مؤسسات فلسطينية تدعو إلى الزحف صوب الأقصى وحمايته من المستوطنين وتطالب المقاومة بالتأهب والاستعداد
طالبت العديد من المؤسسات الفلسطينية من سكان الضفة الغربية والقدس المحتلة ومناطق الـ 48، الزحف شباناً وشيباً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، إلى المسجد الأقصى والرباط المستديم فيه، لحمايته من مخططات المستوطنين، كما دعت المقاومة الفلسطينية إلى التأهب والاستعداد لأي طارئ.
ودعت دائرة القدس، في رابطة العلماء، الشعوب العربية والإسلامية، بأن “تهبّ هبّة واحدة في وجه الطغيان، وأن يضغطوا على حكوماتهم للوقوف في وجه هذا الطغيان، ولجم الاحتلال وإعادة الحرية إلى المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة”.
وقالت إن هذه الأيام القادمة حُبْلى بالمفاجآت، متوقعة أن يكون موسم الأعياد اليهودية الحالي “أثقل المواسم في تاريخ الأقصى منذ احتلاله”.
كما وجهت الدائرة دعوتها إلى العالم بجميع مستوياته أن يقف عند مسؤولياته لـ “رد العدوان الغاشم عن مقدساتنا وأن يُفهموا العدو أن قناتنا لن تلين، وأن دماءنا رخيصة في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى”، ودعت المقاومة إلى “التأهب والاستعداد لكل طارئ”، وقالت “فمسجدنا دونه الأرواح فتعسا لسلاح لا يكون حاميا للمسجد الأقصى”.
وتستعد الجماعات الاستيطانية المتطرفة، لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وإقامة “طقوس تلمودية” خلال فترة الأعياد اليهودية القادمة، وأولها يوم الأحد، بعد أن نفذت اقتحاما شارك فيه عشرات الآلاف من المستوطنين لمنطقة حائط البراق فجر الجمعة.
هذا، وقد حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، من خطورة الأعياد اليهودية وما يرافقها من استفزازات من قبل المستوطنين وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك.
وقالت في بيان أصدرته إن جماعات الاستيطان وجماعات “الهيكل” المزعوم المتطرفة وقطعان المستوطنين اليهود “يدنسون المسجد الأقصى المبارك، في ظل ما يمسى زوراً بالأعياد اليهودية”، مشيرة إلى تزامن هذه الأعياد اليهودية مع ازدياد وتيرة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك وطمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة ومحاربة التعليم الفلسطيني فيها وارتفاع أعداد المقتحمين.
ورفضت بشدة الاعتداءات على المرابطين في الأقصى، واستفزاز مشاعر المسلمين، وقالت منذرة “نضع الجميع عند مسؤولياتهم الدينية والتاريخية والحضارية أمام هذه الأعياد اليهودية التي يراد من ورائها انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين”.
وشددت على ضرورة تدخل جميع الأطراف المعنية لـ “وقف هذا العدوان الغاشم بحق المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين”، كما دعت المقاومة الفلسطينية إلى الوقوف بجانب الشعب في دفاعه عن مقدساته وعن المقدسيين في هذه الأوقات الخطيرة.
وأكدت الوزارة على دعوة جميع الفلسطينيين من الضفة والقدس ومناطق الـ 48 وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد على شد الرحال والرباط فيه والمحافظة على صلوات الجماعة والاعتكاف فيه والمحافظة على حلقات العلم فيه لإفشال مخططات الاحتلال من وراء هذه الأعياد اليهودية الخطيرة.
وفي السياق، حذر مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق، من ممارسات الاحتلال العنصرية في المسجد الأقصى ومحيطه، من خلال عمليات الإبعاد والاعتقال والاعتداء على المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى، تمهيدا لاقتحامات المستوطنين في الأعياد اليهودية خلال الشهر الجاري حتى مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لتثبيت مرحلة جديدة في المسجد الأقصى، من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني، وفرض واقع جغرافي وديمغرافي، بما يتماشى مع خطط ومشاريع المستوطنين، وتسهيل اقتحاماتهم للأقصى وأداء طقوسهم التلمودية، بصورة تنتهك الحرمة الدينية للمكان.
وقال إنه وفقا لمتابعة المركز، فإن عملية الاعتداء والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى، بات يوميا في ساحات المسجد الأقصى. في المقابل، يتم منع المصلين من الدخول إليه واستخدام القوة في إخراجهم، الأمر الذي ينذر بخطر حقيقي يتعرض له المسجد الأقصى من خلال سعي الاحتلال بفرض سيطرته عليه، وتطبيق مخططاتهم العنصرية.
وأكد المركز أن صمت المجتمع الدولي والعربي “هو من شجع الاحتلال بارتكاب المخالفات، والممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين، ومحاولة فرض السيطرة على المسجد الأقصى بصورة تخالف القانون الدولي الإنساني، ومبادئ الشرعية الدولية والقرارات الدولية الخاصة بالمدنية المقدسة”.
وأدان المركز الحقوقي اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، وأكد على أنها تعد “سمات النظام الإسرائيلي الاستيطاني الاستعماري القائم على الفصل العنصري”.
وطالب بأن تقوم حكومة الأردن ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بدورها للحفاظ على المقدسات الإسلامية، كما طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ممارسات الاحتلال التهويدية في المدينة المقدسة، ومحاسبة الاحتلال، والضغط عليه لوقف ممارساته العنصرية، ووقف سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير، والعمل الجاد من أجل توفير الحماية للفلسطينيين والمقدسات التي تتعرض للاعتداء.