بحضور رسمي وشعبي أقيم يوم الأحد في كنيسة أم الزنار بحي بستان الديوان بحمص القديمة قداس وصلاة شكر رفعت خلالها دعوات الشكر لله لعودة الأمن والاستقرار لمدينة حمص والرحمة لشهداء الوطن الذين قدموا الغالي والرخيص فداء له. وأشار مطران حمص وحماة وتوابعهما للسريان الأرثوذكس المطران مار سلوانس بطرس النعمة إلى أن "قداس اليوم هو شكر لله على عودة الأمن والاستقرار لمدينة حمص التي أصبحت أفضل حالا بفضل سواعد أبطال الجيش العربي السوري وتأكيد على أن حمص بكنائسها ومساجدها وحاراتها هي بشعبها وليست بحجارتها". وبين المطران النعمة أنه رغم قيام الإرهابيين بتخريب بيوت الله والمنشآت التعليمية والخدمية ومنازل المواطنين لزرع التفرقة والشقاق والفتنة بين أبناء المدينة "إلا أنهم فشلوا وبقينا صامدين واقوياء بمحبتنا وتسامحنا المشهود لمنطقتنا عبر التاريخ" متمنيا بأن يعود السلام لكل ربوع الوطن. بدوره بين مدير أوقاف حمص الشيخ عصام المصري أن تجمع المواطنين ورجال الدين في كنيسة أم الزنار هو تعبير عن "الحالة الطبيعية لأهل حمص" مؤكدا أن "بيوت الله في المدينة ستعمر بالحب والسلام وأن الهلال والصليب لم يفترقا منذ أن وطأت أقدام الأنبياء أرض بلاد الشام الطاهرة" داعيا جميع المواطنين إلى المشاركة في الصلاة التي ستقام في جامع خالد بن الوليد خلال الأيام القادمة. واعتبر قائم مقام مطرانية السريان الأرثوذكس في حمص وحماة الأب بطرس قسيس أن ما تشهده حمص من خلال هذه الصلاة والقداس يؤكد أن إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت التي حاول فرضها الإرهابيون وأن بيوت الله تجمع ولا تفرق وتزرع رسالة السلام موجها رسالة لكل دول العالم وخاصة داعمي الإرهاب بأن "سورية ستبقى أرضا واحدة وشعبا واحدا يعيش على المحبة والسلام مهما حاولت يد الإرهاب تفريقه". وأشار كاهن كنيسة أم الزنار الأب زهري خزعل إلى أن رفع الصلاة من قلب الكنيسة تعبير عن إرادة الحياة والصمود في أرض الوطن مبينا أن الإرهاب الذي خرب الكنيسة حاول زرع السواد والدمار في هذه الأرض لكن السوريين سيزرعونها بخوراً وصلوات محبة. من جهته قال محافظ حمص طلال البرازي خلال حضور القداس إن سورية هي عمق الحضارة الإنسانية وما جرى اليوم في الكنيسة يؤكد على أن السوريين يزرعون الخير والمحبة ويقدمونها لكل العالم لافتا إلى أن ما يجري الآن في حمص ما كان ليتم لولا تضحيات أبطال الجيش العربي السوري. وبين المحافظ أن السيد الرئيس بشار الأسد وجه بإعادة الحياة الطبيعية والاقتصادية والحيوية إلى وسط المدينة وأكد على أهمية إعادة النسيج الاجتماعي إلى سابق عهده.
