من تاجر ونحال الى منقذ للاطفال والنساء الايزيديات من قبضة تنظيم داعش
وهو يسرد احاديثه العديدة التي رافقته منذ رحلة امتدت لعامين في انقاذ النساء والاطفال الايزيدية الذين اختطفتهم تنظيم داعش، يذكر عبدالله شريم سبب ولعه بعمله قائلا : انا احب يكون للمرأة دور في المجتمعوتعلمت هذا الامر من مملكة النحل والعمل كنحال ،،، وعندما رأيت نسائنا في قبضة داعش عرفت انه يجب ان نتحرك لوضع حد لمأسيهم بسبب الاعتداءات والمأسي التي تعرضوا لها في قبضة الارهابيين.
يوضح شريم ان السبب الذي دفعه للقيام بمهمة انقاذ الايزيديات من قبضة داعش كان جزء من هموم مجتمعي وشخصيا، عائليا، وانسانيا، لم احتمل الجلوس في المنزل والتفرج على الحالة وكنت اعرف ان بمقدوري ان افعل شيئا ما”.
يضيف عبدالله : وقع 56 شخص من عائلتي واقربائي بينهم 13 رجلا لاتتوفر الاخبار عن اغلبهم في قبضة التنظيم، من مجمع تلقصب، كان الامر صعبا لم استطع الانتظار فبعد ايام قليلة من وقوع الكارثة بدأت اجري اتصالاتي بأصدقاء خيرين وكيف يمكن ان اساهم في تحريريهم “
مع غزوة داعش لسنجار في الـ 3 من شهر أب اغسطس 2014 خطفوا ( 6404 ) أمرأة وطفل ورجل وفقا للاحصاءات التي اعلنتها مؤخرا مكتب شؤون المخطوفين – يقول عبدالله ان موضوع خطف النساء كان حديثا ساخنا في الايام الاولى وبدأ العديد من الاشخاص بمجهودات شخصية للعمل من اجل انقاذ نسائهم وفتياتهم الذين أتخذ التنظيم منهم كسبايا وجواري.
لدى عبدالله الكثير من الاسباب التي دفعته للقيام بعمل انقاذ الايزيديات من قبضة التنظيم وساعده على ذلك ايضا العلاقات التي اكتسبها فيما سبق عندما كان يعمل تاجرا بين سوريا وسنجار لفترة ثلاث سنوات قبل وقوع الكارثة، قائلا ” فكرت كيف اقوم بتوظيف علاقاتي وفعلا بدأت بالعمل لانقاذ اول أمرأة كانت ابنة اخي 22 سنة في مدينة الرقة كانت ضمن العديد من النسوة والاطفال مخطوفة، اذ كان العمل انذاك في بداياته وكان هناك امكانية الاتصال ايضا وبالتنسيق مع بعض الاصدقاء ساعدوني على سرقة ابنة اخي منهم بعد عملية شاقة شعرت بفرح غامر بعدها ورأت كم مهم ان اساهم اكثر في العمل بهذا الاتجاه”
وانت تجالس عبدالله تشعر في كل مقطع من حديثه عن عمله كيف يتحدث بنبرة انسانية كبيرة، وكيف يجعلك تستمع اليه لاخر كل قصة، عن ناجية ويحتفظ بالكثير من القصص التي تأثر بها كثيرا موضحا ان قصة ابنة شقيقه جعلته يتأثر كثيرا ” عندما حاولت ابنة شقي الهرب اول مرة قالت انها دقت ابواب خمس منازل لم يقبل احد ان يأويها – كانت تجهل شوارع الرقة ( المدينة التي أتخذها تنظيم داعش عاصمة له ) الى ان طرقت باب عائلة فقيرة قبلوا ان يأووها الى ان ارسلت اصدقاء فسرقوها من هناك .
البيانات الرسمية التي اعلنتها مكتب شؤون المخطوفين تشير بأنه لغاية 3 من شهر أب اغسطسط 2016 تحرر – نجى 2640 شخص غالبيتهم من الاطفال والنساء فيما لاتزال هناك اكثر من 3700 من طفل وأمرأة في قبضة التنظيم مصير العديد منهم مجهول ..
