وراء كل عملية انتحارية لـ”داعش” في الموصل.. امرأة !
اختارت مئات المهاجرات الأجنبيات المنتميات لتنظيم “داعش”، مهمة قيادة السيارات المفخخة مع أحزمة ناسفة تلف أجسادهنَّ برفقة أزواجهن الانتحاريين أيضا ً لوقع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين وصد القوات العراقية المتقدمة لمنح نينوى ومركزها الموصل الحرية من الإرهاب. ومع انطلاق ساعة الصفر في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لتحرير نينوى ومركزها الموصل كبرى معاقل تنظيم “داعش” وآخرها في شمال العراق، قادت الداعشيات عشرات العمليات الانتحارية لمنع القوات من الانتصار الذي تحقق رغم أنوفهنَّ وحقوقهنَّ بالقيادة التي حصلن عليها في بلادهنَّ بكرامة، واستثمرنها لقتل الأبرياء. وأفاد مصدر محلي من داخل مدينة الموصل، لـ “سبوتنيك” في العراق، بإن أغلب العناصر الأجانب بتنظيم “داعش” متواجدون في الموصل، شمالي بغداد، وهم سجلوا أسماءهم على تنفيذ العمليات الانتحارية. وأضاف المصدر الذي فضل التحفظ عن ذكر أسمه، أن العناصر الأجانب يسكن أغلبهم في شقق الحدباء وسط الموصل، مع زوجاتهم اللواتي سجلنَّ أسماءهن “انتحاريات” مع أزواجهنَّ حتى يأتي دورهنَّ. ويقول المصدر إن نحو 450 انتحاريا أجنبيا مسجلون على تنفيذ العمليات الإرهابية، وأغلبهم سجلت معهم زوجاتهم وبينهن أكثرية من الفرنسيات ومن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وأوضح المصدر، أن مهمة النساء المسجلات على العمليات الانتحارية، تتمثل بقيادة السيارة المفخخة، كي يعمل زوجها على مشاغلة القوات بإطلاق النار على خطوط الصد بغية اقتحامها وتفجيرها عند الاقتراب أكثر، فالزوج لا يستطيع القيادة والمشاغلة في أن واحد. وألمح إلى أن أكثر من 100 عملية انتحارية نفذها عناصر “داعش”، بغضون 10 أيام منذ بدء عمليات تحرير نينوى، انطلقوا بها مع زوجاتهم من داخل الموصل إلى أطراف المدينة التي تشهد تقدما كبيرا للقوات العراقية والتي لم تسمح للأزواج الدواعش تنفيذ عملياتهم وتدمير سياراتهم عن بعد. ولفت المصدر إلى عدد من العائلات الأجنبية والعربية بتنظيم “داعش”، غادرت الموصل باتجاه مناطق سيطرة التنظيم في الجارة سوريا، قبل وقت قصير على بدء تحرير نينوى. يذكر أن العمليات الانتحارية لتنظيم “داعش” تتم وفقا ً لقائمة تسجل فيها أسماء الراغبين في تنفيذها، وغالبا ً ما يكون هؤلاء أجانب وعرب يدعون للجهاد وقتل العراقيين مسلمين كانوا أو من أديان أخرى، عاشوا بسلام قبل أن يدمر الإرهاب حياتها ويرتكب بحقها إبادة في نينوى والأنبار ومحافظات أخرى حررت في شمالي بغداد. وتعكس الداعشيات صورة سلبية عن الأنثى، لاسيما المهاجرات من الدول العظمى التي تمنح المرأة كامل حقوقها دون تمييز عن الرجال، خلافا ً للنساء في الشرق الأوسط تحديداً في الوطن العربي والدول التي تواجه الإرهاب على رأسها العراق حيث لا تحصل الكثيرات على حق التعليم وليس قيادة سيارة فقط. وعلى وزن المقولة العالمية الشهيرة “وراء كل رجل عظيم امرأة”، فإن وراء كل عملية انتحارية تنطلق من الموصل، امرأة داعشية خلف زوجها، تحدث تدميرا ً عظيم الخراب والهلاك للأرواح بحق المدنيين المرتهنين من قبل تنظيم “داعش” في الموصل ثاني أكبر مدن العراق سكاناً بعد العاصمة بغداد.