تجلس أنثى دب وحيدة حزينة، وعلى بعد قفصين منها، أسد أرمل فقد لبوته، وسط كومة من الأوساخ والأقفاص الموحشة بعد موت عشرات الحيوانات بمختلف أشكالها بسبب عنف وحصار تنظيم "داعش"، في منتزه في الساحل الأيسر من مدينة الموصل مركز نينوى شمال العراق.
وتنشر "سبوتنيك" تسجيلا وصورا خاصة لآثار "داعش" على حياة الحيوانات في حديقة خاصة بمنتزه حي الزهور في شرقي الموصل ضمن ساحلها الأيسر الذي حررته القوات العراقية في 24 يناير/ كانون الثاني 2017.
تحدث المشرف على حديقة حيوانات الزهور، إحسان أبو عمر، في تصريح لمراسلتنا في العراق، اليوم الخميس، عن المأساة التي فجعت الحديقة وحيواناتها المتنوعة، قائلا:
"بسبب الجوع الذي حدث بعد سيطرة تنظيم "داعش"، توفي ما يقارب الـ40 حيوانا بينها ثلاثة أسود، وغزلان وصقور، وطيور جارحة، وثعالب، وقد قمنا بسحب ما يقتات على الحشائش للبقاء في الحياة مدة أطول، لكن ما تبقى منها فقط أنثى الدب، وأسد واحد".
وتلقى أبو عمر، وعودا من منظمات محلية ودولية أكدت له دعمها للحديقة وللحيوانين المتبقيين، متداركاً، ما نطالب به هو إعادة الحياة إلى ما كانت عليه سابقا قبل استيلاء "داعش" على الموصل.
وطالب أبو عمر، بنداء وجهه إلى المواطنين في الموصل من الذين يمتلكون حيوانات في حدائقهم الخاصة، التبرع بواحد على الأقل للحديقة، واعدا بذكر أسماء المتبرعين في يافطة العرض التعريفية الخاصة بكل حيوان.
وعن وضع الأسد والدب، حاليا، ذكر أبو عمر، أنه يمتلك طعاما لهما يكفي لعشرة أيام فقط.
ويظهر التسجيل المصور، وكذلك الصور، آثار قصف الهاون الذي شنه تنظيم "داعش" مستهدفا الحديقة، في أيام هزيمته بمعارك الساحل الأيسر بتقدم القوات العراقية خلال الشهور الماضية.
وسقطت القذائف على أقفاص القردة، ما تسبب بهروبها الى دور المدنيين، بينها أمسك بها، وأخرى هربت إلى مجهول لا أحد يعلم مصيرها، ومنها من تم بيعها على مواطنين تكفلوا بإنقاذها من الجوع والوحدة بسبب عزوف الأهالي عن الذهاب إلى المنتزه الذي أصبح خارج اهتماماتهم وتفكيرهم المشغول بالتحرير والخوف من الدواعش وجرائمهم المتفاقمة.
وتعاني الحديقة، من أوساخ متراكمة لأكثر من عامين أي منذ استيلاء تنظيم "داعش" على الموصل منذ منتصف عام 2014، ورائحة كريهة تزكم الأنوف لأنها تحولت إلى مقبرة للحيوانات التي تعرضت للجوع والخوف.