ثلثا الإسرائيليين يعارضون المعونات الإنسانية لغزة.. وجنودهم يسرقون البيوت
يكشف استطلاعُ رأي جديد أن أغلبية الإسرائيليين تتبنّى مواقف رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بكل ما يتعلق بالحرب على غزة، والعلاقة مع الفلسطينيين، رغم اتهامه بخلط الأوراق والكذب والتضليل.
ويوضح استطلاعٌ، ينشره اليوم الثلاثاء “المعهد الإسرائيلي للديموقراطية”، أن 68% من الإسرائيليين يعارضون إدخال معونات إنسانية للغزيين، حتى لو تمّ ذلك من خلال منظمات دولية لا علاقة لها بـ “حماس” أو بوكالة الغوث (الأونروا).
ويعارض 63% من الإسرائيليين موافقة مبدئية لإسرائيل على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ومنزوعة السلاح، متساوقين بذلك مع نتنياهو وائتلافه الحاكم الرافض لـ “منح الفلسطينيين جائزة على السابع من أكتوبر”، وهذا على خلفية اعتقاد أقلية منهم بأن “الإرهاب” سيتوقّف بعد إقامة مثل هذه الدولة.
68% من الإسرائيليين يعارضون إدخال معونات إنسانية للغزيين، حتى لو تمّ ذلك من خلال منظمات دولية لا علاقة لها بـ “حماس” أو الأونروا
وترى أغلبية 55% من الإسرائيليين أن احتمالات “النصر المطلق” في الحرب على غزة منخفضة، فيما يرجّح 60% منهم أن موجة احتجاجات واسعة ستنفجر في البلاد ضد الحكومة مستقبلاً، بيد أن رُبعَهم فقط قال إنه سيشارك بها.
الحصار والتجويع
ويأتي هذا الاستطلاع، الذي يعكس رغبةً واسعة من الإسرائيليين بحرمان الغزيين من الغذاء والدواء، على خلفية تقارير فلسطينية، عربية، دولية، وحتى إسرائيلية (في صحيفة “هآرتس”، اليوم) عن حالة الجوع التي تهدّد أهالي شمال القطاع بالموت نتيجة منع دخول مساعدات. وتعكس هذه الرغبة الإسرائيلية العامة، في الشارع، وفي الجيش، ولدى صناّع القرار، الشهوة الكبيرة لدى الإسرائيليين بمواصلة الانتقام من الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، مثلما تعكس حالة الإحباط من عدم تحقيق الحرب أهدافها حتى الآن، رغم النار والدمار واختلال ميزان القوى، بين دولة مدججة بالسلاح، مدعومة من الغرب، وفصائل فلسطينية محاصرة.
تنعكس هذه الرغبة بالانتقام المنفلت من الفلسطينيين بظاهرة السلب والنهب التي يكشف عنها تباعاً في تقارير للصحافة العبرية أيضاً، منها تحقيق للقناة العبرية الرسمية، يكشف عن تورّط ضباط يسرقون محتويات المنازل الفلسطينية الفارغة، بما في ذلك ضابط يسرق مرآة كبيرة من أحد بيوت خان يونس.
وفي هذا المضمار يؤكد الباحث الإسرائيلي في مجال العلاقة بين الجيش والمجتمع والسياسة بروفيسور ياغيل ليفي أن السلب والنهب في غزة هما جزءٌ من الانتقام الإسرائيلي من الفلسطينيين.
في مقال تنشره صحيفة “هآرتس”، اليوم الثلاثاء، يوضح ياغيل ليفي أن الجنود الإسرائيليين يواصلون نهب وسلب ممتلكات أهالي غزة وبيوتهم “من تحت الرادار الجماهيري”. واستناداً لمعلوماته يشير إلى أن قسماً من جنود الاحتلال سرقوا تلفونات ودراجات هوائية ونارية، منوهاً أيضاً بأن جنوداً إسرائيليين ينشرون أشرطة فيديو وهم يسرقون، أحدهم يسرق ثياب كرة قدم، وجنود وضباط يفاخرون بأنهم يعدّون طعامهم من أغذية يجدونها داخل البيوت الفلسطينية التي تم تهجير سكانها، ويكشفون عن استمتاعهم بمذاق الزيت والزيتون الفلسطيني.
وفي التزامن، تكشف تقارير عبرية أيضاً عن ظاهرة سرقة الجنود الإسرائيليين منازل المستوطنات في غلاف غزة وفي الجليل الأعلى. ولا غرابة أن يجري كل ذلك في ظل حكومة احتلال تشمل وزراء يسعون لإشعال حرب دينية، وإيقاد نيران الكراهية بدعوات صريحة لحرق حوارة، كما فعل قبل شهور وزير المالية المستوطن باتسلئيل سموتريتش، وكما يفعل الآن وزير الأمن القومي، المدان بمحكمة إسرائيلية بالإرهاب، حيث يواصل تحريضه على الفلسطينيين، وتهويش اليهود ضدهم، وحرمانهم من الصلاة في الحرم القدسي الشريف.