سوزان خليل
لم أرها، ولكن وجدتها تسكن روحي. إنها رحمة الحُب التي فقدت البصر ولكن لم تفقد البصيرة، صابرة ومتمسكة بمقاومتها.
تحكي لك حكاية أجمل عينين عسليتين سُلبتا منها بسبب حرب الإبادة على غزة.
نعم، إنها رحمة، صوتها الذي يضج فرحاً كان يردد أن النصر قادم لا محالة.
من لبنان إلى المستشفى الذي تتعالج فيه داخل قطر، تواصلنا عبر الهاتف لبضع دقائق، ولكنها أخذتني إلى غزة. رأيت نفسي وإياها.
أمسكت يدها ودخلنا معًا المسجد الأقصى، فرشنا سجادة الصلاة وصلينا.
إنها رحمة التي طبعت في داخلي معنى جديدًا للأخوة. سأنتظرك في لبنان لأكون لكِ عينَيكِ وكل ما تحتاجين إليه.
لكل من يقرأ أو يسمع. جرحى غزة يحتاجون إلى دعمكم المادي والمعنوي، كما يحتاجون إلى مقاومتكم بالكلمة والسلاح.
نحن رحمة، باقون على العهد، لا سلام مع الكيان الغاصب لأجلكم سنحارب، كي تعود غزة أجمل مما كانت.