مثل العديد من الأطفال في سنه، كان آدم يقضي ساعات كثيرة أمام شاشة الكمبيوتر لمشاهدة الفيديوهات والأفلام. وبعد اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" شمال العراق صيف 2014، بدأ آدم يشاهد الفظاعات على الإنترنت: أطفال باللباس العسكري يحملون رشاشات كلاشينكوف ويصيحون "الموت للكفرة". لم يمض وقت طويل حتى قام مقاتلو داعش باختطاف آدم من عائلته الأيزيدية ووضعوه ضمن مجموعة مقاتلة تسمى "أشبال الخلافة"، وهم مجموعة أطفال تدربوا على قطع رؤوس كل من يخالف تفسير داعش المشوه للإسلام. يقول آدم، في حوار حصري مع موقع "دايلي ميل"، إنه تعلم "فنون القتال كافة، بما فيها القتل من دون أسلحة، أي بالأيدي، وقد أجبرونا على مشاهدة فيديوهات قطع الرؤوس حتى نصبح قاطعي الرؤوس مثلهم". ويضيف آدم: "أمرنا مقاتلو داعش أن نقتل ونقطع رأس كل من لا يدين بالإسلام، ولا يتبع القرآن". وقالوا لنا "كل من يخالف تعاليم القرآن فهو كافر". كان آدم ضمن مجموعة تضم 150 طفلا، تم غسل أدمغتهم وتوجيههم لقتل كل من يعارض أفكار داعش. وبعد اختطاف آدم، تم وضعه في مخيم تدريب بالرقة، رفقة العديد من الأطفال الأيزيديين، وكان ذلك بعد هجمات داعش على سنجار في آب/ أغسطس 2014. وتم تغيير الأسماء الأيزيدية للأطفال وأجبروا على حمل أسماء إسلامية، كما تم منعهم من الحديث باللغة الكردية والاكتفاء بالعربية فقط. يبدأ اليوم عند آدم ورفاقه على الساعة الرابعة صباحا. تستغرق الدروس الدينية طيلة الصباح، لتبدأ التدريبات العسكرية على الساعة 12.00 ظهرا. ويصف آدم تلك التدريبات بأنها كانت قاسية عليهم، إذ عليهم تعلم شتى فنون القتال والرياضة. ويذكر آدم أن مقاتلي داعش جلبوا سجينين كرديين ميتين قطعا رأسيهما أمام الأطفال، وكان الهدف هو تعليمهم كيفية قطع الرؤوس. ويقول آدم إن أصعب لحظات عاشها كانت خلال شهر رمضان، إذ أجبر لأول مرة في حياته، على الصوم من دون الانقطاع عن التدريبات العسكرية المتعبة. اليوم، يعيش آدم في مخيم للاجئين بشمال العراق، يسعى لاستعادة طفولته التي سلبت منه من قبل داعش، لكنه يقول "من الصعب جدا أن أنسى ما مرّ عليّ، وعلى رفاقي من معاناة". المصدر: موقع ديلي ميل