في سياق حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، يواصل استهداف الصحافيين، ليس في القطاع وحده، بل في الأراضي الفلسطينية كلها.
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 132 صحافياً وعاملاً فلسطينياً في مجال الإعلام، واعتقلت العشرات، هذا فضلاً عن إطلاق تهديدات وتنفيذ اعتداءات وشن هجمات إلكترونية.
كما قتلت قوات الاحتلال الكثير من أفراد عائلات الصحافيين الذين يغطون العدوان المتواصل.
في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استشهد 8 من أفراد عائلة المصور الصحافي ياسر قديح عندما قصفت القوات الإسرائيلية منزلهم في جنوب غزة بأربعة صواريخ. جاء هذا الاستهداف بعد 5 أيام من تقرير نشرته منظمة أونست ريبورتينغ الصهيونية في 8 نوفمبر، حرضت فيه على قديح و3 مصورين آخرين في غزة، وزعمت أنهم كانوا على علم مسبق بعملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، في 7 أكتوبر. نفت كبرى المؤسسات الإعلامية التي تتعاون مع هؤلاء المصورين، وبينها "رويترز" و"سي أن أن"، هذه المزاعم. تراجعت المنظمة لاحقاً عن هذه الادعاءات. هذا لم يمنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التغريد بأن المصورين كانوا شركاء في "جرائم ضد الإنسانية"، ودفع عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بني غانتس إلى القول إنه تجب معاملتهم كـ"إرهابيين".
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول، فقد مدير مكتب "الجزيرة" في غزة، وائل الدحدوح، زوجته ونجله وابنته وحفيده، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات للاجئين. وفي 7 يناير/ كانون الثاني، استشهد فرد خامس من أفراد أسرة الدحدوح. قتلت القوات الإسرائيلية نجله حمزة الدحدوح، وهو صحافي ومصور في قناة الجزيرة، مع زميله مصطفى ثريا، أثناء عودتهما إلى مدينة رفح الجنوبية، بعد تصوير آثار غارة جوية إسرائيلية.
وفي تقرير أصدرته لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أكدت أنها تحقق في التقارير التي تفيد بأن أكثر من 50 مقراً إعلامياً في غزة قد تضررت، "مما ترك الصحافيين من دون مكان آمن للقيام بعملهم، وهم يواجهون أيضاً انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء والاتصالات، ونقص الغذاء والمياه، ويضطرون في بعض الأحيان إلى الفرار مع عائلاتهم".
كما بينت اللجنة أن الصحافيين الذين يغطون العدوان المتواصل يفتقرون إلى معدات الحماية الشخصية. وقد تلقت طلبات متعددة من صحافيين مستقلين يبحثون عن معدات الوقاية الشخصية، ولكن من الصعب تسليمها.
وفي التقرير الصادر اليوم، قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين شريف منصور: "يواجه الصحافيون في غزة أخطاراً هائلة... لكن زملاءهم في الضفة الغربية وإسرائيل يواجهون أيضاً تهديدات واعتداءات وترهيباً غير مسبوق لعرقلة عملهم الحيوي في تغطية هذا الصراع".
اعتداءات
في 18 ديسمبر/كانون الأول، أطلق جندي إسرائيلي النار على الصحافي الفلسطيني والمصور المستقل رامز عواد، مما أدى إلى إصابته في فخذه، بينما كان يغطي الاعتداءات الإسرائيلية في قرية جافنا شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية.
في 26 نوفمبر، أفاد عدد من الصحافيين بأنهم تعرضوا للاعتداء من قبل القوات الإسرائيلية أثناء انتظارهم أمام سجن عوفر، لتغطية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كجزء من الهدنة المؤقتة حينها.
وفي حادث منفصل خلال اليوم نفسه، استهدفت قوات الاحتلال مراسل التلفزيون العربي فادي العصا وزميلين له بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من مواقعهم على سطح منزل في محيط سجن عوفر. وقال العصا حينها إن طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي حلقت فوقهم مباشرة، وكان من الواضح أنهم صحافيون يحملون كاميراتهم. ودخلت قوات الاحتلال إلى المنزل، وصعدت على السطح حيث فتشت الصحافيين، وصادرت بطاقة الذاكرة الخاصة بمصور التلفزيون العربي، وأجبرتهم على المغادرة تحت تهديد السلاح.
