زلة لسان واحدة كانت كفيلة بتعذيب امراة عراقية واغتصابها من قبل عناصر داعش في الموصل، تتحدث المراة العراقية فتقول: “ارتكبت خطأ بإبلاغهم أن زوجي راح ضحية للإرهاب. ضربني أحدهم وكسر أسناني.”
حبسها عناصر التنظيم الارهابي في غرفة قذرة مع الفئران والحشرات. وقالت إنهم عصبوا عينيها وقيدوا ذراعيها وساقيها بالسلاسل وقاموا باغتصابها مرارا وتكرارا.
فرت الأرملة البالغة من العمر 37 عاما الشهر الماضي إلى مخيم الخازر حيث تتلقى مساعدة نفسية وكانت قبل فرارها قد أرسلت طفليها الصغيرين – اللذين يبلغان الآن تسعة وأحد عشر عاما – ليقيما مع أقارب في مدينة أربيل الكردية القريبة وخططت للحاق بهما بمجرد أن تتمكن من توفير المال اللازم لتهريب نفسها وابنها الأكبر.
لكنها بعد بضعة أسابيع اكتشفت أنها حامل من أحد معذبيها من الدولة الإسلامية. وإضافة إلى الصدمة التي تعاني منها جراء اغتصابها فإنها تخشى الوصمة التي تلحق بالنساء اللائي يلدن دون زواج في المجتمع العراقي المحافظ. وخلال شهرين سارعت بالزواج من رجل وافق على اعتبار الطفل الذي ستلده ابنه.
“الموت جوعا أو الزواج” قالت المرأة التي كانت تجهش بالبكاء بين الحين والآخر ويداها تحت عباءتها الفضفاضة “كانوا يجبرون الأرامل على الزواج. كانت هذه إحدى قواعدهم: إما الموت جوعا أو الزواج.”
بيد أن زوجها الجديد كان لديه ماض مضطرب هو الآخر. فالطالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة حكم عليه بالسجن فيما له صلة بجريمة شرف قبل أن تستولي الدولة الإسلامية على الموصل. وفي السجن صادق المتشددين الذين ساعدوه على الفرار عندما هزم التنظيم القوات الحكومية في 2014.
وبعد قليل من زواج الاثنين وجه داعش للرجل إنذارا: إما تقاتل معنا أو سنقتلك. رضخ ووجدت زوجته الجديدة نفسها عائدة إلى براثن المتشددين.
وعندما علمت عائلتها التي تعيش خارج الموصل أنها الآن متزوجة من عضو بالدولة الإٍسلامية قطعوا جميع الصلات بها. وأخذ شقيق زوجها الراحل حضانة طفليها الصغيرين ونقلهما إلى بغداد متعهدا بألا تراهما مطلقا.
وعندما وصلت القوات العراقية إلى الحي الذي تقطنه الشهر الماضي اعتقلت زوجها الجديد للتحقيق في صلاته بالمتشددين.
فقامت بأخذ ابنها الأكبر معها إلى المخيم لكنها تركت الرضيع الذي يبلغ الآن عاما واحدا فقط مع الزوجة الثانية لزوجها الجديد التي لا تزال في الموصل. ومصيره ومصير المئات أو ربما الآلاف من الأطفال الذين ولدوا لمتشددين لا يزال مجهولا مع فقد التنظيم الكثير من الأراضي التي يسيطر عليها وتبخر حلمه ببناء دولة.
اما المراة المنكوبة فقد عقدت العزم ألا تعود مطلقا إلى الموصل حتى إذا تم القضاء على داعش. وأضافت “أريد الذهاب إلى مكان بعيد لا يعرفني فيه أحد.” فتاة اخرى عمرها 13 عاما تحدثت أيضا شريطة عدم الكشف عن هويتها فقالت: زوجني والدي قبل أربع سنوات لجار يكبرني سنا تبين فيما بعد انه منضم الى تنظيم داعش. وأضافت المراهقة إنه هددها بقتلها وسمح لإخوته بالاعتداء عليها جنسيا، وبعد ان تمكنت من الفرار منه ومن الموصل علمت أنه فر هو الآخر إلى مخيم قريب وأبلغت السلطات العراقية فاعتقلته. المصدر: رويترز