50 امرأة منهم في منزل مهجور. قالت المرأة إن مقاتلا اغتصبها بشكل يومي طيلة الشهر التالي أمام أطفالها. قالت إن عدة نساء أخريات محتجزات تعرضن على الأرجح للاغتصاب."
ونقلت المنظمة عن حنان (26 عاماً)، التي تمكن زوجها من الفرار، إنه قبض عليها فيما كانت تحاول ونساء أخريات الهروب من المدينة، وأبلغها مقاتلو "داعش" أن فرار زوجها يجعل منها كافرة وأن عليها الزواج من قيادي جهادي محلي. وعندما رفضت، عصبوا عينيها قبل أن يضربوها بكوابل بلاستيكية ويغتصبوها.
وقالت حنان لـ"هيومن رايتس ووتش" إن "الرجل نفسه كان يغتصبني يوميا طوال شهر أمام أولادي".
ونقلت المنظمة عن خبراء من 4 منظمات دولية، منها منظمتان طبيتان تعمل مع ضحايا الاعتداءات الجنسي شمال العراق، قولهم إنه من الصعب تقييم مدى انتشار العنف القائم على الجنس الذي مارسه "داعش" ضد النساء الفارّات من أراضٍ واقعة تحت سيطرته، وأضافوا أن الضحايا وأسرهن يُفضلن الصمت لتجنب الوصم وتشويه سمعة المرأة أو الفتاة.
وقالت عاملة إغاثة أجنبية إنها "شهدت حالات زواج قسري واغتصاب متعددة، لكنها تعتقد أن عدداً قليلاً جداً من الضحايا النازحات اللاتي عملت معهن تحدثن عن ذلك علناً". وأضافت "بعض النساء يحاولْنَ إخفاء الحادث عن عائلاتهن، خوفاً من التعرض للعار أو للعقاب من الأهل أو المجتمع". وقالت إن الأطفال نتاج الاغتصاب أو الزواج القسري قد يواجهون الوصم بدورهم، لافتة الى أن تقديم الدعم النفسي والعلاج الطبي طويل المدى لهن يجب أن يكون مشغلاً أساسياً.
عامل إغاثة آخر في منظمة دولية تقدم خدمات في 3 مخيمات للنازحين من المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، قال بحسب "هيومن رايتس ووتش"، إن طاقمهم وثق 50 حالة لنساء وفتيات تعرضن لعنف نفسي وجسدي على يد "داعش"، ويحصلن على دعم من المنظمة حالياً.
وأشارت المنظمة الى أن هناك عدة منظمات محلية ودولية تقدم الدعم لضحايا العنف القائم على الجنس، لكن قال موظفون طبّيون ومقدّمو خدمات في كركوك إنه لم تُبذل جهود كافية لمعالجة الوصم الذي يتسبب فيه العنف الجنسي، ولا يوجد وعي بالخدمات المناسبة والدعم الصحي النفسي أو العقلي، وأن الإحتياجات تفوق الخدمات المقدمة. المصدر: الديار