في 17 نوفمبر، تعرض مصور الفيديو في قناة الجزيرة الإنكليزية جوزيف حنظل للاعتداء من قبل مستوطنين إسرائيليين في بيت لحم. في اليوم نفسه، تعرض مراسل قناة تي آر تي التركية ومراسلها للاعتداء على الهواء مباشرة، بينما كانا يغطيان اعتداءات القوات الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
في 16 أكتوبر، اختبأ الصحافي وكاتب العمود إسرائيل فراي بعد تعرض منزله لهجوم في اليوم السابق من قبل حشد من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بعدما أعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين في غزة.
في 12 أكتوبر، تعرض صحافيو "بي بي سي عربي" للاعتداء والاحتجاز تحت تهديد السلاح بعدما أوقفتهم الشرطة الإسرائيلية في تل أبيب. في 7 أكتوبر، أفادت قناة سكاي نيوز عربية بأن فريقها في مدينة عسقلان تعرض لاعتداء من قبل الشرطة الإسرائيلية.
اعتقالات
لا يزال الصحافي محمد الريماوي معتقلاً منذ 22 ديسمبر حين دهمت القوات الإسرائيلية منزله في مدينة بيت ريما في الضفة الغربية.
والصحافي المستقل حاتم حمدان لا يزال معتقلاً منذ 16 ديسمبر. اعتقلت القوات الإسرائيلية حمدان عند حاجز عورتا، جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية. الحال نفسه بالنسبة للصحافي طارق الشريف الذي اعتقل في رام الله في 19 نوفمبر.
في 18 نوفمبر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافي الفلسطيني إبراهيم الزهيري، من منزله في بلدة برهام، شمال مدينة رام الله. لا يزال الزهيري معتقلاً. في 8 نوفمبر، اعتقل جنود إسرائيليون الصحافي محمد الأطرش، بعد مداهمة منزله في مدينة الخليل في الضفة الغربية. لا يزال الأطرش معتقلاً.
في 8 نوفمبر، اعتقل جنود إسرائيليون المراسل عامر أبو عرفة، بعد مداهمة منزله في الخليل. ولا يزال أبو عرفة معتقلاً. في 5 نوفمبر، اعتقل الصحافي أمير أبو عرام، بعد مداهمة جنود إسرائيليين منزله في بيرزيت. لا يزال أبو عرام معتقلاً. في 29 أكتوبر، اعتقلت قوات الاحتلال الصحافي نواف العامر (62 عاماً)، خلال مداهمة لمنزله في بلدة كفر قليل في نابلس. لا يزال العامر معتقلاً.
الصحافي محمد بدر معتقل منذ 28 أكتوبر. والصحافي بلال عرمان معتقل منذ 27 أكتوبر. في 25 أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي الفلسطيني المستقل رضوان قطناني من منزله في نابلس. لا يزال قطناني معتقلاً. في 20 أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي والمنتج الفلسطيني ثائر فاخوري. وهو معتقل إدارياً منذ ستة أشهر. في 20 أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي الفلسطيني المستقل مصعب قفيشة، ثم وضع رهن الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر.
الصحافي الفلسطيني علاء الريماوي معتقل منذ 19 أكتوبر. في اليوم نفسه، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي والمعلق السياسي الفلسطيني عماد أبو عوض في رام الله، ثم وضع رهن الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر. في 16 أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي عبد الناصر اللحام. وهو معتقل من دون تهمة في سجن عوفر.
في 6 أكتوبر، اعتقل الصحافي معاذ عمارنة. عمارنة، الذي فقد عينه اليسرى برصاصة مطاطية إسرائيلية أثناء تغطيته للاحتجاجات عام 2019، وضعه رهن الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر في 29 أكتوبر، في سجن مجدو. في 16 أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية الصحافي مصطفى الخواجة، ووضع لاحقاً رهن الاعتقال الإدارة لمدة 6 أشهر. في 15 أكتوبر، اعتقلت الصحافي صبري جبريل، ووضع لاحقاً رهن الاعتقال الإداري.