مطاردة الجوعى وإحراق المساعدات: العدو "يتفنّن" في إبادة أهل غزة
أرفق العدو منشورات الإخلاء التي ألقاها، أمس، على الأحياء الشرقية لمدينة غزة، بطلب التوجّه إلى منطقة المواصي غرب خانيونس في جنوب القطاع، مهدّداً بأن المناطق الغربية من المدينة التي تزدحم بنحو مليون نازح، ستصل إليها أوامر الإخلاء في وقت قريب. وفي غضون ذلك، مارس جيش الاحتلال مستوى متوحّشاً من المجازر الجماعية، عندما دمّر بشكل كلّي ثلاثة مراكز إيواء في أحياء التفاح والزيتون والشجاعية، إثر أمره بإخلائها في ساعة متأخّرة من ليل الأحد - الإثنين.
كما دمّرت الطائرات الحربية العشرات من المنازل في البلدة القديمة في غزة، علماً أن المنطقة التي يتوسّطها المستشفى «الأهلي المعمداني»، وهو المستشفى الرئيسي الذي يقدّم الخدمة هناك، حُدّدت كمنطقة قتال خطيرة وأشير إليها باللون الأحمر.
هكذا، حملت مجازر أمس طابعاً بالغ الوحشية؛ إذ قصف جيش العدو في الصباح الباكر «بركس سليم» في محيط مفترق عسقولة في حي الزيتون، في وقت كان فيه المئات من الأهالي يصطفّون للحصول على طرود غذائية، نجحت وحدات التأمين العشائرية في توصيلها. ووفقاً لمصدر في المؤسسات الدولية، فقد قصفت الطائرات الحربية المخزن وأحرقت الطرود المخزّنة فيه، بعدما بدأت المؤسسة بتوزيعها وفق نظام الرسائل عبر الهواتف، وهي الآلية التي يحاربها جيش الاحتلال لمصلحة الاستثمار في حالة الفوضى ومصائد الموت الأميركية في نقاط التسليم الأربع جنوب القطاع ووسطه. وتسبّب القصف باستشهاد 15 مواطناً وإصابة العشرات من المواطنين.
أما المجزرة الأكثر فظاعة، فقد نفّذتها الطائرات الحربية باستهداف كافيتيريا «الباقة» على شاطئ بحر غزة، وهي أشهر الاستراحات التي تُعدّ مقصداً للصحافيين والطلاب وموظفي المؤسسات الإغاثية، والعائلات أيضاً. وعصر أمس، أغار الطيران بشكل مباشر على «الباقة»، ما أدّى إلى استشهاد 27 مواطناً، من بينهم الصحافي إسماعيل أبو حطب، والفنانة التشكيلية فرانس السالمي، إلى جانب إصابة الصحافية بيان أبو سلطان، والعشرات من الأطفال والنساء والعائلات.
كذلك، شنّت الطائرات المُسيّرة عشرات الغارات التي استهدفت فيها تجمّعات المواطنين ونقاط شحن الهواتف ومنازل مأهولة في وسط المدينة التي أحاطتها الغارات المكثّفة بدائرة من النار. ونتيجة للمجازر المتلاحقة، تحوّلت باحتا مستشفيَي «الشفاء» و»المعمداني» إلى مسلخيْن بشريَّيْن، مع استقبالهما جثامين نحو 90 شهيداً، وازدحام أقسام الاستقبال فيهما بمئات من الجرحى، أكثر من ربعهم وصلوا مبتوري الأطراف.
وعلى الصعيد المعيشي، منع جيش الاحتلال إدخال المساعدات إلى مناطق شمال القطاع بشكل نهائي، فيما أقرّ جنود إسرائيليون بارتكاب تجاوزات خطيرة بحق منتظري المساعدات. ونقلت صحيفة «هآرتس» أن الجنود يتعاملون مع الجوعى على أنهم قوة معادية، ويستخدمون القوة المفرطة في تفريقهم وقتلهم. وتسبّبت الاعتداءات التي ارتُكبت منذ افتتاح مراكز التوزيع الأربعة باستشهاد نحو 400 مواطن وإصابة 5000 آخرين، في إطلاق نار مباشر من جنود الاحتلال.