عبدالله اكثر الذين يعملون في انقاذ النساء والفتيات والاطفال يقول خاصة الاطفال – يعمل بصمت وهدوء ويشعر انه يقوم بعمل غاية في القيمة الانسانية والى الان يحتفظ باسماء وقصص انقاذ 262 شخص غالبيتهم من الاطفال .. موضحا ان رغبته في دعم المرأة لم يأتي من فراغ بل وفقا لما تعمله عند عمله سابقا كـ نحال يقوم بتربية النحل – تعلمت عندما تكون الانثى راعية وملكة وتتخذ القرار . مملكة النحل تعلمك الكثير وتعلمت منها الكثير واصبحت اعتز كثيرا بدور الأنثى .
يتحدث عبدالله عن القصص التي تأثر بها قائلا : في احدى المرات كنت على موعد لانقاذ احد الاطفال كان بعمر سنتين وعند المرور على نهر الفرات في قارب وقع الطفل والعجيب انه بعد مضي اكثر من خمس دقائق رمى المنقذ – المهرب نفسه وانقذ الطفل – الشخص كان كورديا من الرقة استطاع ان يوصل الطفل بأمان الى كوبانى في منتصف الليل وهو الان يتلقى العلاج في ألمانيا. كانت مغامرة غير محمودة العواقب منه ولكنها استطاع ان ينقذ الطفل من الغرق ومن قبضة التنظيم الارهابي الذي لايرحم في تعذيب من يحاول الهرب بشتى الصنوف.
من المواقف التي تستوجب الوقوف عندها هو مواقف الاطراف المختلفة في قضية انقاذ الايزيديات في سوريا اذ يقول عبدالله شريم ان : ما يقوم به افراد حرس الحدود التركية موقف مخجل واتذكر كيف اعادوا ابنة اخي الى داخل الاراضي السورية ليتم القاء القبض عليه ثانية وثالثة الى ان قام شخص بايوائها لأنهم لم يقبلوا لها دخول الاراضي التركية رغم انهم كانوا يعرفون انها ناجية من قبضة التنظيم .
ويضيف عبدالله ان الامر المهم هو موقف اخوتنا الكورد في غرب كوردستان انه موقف مشرف لابد ان يسجل للتاريخ انهم يبذلون جهودا كبيرة لمساعدتنا لانقاذ النساء والاطفال : دوما اقول لو لا مساعدتنا من قبل الاخوة في غرب كوردستان وخاصة الكورد فأنه يصعب علينا انقاذ ما تم انقاذه .. طبعا الى جانب الاجهزة والجهات المعنية في اقليم كوردستان هي الاخرى مهمة وساعدتنا في انقاذ الكثير من الحالات والتنسيق والتعاون الذي يبديه مكتب شؤون المخطوفات التابع للمديرية العامة لشؤون الايزيدية وتعمل ايضا له مساهمة كبيرة في الامر .
اخر عملية قام بها عبدالله هي التنسيق والعمل لانقاذ 12 شخص منهم أمرأتين 2 و فتاتين بالغتين وثمانية اطفال في نهاية تموز 2016 كانت عملية مهمة . موضحا ان اكثر عمليات الانقاذ التي قمت بها خصت الاطفال اشعر ان الاطفال مشلولي الارادة ولابد ان نزيد الجهد لأنقاذهم قبل ان يصبحوا ضحايا ايدولوجية داعش الارهابية .
ولكن لـ عبدالله مثل بقية اقرانه من العاملين في انقاذ الايزيديات يعانون من تحدي قلة توافر المعلومات عن مواقع تواجد المختطفات وعدم وجود الدعم المالي الكافي ،،، يقول عبدالله : عملت كثيرا وفقا لمقدراتي على انقاذ الاطفال الذين لا أحد لهم، ولكن كم نستطيع ان ننقذ دون توفر الاموال؟ .. بهذا التسأول اختتم عبدالله قائلا : هذا موضوع انساني كبير وقيام الايزيدية أنفسهم بعملية انقاذ المختطفات هو أمر مهم يتطلب الدعم وتوفير اليات التنسيق من قبل جميع الجهات ذات العلاقة.
ويقول : هناك الكثير من الجهات والشخصيات تعمل في التنسيق لانقاذ المخطوفات و مساعدتهم ولابد ان يكون هناك تنسيق مستمر ومساعدة ومساندة مستمرة حتى نعمل الى تحرير وانقاذ اخر طفل من قبضة التنظيم وليس الاساءة لبعضنا البعض والتشهير واستغلال هذا الموضوع لغايات ضيقة . المصدر: شبكة لالش الإعلامية