الفلوجة المحاصرة.. مدينة العبيد والأطفال الانتحاريين
تناولت صحيفة “إيزفيستيا” مدينة الفلوجة المحاصرة من قبل قوات الجيش العراقي و “الحشد الشعبي”، مشيرة إلى الوحشية التي يعامل بها داعش سكان المدينة. وجاء في الصحيفة:
يقول كريم النوري، ممثل قوات “الحشد الشعبي” التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، إن مسلحي داعش يستخدمون سكان مدينة الفلوجة المحاصرة دروعا بشرية، ويعاملونهم كالعبيد، ولا يسمح مسلحو التنظيم بمغادرة المدينة المحاصرة للمدنيين، الذين إضافة إلى أنهم يصبحون ضحايا للمعارك الجارية، يتعرضون إلى معاملة وحشية.
فمثلا، يجبرهم المسلحون على التبرع بالدم لجرحاهم بكميات غير محدودة؛ ما يتسبب في وفاة بعض المتبرعين. كما أن المسلحين يعطون المواد الغذائية فقط للذين يعلنون عن استعدادهم للقتال إلى جانبهم ضد الجيش و”الحشد الشعبي”. أما الأطفال، فيجبرونهم على القتال إلى جانبهم وفي غالب الأحيان يجلسونهم خلف مقاود السيارات المفخخة ويفجرونها بهم عند المواقع المطلوبة. ويضيف المتحدث: يحاول الكثيرون مغادرة المدينة عبر نهر الفرات، ولكن مسلحي داعش يطلقون عليهم النار، ويقتلونهم. كما أن المسلحين يقتلون كل من يجرؤ على انتقاد أعمال التنظيم.
الفلوجة المحاصرة .. مدينة العبيد والأطفال الانتحاريين أطفال داعش ويذكر أن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي أعلن عن بدء عملية تحرير الفلوجة يوم 23 أيار المنصرم، وقد تمكنت قوات الجيش و “الحشد الشعبي” خلال الأيام الأولى من استعادة السيطرة على العديد من القرى والبلدات الواقعة في محيط المدينة. وقد أشار السفير الروسي لدى العراق إيليا مورغونوف، في تصريح لوكالة “نوفوستي” للأنباء، إلى أن عملية تحرير الفلوجة ستكون طويلة، ولا سيما أن القوات الأمريكية احتلت هذه المدنية مرتين منذ إطاحة نظام صدام حسين باستخدام القنابل الفسفورية، ومع ذلك لم تتمكن من احتلالها من المحاولة الأولى، رغم أن هذه القوات تمكنت خلال 20 يوما من الاستيلاء على العراق. لقد هاجمت هذه القوات الفلوجة مرتين. ويجب أن نفهم أن إمكانات القوات العراقية هي أقل بكثير من القوات الأمريكية، لذا ستكون عملية تحرير المدينة طويلة ودموية. وكان ممثل الخارجية العراقية أحمد جمال قد أعلن لصحيفة “إيزفيستيا” أن مسلحي داعش يختبئون في المباني السكنية ويستخدمون السكان دروعا بشرية. وهذا يعقِّد جدا عمل وتقدم القوات الحكومية التي تحاول تقليل الخسائر بين المدنيين. من جانب آخر، أعلن ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة ستيفان ديوجاريك أن الوضع متقلب جدا والمعارك مستمرة، وأن عاملي المنظمات الإنسانية قلقون جدا على مصير السكان الذين لا يزالون في المدينة. وكانت منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايت ووتش” قد نشرت يوم 7 نيسان الماضي تقريرا عن الوضع في الفلوجة، جاء فيه – إن المجاعة تنتشر في الفلوجة، ما يضطر السكان إلى تناول الأعشاب. علما أن المواد الغذائية متوفرة في المدينة؛ لكن أسعارها خيالية. فمثلا كيس دقيق وزنه 50 كغم يباع بـ 750 دولار والسكر بـ 500 دولار، وللمقارنة في بغداد قيمة هذه الكمية في بغداد مثلا تعادل 15 و 40 دولار على التوالي.
الفلوجة المحاصرة.. مدينة العبيد والأطفال الانتحاريين يقول مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية معتز محي عبد الحميد إن المنظمات الإنسانية الدولية تعمل في ضواحي الفلوجة، وتحاول تقديم المساعدات اللازمة للذين يتمكنون من مغادرة المدينة. ولكن اشتداد المعارك بين قوات الجيش العراقي و”الحشد الشعبي” وبين الإرهابيين يعقِّد عملهم كثيرا. إضافة إلى هذا، يمنع تنظيم داعش دخول قوافل المساعدات إلى المدينة. ويشير معتز عبد الحميد إلى أن القوات الحكومية حددت قبل بداية عملية تحرير الفلوجة أربع مناطق يستطيع سكان المدينة التوجه إليها ومغادرة مناطق القتال. وقد استغل الكثيرون هذه الفرصة، وغادروا المدينة بسلام. ويضيف أن الموجودين حاليا في المدينة يتظاهرون بأنهم مدنيين، ولكنهم في الواقع يتعاونون بنشاط مع “داعش”، ولا يفكرون بمغادرة المدينة. المصدر: روسيا اليوم