في حادث شبيه، وربما أقسى من حادث حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة، أقدم التنظيم الارهابي "داعش" على شنق الجندي مصطفى الصبيحاوي من على جسر في قضاء الفلوجة. واذا كان حادث الكساسبة قد احدث ضجة كبيرة في وسائل الاعلام الغربية والعربية، فان حادث الصبيحاوي لم يحدث مثل ذلك، الا في الاطار العراقي المحلّي وبين أفراد أسرته ومعارفه وبين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي. وتظهر الصور المريعة الاولى التي نشرها تنظيم "داعش" الارهابي صور مصطفى وهو محمول في سيارة عسكرية، ويطاف به في احدى اسواق الفلوجة. اما الصورة الثانية والتي اصبحت "ايقونة" عراقية مأساوية ضجّت بها مواقع التواصل المختلفة، فتظهر عناصر "داعش" وهم يقومون بشنق مصطفى بحبل من احد الجسور، ومما يزيد المشهد قتامة ومأساوية ان القدم اليسرى كانت ملفوفة بضماد طبي، فيما الثانية حافية. وما زاد من لوعة وحزن الجميع مشهد بعض الرجال وهم يحيون عناصر "داعش" أثناء مرورهم في السوق وهم يجولون بالجندي مصطفى، وصبّ كثير من المعلّقين والمراقبين جام غضبهم على احد الرجال وهو يلّوح بالترحيب لعناصر"داعش"، معتبرين انه يفتقر "للمروءة والكرامة العربية" بشكل مريع.
وسائل اعلام محلية اجرت مقابلات مع اسرة مصطفى الصبيحاوي، فتبيّن انه يسكن مدينة الصدر ذات الاغلبية الشيعية شرق بغداد، وتحدثوا عن ملابسات الحادث، حيث قال ابوه: "ابكي على اهل الرمادي فهم لا ذنب لهم، هكذا علمتنا تربية الامام على ابن ابي طالب، لكن ما وقع لولدي شيء لا يمكن تحمّله، لم يزرنا احد ولم يكترثوا بنا او بولدنا" ويقول افراد عائلته ان مصطفى كان يخدم في الفرقة 11 من الجيش، التي كانت تتمركز في احدى مناطق الكرمة القريبة من الفلوجة، لكن امرا صدر بالانسحاب، مما ترك مصطفى المصاب وحيدًا. ويقول اخو مصطفى: "اتصلت به وقال لي انا مصاب، وقد لجأت الى احدى الدور الفارغة بعد انسحاب الجميع. فطلب مني ان لا آتي للمنطقة لأنها خطرة جدًّا، فاتصلت بآمر فوجه، لكنه اعتذر عن انقاذه لان الامر يتطلب الكثير من القوات والمعدات". ومصطفى الصبيحاوي اصغر خمسة ابناء من اسرة فقيرة، تطوّع في قوات "الحشد الشعبي" قبل اشهر، ثم حصل على عقد توظيف في الجيش قبل اشهر قليلة. وبرغم مرور عدة ايام على الحادث، الا ان السلطات العراقية لم تدلِ بأي تصريح حوله . المصدر: جريدة النهار