هجوم الجهاديين علي كنائس سوريا .. بحجة ان صوت الأجراس يزعجهم
اقتحمت يوم 26 سبتمبر/أيلول مجموعة من الجهاديين تنتمي "للدولة الإسلامية في العراق والشام" كنيستين في الشمال الشرقي من مدينة الرقة وقامت بتخريبها ونهبها حيث تم تنزيل صليب القبة وحرق الرموز والكتب المقدسة أمام الملأ. عرض للكراهية الدينية الغرض منه معاقبة المسيحيين لأنهم دقوا الأجراس أكثر من اللزوم.
سقطت مدينة الرقة مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم في أيدي مجموعات جهادية في أوائل شهر مارس/آذار بعد عملية مشتركة بين "جبهة النصرة" ومجموعة "أحرار الشام". في أبريل/نيسان التالي أبدى عدد من المقاتلين الاسلاميين ولاءهم لمنظمة أخرى متواجدة في المدينة وأكثر تطرفا، تدعى "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وبينما بدأت علامات التوتر تتكرر بين المجموعات الجهادية، انسحبت "جبهة النصرة" من المدينة بحجة أنها شرعت في "عملية تدريب ديني" لعناصرها خارج المدينة.
كان رئيس جبهة النصرة قد طالب عند وصوله إلى مدينة الرقة من عناصر حركته ألا يستهدفوا المسيحيين. ويعتقد سكان المدينة أن الهجوم ضد الكنيستين من فعل منظمة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي اغتنمت فرصة غياب "جبهة النصرة" لتستهدف المسيحيين.
تعود بداية الأزمة إلى أسبوع قبل تخريب الكنيسة، فقد قدم حينها جهاديون من الدولة الاسلامية في العراق والشام وطلبوا من المسيحيين الكف عن قرع أجراس كنيستهم عندما يقام الآذان. ذلك أن المسيحيين تعودوا، منذ قدوم الاسلاميين إلى المدينة، قرع الأجراس ثلاث مرات في اليوم بصفة متزامنة مع إقامة الأذان للصلاة، علاوة على دق الأجراس العادي يوم الأحد. وقد أعلن المسؤولون عن الكنيسة أنهم كانوا يدقون الأجراس يوميا، صباحا وظهرا ومساء، فقط لاستفزاز المسلمين. لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها بين الدولة الاسلامية في العراق والشام والطائفة المسيحية، فقد تم تهديد العديد من المسيحيين بمصادرة أملاكهم، ولهذا السبب التجأت بعض عائلات من الرقة وضواحيها إلى اعتناق الاسلام، مثل ذلك الرجل من أعيان مدينة المنصورة الذي تعرض طوال شهر للمراقبة من قبل عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام، ثم أسلم.
أظن أن اقتحام الكنيسة كان أيضا نوعا من التنبيه الموجه إلى جميع سكان الرقة إذ أن الساحة التي توجد أمام المبنى كانت في بادئ الأمر منطلقا للمظاهرات ضد الحكم ثم صارت مُلتقى التجمعات المناهضة للدولة الاسلامية في العراق والشام.
لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها بين الدولة الاسلامية في العراق والشام والطائفة المسيحية، فقد تم تهديد العديد من المسيحيين بمصادرة أملاكهم، ولهذا السبب التجأت بعض عائلات من الرقة وضواحيها إلى اعتناق الاسلام، مثل ذلك الرجل من أعيان مدينة المنصورة الذي تعرض طوال شهر للمراقبة من قبل عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام، ثم أسلم.
أظن أن اقتحام الكنيسة كان أيضا نوعا من التنبيه الموجه إلى جميع سكان الرقة إذ أن الساحة التي توجد أمام المبنى كانت في بادئ الأمر منطلقا للمظاهرات ضد الحكم ثم صارت مُلتقى التجمعات المناهضة للدولة الاسلامية في العراق والشام.
أصبحت الدولة الإسلامية في العراق والشام بطبيعة الحال قوية الحضور في المنطقة فهي تمتلك الامكانيات المالية والعسكرية اللازمة لإرساء سلطتها ، فكل المقاتلين الذين ينتمون لها يتقاضون راتبا مرتفعا ولديهم المعدات الضرورية. وهم يشترون السلاح في السوق السوداء إلى حد أن ثمن الكلاشينكوف أصبح ثلاثة أضعاف مما كان عليه منذ أشهر قليلة. هكذا ضمنت المنظمة ولاء عدد كبير من المقاتلين. من جهتها تحاول جبهة النصرة أن تسيطر من جديد على الميدان الذي فقدته فهي تجلب مقاتلين آخرين إلى المنطقة ثم تعامل السكان بطريقة تختلف عن تلك التي تتوخاها الدولة الاسلامية في العراق والشام. أغلب سكان الرقة يعتقدون أن الأعمال التي تقوم بها الدولة الإسلامية في العراق والشام تخدم مصالح نظام الأسد ودعايته [لوحظ أيضا وجود مظاهرات سكانية مساندة للمنظمة ].
لم تنشر الدولة الإسلامية في العراق والشام بيانا حول الموضوع، لكن مقاتليها هم الذين قاموا بالهجوم على الكنيسة و لا يزالون متواجدين فيها [تم تأكيد هذه المعلومة من قبل العديد من الأشخاص في عين المكان، الدولةالإسلامية في العراق والشام لم تتبن الهجوم كما لم تنكر تورطها فيه]. بعد نهب وتخريب الكنيسة أكد لي مقاتلون جهاديون أنهم سوف يُحولونها إلى مسجد بداية من يوم الجمعة الموالي [28 سبتمبر/أيلول] لكنهم لم يفعلوا ذلك في آخر الأمر كان مقاتلون من الدولة الإسلامية في العراق والشام قد جاؤوا أمام كنيسة الشهداء منذ عشرة أيام وحذروا المسيحيين آمرين إياهم بالكف عن قرع الأجراس حينما يقام الأذان وأعطوهم مهلة بثمان وأربعين ساعة مهددين بحرق الكنيسة بعدها امتثل المسيحيون للأمر، ورغم ذلك قام قرابة أربعين عنصرا من التنظيم باقتحام المبنى الديني ونهبه قبل أن ينزلوا الصليب من أعلى القبة ويحرقوه أمام الكنيسة مع أشياء أخرى وذلك على الملأ. المصدر: "الاقباط اليوم"