لم تتوقف المجازر الإسرائيلية في غزة، أمس الأحد، فيما حصلت «القدس العربي» على شهادات على هول الوحشية التي مارسها الاحتلال في مدينة حمد في خان يونس بعد انسحاب جزئي. وبالتزامن، تواصلت عمليات النزوح القسري لسكان مدينة غزة والشمال، إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، هربا من الجوع.
وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 92 شهيدا و130 مصابا.
كذلك قصفت طائرات الاحتلال الحربية عددا من منازل المواطنين في غزة، منها منازل لعائلات جودة في مخيم الشاطئ، والحلو في حي الشيخ رضوان، والنونو وعوض في حي النصر، وأدى ذلك إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى تم نقل عدد منهم إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة. واستهدف الطيران منازل المواطنين في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستشهد 3 مواطنين نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وارتفعت حصيلة العدوان المستمر على القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 31 ألفاً و645 شهيدا و73 ألفاً و676 مصاباً، وفق وزارة صحة غزة، فيما أفادت مصادر طبية بانتشال 5 شهداء من مدينة حمد في خان يونس.
وبمجرد أن أعلن الاحتلال الانسحاب الجزئي من هذه المدينة، هرع سكانها إليها للحصول على بعض أغراضهم التي تركوها خلفهم قبل النزوح إلى رفح، لكنهم فوجئوا بحجم الدمار الهائل، إضافة إلى الجثث تحت الأنقاض.
يونس صادق شاهد عيان من مدينة حمد قال لـ «القدس العربي» إنه انتشل جثث 5 شهداء من تحت الأنقاض بعد انسحاب قوات الاحتلال جزئياً منها.
وحسب يونس الذي شارك في عملية الانتشال، فإن بعض السكان عادوا، صباحاً، لتفقد حالة الدمار، وتفاجأوا بأن جيش الاحتلال قد دمر معظم الأبراج السكنية وجرف البنية التحتية، وأحرق الشقق والسيارات، حتى تغيرت معالم المدينة بالكامل.
سامي كريزم، أحد سكان مدينة حمد، أكد وجود جثث شهداء تحت أنقاض الأبراج السكنية المدمرة، ولم تستطع حتى اللحظة فرق الدفاع المدني انتشال العديد من الشهداء الذين أعدمهم الجيش خلال عملياته في المدينة.
وأوضح خلال حديثه لـ «القدس العربي» أن «الشهداء موجودون تحت الأنقاض منذ 12 يوماً، بينهم أطفال ورضع ونساء حوامل، ليس لهم أي ذنب في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 6 أشهر».
محمد أبو جراد (40 عاماً)، حكى عن زوجة أخيه الحامل، التي استُشهدت أثناء القصف الإسرائيلي على مدينة حمد قبل 12 يوماً، موضحاً أنهم وجدوا المرأة (35 عاماً)، مبقورة البطن والجنين على الأرض، وبجوارهما ابنتها صبا، 5 أعوام، وابنها صهيب، 8 أعوام.