جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: 37 أمّاً يُستشهدن يوميًا في قطاع غزة
تواصلت عمليات النزوح القسري من مناطق غرب غزة إلى وسط وجنوب القطاع، بناء على أوامر وتهديدات عسكرية أطلقها جيش الاحتلال.
وظهر الأعياء الشديد على النازحين، وبينهم رجال مسنون. وقال أحد الشبان الذين وصلوا إلى وسط القطاع بعد أن اجتازوا الطريق الساحلي الطويل، إنه اعتُقل حيث تعرض للتعذيب والضرب المبرح، قبل أن يجبره جنود الاحتلال على مغادرة غزة برفقة آخرين، لافتا إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون إجبار الشبان فور اعتقالهم على خلع ملابسهم، رغم تدني درجات الحرارة ليلا.
وبالكاد كان يسير خليل وهو رجل في الستينات من العمر برفقة أسرته، بسبب الإعياء الشديد الذي أصابه نتيجة طول مسافة السفر، وقد توقف هذا الرجل قليلا مع أفراد أسرته بعد وصوله إلى مشارف مخيم النصيرات، وقال إنهم يعانون من جوع وعطش شديدين.
وكغيره، روى هذا المسن مخاوف السكان في المناطق القريبة من مشفى الشفاء، جراء عمليات الاستهداف الجوي المتواصلة وإطلاق النار الكثيف، وقال: “على مدار الأيام الماضية كنا نتوقع الموت في كل لحظة”.
هجمات دامية
واستمرت هجمات الاحتلال ضد الكثير من مناطق قطاع غزة، حيث شنت الطائرات الحربية غارات استهدفت مخيم النصيرات، ما أدى لسقوط تسعة شهداء، غالبيتهم جراء استهداف مربع سكني شمال غرب المخيم، وبينهم أطفال.
ولا تزال جثث الكثير من ضحايا هذه الغارات تحت الركام، في ظل صعوبة الوصول إليهم بسبب شدة القصف وكثرة الدمار والركام.
واستشهد عدد من المواطنين في قصف الاحتلال منزلا لعائلة صيدم بمخيم المغازي وسط القطاع.
كذلك طالت الغارات الجوية مدينة دير البلح وسط القطاع، كان من بينها غارة استهدفت منطقة المطاحن جنوب المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.
وفي خان يونس، التي تتعرض لهجوم بري، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال نسفت مباني سكنية في منطقة القرارة شمال المدينة.
كما استُشهد أربعة مواطنين جراء استهداف سيارة مدنية في منطقة بنى سهيلا شرقي خان يونس.
ارتفاع عدد الضحايا
وفي السياق، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن 37 أمّاً يُستشهدن يوميا في قطاع غزة.
وأشارت الجمعية في تصريح نشرته على منصة “إكس”، إلى أنه في الوقت الذي تحتفل به دول العالم العربي بعيد الأم، “هناك 37 أمّاً يُستشهدن يوميا، في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ167”.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 65 شهيدا و92 مصابا، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31988، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
وأشارت إلى ان حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 74188، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
يذكر أن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” قال إن الدمار الذي حل بقطاع غزة جراء الحرب، تسبب في تكوين ما يُقدَّر بنحو 23 مليون طن من الحطام.
وأكد أن إزالة هذه الأنقاض والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، سوف يستغرق سنوات.