حفر تنظيم "داعش" الإرهابي في أذهان نساء مدينة الموصل العراقية قصصا مروعة تدمى لها القلوب عن مآسي عشناها تحت طائلة حكمه المتطرف الخالي من الإنسانية.
وفرض التنظيم الإرهابي على أهالي المدينة منذ احتلالها في يونيو/حزيران عام 2014 العديد من القوانين التي قيدت حرية المرأة، منها ارتداء الخمار والغطاء الثالث ومنع إظهار أي جزء من جسد المرأة وحرمانها من التعليم والعمل.
أما بالنسبة للتسوق فقوانين "داعش" منعت المرأة من الخروج إلى خارج المنزل دون مرافقة رجل من ذويها. أما النساء اللاتي كن يخالفن تعليمات التنظيم وقوانينه، فتعرضن للعض والجلد والرجم والسجن والغرامة من قبل نساء الحسبة، الشرطة النسوية للتنظيم، وجلد أزواجهن وسجنهم وعقوبات أخرى فرضها التنظيم.
وقد سجلت ذاكرة الموصلين الكثير من المشاهد والأحداث المروعة، فتنظيم "داعش" لا ينفك أن يبتكر وسائل جديدة لتعذيب المناوئين له والذين يخالفونه، وفيما يلي بعض الشهادات.
قصص مرعبة عن "داعش"
وتروي سمية أحمد البالغة من العمر 17 عاما، وهي نازحة من الموصل، قصة معاناتها وأشهر الرعب التي عاشتها تحت حكم "داعش"، حيث أنهم أرادوا تزويجها بمسلحي التنظيم بعد طلاقها من زوجها في محكمة من محاكم "داعش" يطلق عليها إسم "المحكمة الشرعية" في الموصل قبل انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة بنحو شهر واحد.
وتعتبر سمية محظوظة لأنها لم تظل مختبئة كثيرا عن عيون عناصر التنظيم المتطرف، فقد بدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير الموصل، لتتمكن بعدها من الفرار مع والدتها وابنها إلى مخيم حسن شام شرق الموصل.
كذلك، روى ليث أديب كيف رجم مسلحو التنظيم إمرأة بعد أن جمعوا الأهالي في منطقة قريبة من سوق المدينة. ويقول إن سيارتين توقفتا ونزل منهما نحو 7 مسلحين برفقتهم امرأة.
وأتوا بسيارة مليئة بالحجارة واعلموا الجميع عبر مكبر الصوت أن المرأة متهمة بالزنا وحكمها الإعدام بالرجم.
ويمضي ليث بالقول: "دفع إثنان من المسلحين المرأة فوقعت على الأرض وبدأوا جميعهم برجمها بالحجارة لكنها تمكنت من الهرب، فأمسكوا بها وأعادوها إلى نفس المكان وراحوا يرجمونها مرة أخرى إلا أنها نجت وهربت مرة أخرى بعد إصابتها بجروح بليغة. لكنهم طاردوها بالسيارة وأتوا بها وبدأوا يرجمونها من جديد".
ويشير إلى أن المرأة لم تفارق الحياة بعد كل هذا الضرب، لذا اتصل عناصر "داعش" بالقاضي الذي حضر وكانت الدماء تسيل من جسم تلك المرأة، فحكم عليها بالموت وأمرهم بضرب رأسها بحجارة كبيرة حملها 3 من المسلحين، عندها قتلت تلك المسكينة".
شهادة أخرى مأساوية ترويها مواطنة نازحة عن صديقتها التي تعرضت للتعذيب بالعضاضة الحديدية من قبل شرطة "داعش" في الموصل. وتقول إن قوة من الحسبة النسائية اعتقلت إحدى صديقاتها لأنها لم تلبس الجوارب أثناء خروجها من المنزل برفقة زوجها، فسجنوها مع عدد كبير من النساء الأخريات في سجن تابع للتنظيم في الموصل.
وتردف: "عناصر الحسبة النسائية عذبوها بالعضاضة الحديدية حيث ضغطوها على لحم أسفل ذراعها من جهة الإبط ضغطا قويا بحيث اقتطعوا جزءا من لحم ذراعها فأغمي عليها، ومن ثم سلموها لزوجها الذي نقلها إلى المستشفى الجمهوري للعلاج، وظلت تعاني من آثار العضاضة وألمها حتى وقت قريب من الآن".