كشفت سيدة أيزيدية عراقية من أهالي قضاء سنجار غربي الموصل عن مأساتها مع "داعش" و كيف تعرضت لإنتهاكات متنوعة هي وأطفالها بمعاقله في العراق و سوريا.
أم جنار وهي إحدى سكان منطقة كوجو التابعة لسنجار تحدثت الى "أخبار الآن" عن كيفية إعتداء "داعش" عليها وعلى عائلتها.
لم تكن مأساة أم جنار الأولى أو الاخيرة من قصص الأيزيديين الذين تعرضوا لإنتهاكات من قبل داعش عند إحتلاله سنجار غربي الموصل، لكنها ربما الأكثرُ مأساويةً كونها تعرضت لما يقارب السنتين لإعتداءات متكررة هي وأولادها وبناتها، فتارة تـُباع ضمن ما يسمى "بسبايا داعش" بين معاقله في العراق وسوريا، وتارة أخرى يـُقتل أطفالُها الصغار عبر تسميمهم.
أم جنار ومن أحد مخيمات الايزيديين في كردستان العراق روت مأساتها مع "داعش" منذ الأيام الاولى لإجتياحه سنجار وكيف قـَتل الرجال في المدينة و إحتَجز النساء ومارس أساليب تعذيب متنوعة ضد ضحاياه، لنتابع حديث أم جنار عن أيامها الاولى في سنجار قبل أن ينقلها "داعش" الى تلعفر مع عشرات العائلات.
"تم إحتجازنا بمدرسة كوجو في سنجار لـ 15 يوماً حيث أخذ مقاتلو داعش منا كل أغراضنا ثم قاموا بأسر الرجال وبعدها سمعنا أصوات إطلاقات نارية عليهم، ثم قاموا بأخذ النساء الى بناية معهد تقني في منطقة "صولاغ" التابعة لسنجار حيث سجلوا أسماءنا هناك وعزلوا الفتيات عن المتزوجات ومن بينهن إبنتي البالغة من العمر 11 عاما".
شهادة أم جنار كشفت أيضاً أن "داعش" لم يكتف بقتل الرجال والأمهات المسنات بل قام بتجنيد الأطفال الأيزيديين ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 أعوام ضمن صفوفه وهو ما يُعرف حالياً "بأشبال الخلافة"، الى جانب الاستمرار بالتعذيب الجسدي داخل مبنى معهد تقني إتخذه "داعش" معتقلا له في سنجار.
"مقاتلو داعش إعتقلوا من العائلات أيضا الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و10 أعوام، وبعد أن يحل الليل كانوا يتناوبون على توجيه الضرب المبرح إلينا من دون أسباب، وكنا نسمع أصوات آليات حفر "شفلات" وهي تحفر حفرا كبيرة قرب مقر المعهد الذي كنا محتجزين فيه، علمنا بعد ذلك أنهم قتلوا العديد من الأمهات لاسيما كبارُ السن وتم دفنـُهن هناك."
وبرغم عمق جراح أم جنار بسبب تعرضها للإعتداء على مدى سنتين، إلا أنها أصرت على مواصلة الحديث من أجل كشف ممارسات "داعش" الوحشية تلك الفترة التي تم خلالها نقلُها الى معقله الآخر في تلعفر تمهيداً لبيعها الى "داعش" في سوريا حيث جرى بيعها بـ 14 الف دولار.
"بعد ثلاثة أيام أخذونا الى معقل داعش في تلعفر وبقينا محتجزين هناك لثلاثة أشهر داخل مبان ومنازل مهدمة في القرى حيث قاموا بتفتيش العائلات المحتجزة بحثاً عن الفتيات وتم أخذ معظمهن من قبل أحد أمراء داعش في العراق الذي باعنا الى ولاة داعش في سوريا الذين بدورهم نقلونا الى مدينة الرقة وهناك وضعونا داخل مزرعة ولم يعطوننا أي طعام أو شراب، ثم بدأوا يخرجوننا على شكل مجموعات بمعدل خمس أو ست عائلات يوميا تمهيدا لبيعنا في سوق السبايا وهناك تم بيعنا بـ 14 الف دولار مقابل كل واحدة منا".