بغداد ــ أحمد النعيمي أعرب مسؤولون عراقيون عن تخوفهم من تعرض نهر الفرات في الأراضي العراقية إلى الجفاف، بسبب استمرار انخفاض مناسيبه بشكل متسارع، بسبب حبس تنظيم داعش مياه الفرات عند سد الطبقة، ومنع وصول إطلاقات المياه الإضافية التي قدمتها تركيا للعراق منذ نحو شهر، ما قد يسبب بكارثة إنسانية بالبلاد. ويرى خبراء أن آثار هذه الكارثة بدأت تظهر متمثلة في التصحر وهلاك آلاف الهتكارات الزراعية وخسارة في الثروة السمكية، فضلا عن توقف محطات الطاقة العاملة بالبلاد على السدود. ويشهد سد القادسية في مدينة حديثة، وهو ثاني أكبر سد في العراق وأول خزان مائي عملاق في المنطقة الغربية من البلاد، انخفاضا حادا في منسوب مياه نهر الفرات. وقال قائم مقام بلدة حديثة (260 كلم غرب العاصمة بغداد) عبد الحكيم الجغيفي إنَّ "الوضع الإنساني صعب جدا في المدينة بسبب شح المياه، وإنَّ المياه قد نفدت منذ أسابيع والأهالي يعيشون وضعا إنسانيا قاسيا للغاية". وأضاف الجغيفي في بيان له إنَّ "عدم وصول الكميات اللازمة من مياه الفرات إلى بحيرة حديثة من تركيا، سبب انحسار الفرات والبحيرات المجاورة له وتوقف توربينات توليد الطاقة". وحذر الجغيفي من وقوع كارثة إنسانية كبيرة وخطيرة في المدن التي يمر بها نهر الفرات، وهي الأنبار وبابل وكربلاء وباقي المحافظات الجنوبية من العراق، إذا استمر انخفاض منسوب نهر الفرات بهذا الشكل. وكانت حكومة محافظة الأنبار المحليّة، قد ناشدت مساء أمس السبت التحالف الدولي قصف سد الطبقة السوري، لفتح المياه التي قطعها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عن العراق، مؤكّدا أنّ تركيا تطلق الكميات المتفق عليها حسب المعاهدة الدولية للمياه، إلا أن داعش يستخدم حرب المياه ضد العراق. وقال مهندس بوزارة الموارد المائية العراقية يدعى ناطق الدليمي لـ"العربي الجديد" إن "منسوب مياه نهر الفرات يستمر بالانخفاض منذ أيام، وقد ينقضي الشهر والفرات قد جف"، مبينا أن "ذلك تسبب بجفاف مساحات واسعة جدا من الأراضي الزراعية وسط وجنوب العراق، وهلاك عشرات الآلاف من أشجار النخيل والفواكه، وزحف ظاهرة التصحر على الأراضي الزراعية". وبين الدليمي أنَّ "ما يجب أن يصل العراق من المياه ضمن حاجته الضرورية، لا يقل عن 500 متر مكعب في الثانية، في حين أن ما يصله الآن أقل من 175 مترا مكعبا في الثانية". من جانبهم، طالب خبراء بيئة وزراعة عراقيون اليوم الأحد، حكومة بلادهم بإعلان حالة الإنذار القصوى في الملف المائي، والدعوة لعقد اجتماع دولي عاجل للتباحث حول تدمير سد الطبقة السوري، الذي يقوم داعش حاليا بإغلاق بواباته وحرف مجرى نهر الفرات إلى منخفضات قريبة منها، إمعانا في أذية العراق، وفقا لقولهم. وقال مدير منظمة الرصد البيئي بالعراق، سامي صبحي، لـ"العربي الجديد" إن هذا الشح بالمياه يحدث لأول مرة في تاريخ بلاد الرافدين، ويجب الدعوة لعقد اجتماع طارئ تشارك به قوى إقليمية ودولية، مبينا أن آثار ذلك الجفاف ستكون وخيمة للغاية. ويعتمد العراق على نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من الأراضي التركية، ويمر دجلة من تركيا إلى العراق مباشرة، فيما يمر الفرات إلى العراق بعد مروره بالأراضي السورية. المصدر: العربي الجديد