العراق: مقتل 6 من داعش بضربة جوية شمالي بغداد346 يومًا من العدوان على غزة.. الاحتلال يرتكب مجزرة في النصيرات 18 قتيلاً بتفجير إرهابي في الصومالاجتياح الضفة الغربية.. الاحتلال يهدم منازل ويجرف بنى تحتية في جنين وطولكرممذبحة غزة في يومها الـ334.. قصف حي الزيتون وترقب مقترح هدنة أميركي جديدالعوارض المتأخّرة لـ"الفوسفور الإسرائيلي": التهابات مميتة وأمراض مزمنة وصولاً إلى الإعاقةهروب أسرى من تنظيم"داعش" الإرهابي في الرقة و"قسد" تطاردهماستشهاد فلسطيني تحت تعذيب قوات الاحتلال بعد ساعات من اعتقاله في جنينحرب غزة بيومها الـ332.. قصف متواصل على القطاع المزيد من الشهداء والجرحى في قصف "إسرائيلي" على قطاع غزة
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات ـ العراق
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
ايزيدي اعتقله "داعش" يروي لـ"النهار" تجربته: هكذا أسلمتُ وعيونهم على الجميلات

يجلس "تعلو موسى رشو" في خيمته المتواضعة في مخيم "شاريا" المخصص للاجئين الإيزيدين محاطاً بأبنائه وأحفاده وبقية افراد عائلته المؤلفة من 29 شخصاً، وبرغم ضيق المكان وصغره، إلا أن الزيارات المتواصلة من قبل الاقارب والاصدقاء لخيمته لم تنقطع، بعد أكثر من أسبوعين على إطلاق سراحه من قبل تنظيم" داعش"، الذي احتجزه لنحو أربعة أشهر في الموصل وأماكن أخرى. وفي خضم الأسئلة التي تنهال عليه من قبل الزائرين حول قصة احتجازه، لا يزال تعلو موسى رشو (ابو نواف) وضيوفه غير مصدّقين، كيف أن القدر منحه صك نجاته من أكثر التنظيمات الإرهابية تشدّدًا وقسوة.

وأبو نواف من مواليد نينوى عام 1965، بُترت إحدى ساقيه بسبب إصابته بمرض السكري.

غيوم التشدد
بدأت حكاية تعلو في آب 2014، حيث لاحت في أفق محافظة نينوى عمومًا غيوم التشدّد الداعشي وسيطرته على مدينة الموصل والمدن والقرى القريبة منها.
كان تعلو، يسكن في مجمع الجزيرة الذي يبعد نحو 50 كيلومترًا عن الموصل، ويقع في مقابل قرية بابا جلو الكردية، وتسكن المجمع المؤلف من 1500 منزل أغلبية إيزيدية منذ عام 1975، وهو تابع لناحية القحطانية في قضاء البعاج.
وباقتراب "داعش" شيئا فشيئًا من المجمع السكني، أخذ السكان بالمغادرة سيرًا على الاقدام الى جبل سنجار. وكانت عائلة تعلو من بين العوائل المغادرة، إلا أنه رفض المغادرة وبقي في منزله. ويعزو سبب عدم مغادرته الى سببين، الأول طول المسافة بين منزله وجبل سنجار الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا، وهو غير قادر على السير كل تلك المسافة بسبب إعاقته الجسدية، والسبب الثاني، هو توقعاته غير الدقيقة بشأن القضاء على "داعش" وكان يقدّرها بأيام معدودة.
"بقيتُ في المنزل وكنت أراقب عناصر "داعش" من سطح المنزل... كانوا يسرقون المحلات والبيوت للحصول على مواد غذائية واسطوانات الغاز" يقول تعلو.
ويضيف "كنت أحصل على مؤنتي الغذائية من المنازل المجاورة... كنت اتصل بأصحابها وأقول لهم انني سأذهب الى البيت واحصل على بعض المواد الغذائية فلا يمانعون ".
بعد أكثر من شهر على بقائه في المنزل ونفاذ مواده الغذائية، قرّر تعلو موسى رشو الهروب والذهاب الى جبل سنجار الذي يتطلّب السير مسافة 30 كيلومترًا على الأقدام.
رواية تعلو

يروي تعلو: "خرجت ليلا... وشاهدت رتلاً من العجلات القادمة من سوريا فتراجعت. وفي أثناء عودتي وجدت سيارة عاطلة مركونة على جانب الطريق. كنت أعاني العطش الشديد، وهذه إحدى مشاكل مرض السكري كما تعلم، ففكّرت أن أحصل على الماء الموجود في "رادييتر" السيارة".
بيد ان مغامرته في الهرب لم يكتب لها النجاح، إذ أتت مجموعة من "داعش" لأخذ السيارة.
ويضيف: "لم يشاهدوني في بداية الامر. إلا أن أحدهم لمحني في الحوض الخلفي لسيارة "البيك اب". ففكرت أنها النهاية، خاصة وقد سمعت أنهم يقتلون الإيزيديين. قال لي أحدهم بعد ان عرف أنني إيزيدي، ما الذي جاء بك الى هنا؟ فرويت لهم قصّتي وقلت لهم: أنا معوّق كما ترون ولم أستطع الفرار مع أهلي وبقيت في منزلي، فقالوا بشكل مباشر: هل تصبح مسلمًا أم تختار الذبح؟".
يضحك تعلو، يقهقه بطريقة صاخبة. ثم يواصل، قلت لهم: "نعم سأصبح مسلمًا. كان الخيار صعبًا، فإمّا أن أُذبح أو أُعلن إسلامي، ففضلت البقاء على قيد الحياة. كانوا يخيّرون كل من يمسكونهم من الإيزيديين بين الذبح او الإسلام. على أيّ حال لقّنوني الشهادتَين وردّدتهما ورائهم، فأعطوني الماء والغذاء، ثم نقلوني الى قضاء البعاج، حيث مقرّ محكمتهم الشرعية".
في المحكمة الشرعية، طلب رجال "داعش" من تعلو أن يدلهم على تجّار الأسلحة في منطقة ومجمع الجزيرة، فنفى معرفته بالامر، وقال لهم: "والله يا خويه ما أعرفهم"... فأنا معاق ونادرًا ما أخرج خارج المنزل، ولا أعرف تجّار السلاح في المنطقة".
يقول تعلو: " هدّدوني بالقتل إن لم أدلّهم على مهرّبي الأسلحة، وقلت في نفسي: انتهى كل شيء، لكن لحسن الحظ، اتصل أحدهم عبر جهاز اتصال عسكري وطلب منهم عدم قتلي".

