ما يسمى أرض الخلافة، هي أرض السلام والوفرة. هذا ما يحاول هذا الفيلم الدعائي الذي بثه داعش مؤخراً من الموصل، أن يجعل المؤمنين يصدقونه. ما يسمى أرض الخلافة، هي أرض السلام والوفرة. هذا ما يحاول هذا الفيلم الدعائي الذي بثه داعش مؤخراً من الموصل، أن يجعل المؤمنين يصدقونه. يقول هذا الرجل إن الناس يأتون ويذهبون، إنهم سعداء. ولكننا حين سألنا أولئك الذين هربوا من المدينة رأينا صورة مختلفة. يقول سالم "إنها تبدو جميلة من الخارج، تبدو صورة جميلة، ولكنها في الواقع حياة من الخوف والمعاناة" ينتظر سالم تصريحاً أمنياً من ضباط الاستخبارات الكردية في مخيم ديباغا جنوب اربيل، فكل من يصل من مناطق تحت سيطرة داعش يعتبر مشتبهاً به. تصل شاحنة أخرى محملة بالنساء والأطفال. جاءوا هرباً من مدينة حويجة التي يسيطر عليها داعش في وسط العراق. لم يرغب ابراهيم من الموصل أن يظهر وجهه على الكاميرا. سألته ما إذا كان قد رأى أفلام داعش التي تصف الموصل كالجنة. يقول إن الوضع كان جيداً في البداية، ولكنهم بدأوا فيما بعد بقتل الناس، وكان الجميع يخافون منهم. أقام عمال الإغاثة مدرسة في المخيم، ولكن لا توجد صفوف هنا. وتأوي المدرسة الآن مئات النساء والأطفال الذين لا يزال رجالهم قيد الاحتجاز الأمني. حين أعلن زعيم داعش أبو بكر البغدادي إعادة إقامة الخلافة الإسلامية في 29 يونيو حزيران 2014، حث المؤمنين على القدوم إلى مملكته الجديدة. وقال "لتفتحنَ روما وتملكنّ الأرض". وهذا ما تحول إليه ذلك الوهم. شردت الحرب ضد داعش حوالي 3 ملايين ونصف المليون عراقي من منازلهم، فيما يكبر جيل آخر وسط الموت والدمار والنزوح. إنها الثمار المرة لوهم تحول إلى كارثة.