مقبرة جماعية
لم يكن تعلو يعرف أحدًا من "داعش"، ويقول إنهم كانوا من مناطق مختلفة، من الموصل وصلاح الدين وديالى وغيرها. وكلهم عراقيون.
بعد خلاصه من مأزق مهرّبي الاسلحة، واجه تعلو مأزق التنقلات الغامضة وغير المفهومة التي اتبعها "داعش" معه ومع أقرانه من الأسرى والمحتجزين، ويعقّب: "بعد ذلك نقلوني الى قرية "كوجو" الإيزيدية القريبة التابعة لقضاء سنجار، حيث يسكن إيزيديون أثرياء. وقام "داعش" بتجميع اغلب الإيزيديين في هذه القرية التي تضمّ نحو ألف منزل. وشاهدت نحو 2000 شخص من مختلف الاعمار والفئات هناك: شيوخ، نساء، اطفال، شباب، وشابات. وسمعت ان "داعش" قام بتطويق القرية وقتل الكثير من رجالها الذين حاولوا الهرب ودفنهم في مقبرة جماعية. فأصبحت هذه القرية بمثابة سجن للإيزيديين".
ويضيف: "كان بعض الإيزيديين الموجودين في القرية من إيزيديّي سوريا. شاهدت الكثير من كبار السن والعاجزين. وكان "الدواعش" يأخذون الفتيات الجميلات. وقد أخذوا بعضهن امام عيني، لكنهم لم يأخذوا المتزوجات".
ويواصل تعلو (ابو نواف) حكايته المأساوية "بقيت في "كوجو" نحو شهرين، ثم أتت الاوامر بإخلائنا الى قرية قريبة من مطار تلعفر، التي كان يسكنها الشيعة وقد هربوا منها عندما سيطرت "داعش" على القضاء".

كيف عومِل؟
ومع كل الألم الذي رافق رحلته، يصف (ابو نواف) الطريقة التي عومل بها من قبل "داعش" على هذا النحو: "لم يكونوا يعتدون علينا بالضرب أو الإهانة، وكانوا يقدّمون لنا الطعام بانتظام، لكني أجهل طبيعة الهدف الذي دفعهم للاحتفاظ بنا كل هذه الفترة. طلبنا منهم إخلاء سبيلنا ما دمنا قد أصبحنا مسلمين مثلهم، فرفضوا، وكان ردّهم: إن قمنا بإطلاق سراحكم فسيذبحكم الإيزيديون، (يقهقه)".
واستمرّت رحلة التنقل المريرة، فبعد محتجز "كوجو" يقول تعلو: "نقلونا بسيارات الى مدينة الموصل واحتجزونا في مبنى عمليات نينوى السابق، ثم قاموا بنقلنا الى قضاء الحويجة الذي يقع جنوب الموصل، وعندها توقعنا أن يقوموا بإطلاق سراحنا، فقد سمعنا منهم تلميحات بذلك. مرت أيام كثيرة وهم يقومون بنقلنا من مكان إلى آخر، حتى بدا انهم ضاقوا ذرعًا بنا، فعمليات نقلنا وإطعامنا باتت تشكل عبئًا ثقيلاً عليهم. كانت عمليات نقل الأشخاص تتمّ بانتقائية لا أفهمها، إذ يدخل أحدهم ويطلب من بعض المحتجزين القيام والصعود الى سيارات النقل ويبقي على آخرين".
الرحلة الأخيرة

كانت الوجهة الأخيرة لتعلو وبقية رفاقه من المحتجزين هي حي الرياض في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، وهي خط تماس بين "داعش" وقوات البيشمركة الكردية.

عفو الخليفة؟
وعن الرحلة الأخيرة، يقول ابو نواف: "في أثناء رحلتنا الأخيرة ذقنا الأمرّين من الإنهاك والتعب وفقدان الغذاء. أيقظونا منذ الصباح الباكر، ونقلونا الى الساتر الترابي الفاصل بينهم وبين قوات البيشمركة الكردية. كان يفصلهم عن البيشمركة كيلومتر واحد. قالوا لنا: لقد حصلتم على عفو من الخليفة ابو بكر، فقمنا بالتصفيق، وهتفنا بحياة البغدادي!" (يضحك)
"سألني أحد عناصر "داعش"، هل تستطيع اخبار البيشمركة بأنكم أُطلق سراحكم وترغبون في العودة الى أهلكم عبر البيشمركة؟، فوافقت وقمت بالمهمة، ذهبت إلى البشمركة وتحدثت معهم، قلت لهم باللغة الكردية: اننا إيزيديون وعددنا 200 شخص. أطلق "داعش" سراحنا، ونريد ان نأتي اليكم، فقاموا بدورهم واتصلوا بالسلطات العليا وسمحوا لنا بالدخول، ثم نقلونا الى مخيم شارية في محافظة دهوك".
المصدر: جريدة النهار اللبنانية


06:04 2015/01/29 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات