في ظل الحرب الدموية التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، ينشغل الفلسطيني مجد أبو عميرة، من مدينة دير البلح، في وسط قطاع غزة، بتجهيز خيمة بلاستيكية تضم الفراش والمُستلزمات الأساسية لاستقبال النازحين الذين تقطعت بهم السُّبل، ولا يمكنهم توفير مأوى في ظل البرد القارس.
وحول سبب مُبادرته بإنشاء خيمة استضافة للنازحين، يقول أبو عميرة، إنه يشاهد العديد من المواقف الصادمة يومياً لأسر كاملة تفترش الرصيف من دون فراش، أو بغطاء واحد لجميع أفراد الأسرة في ظل البرد الشديد، إلى جانب بحث كثيرين عن بيوت للاستئجار، أو مكان للمبيت في المدارس أو مراكز الإيواء المكتظة.
يتابع: "هذه المشاهد وغيرها ولّدت لدينا شعوراً بضرورة التحرك، وعمل أي شيء يمكنه تخفيف الأزمة، ومساعدة العائلات، حتى ولو أسرة واحدة، ولو بشكل بسيط، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن يتحلى بها الجميع في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً، وتستدعي أكبر قدر من التعاون والتكافل".
وتكتظ محافظات قطاع غزة الوسطى والجنوبية بمئات آلاف النازحين، بعد مطالبة الاحتلال الإسرائيلي المواطنين بالتوجه إليها مُنذ الأسبوع الأول للعدوان المتواصل مُنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يتمكن عدد كبير منهم من استئجار بيوت أو حتى غُرف، نتيجة عدم توفر بيوت كافية لأعداد هائلة من النازحين.
وتُحاول بعض العائلات التخفيف من أزمة الإيواء الخانقة بأساليب مُختلفة، فمنهم من أتاح خياماً لاستضافة النازحين خلال فترة الليل، ومنهم من تركها لهم حتى يتمكنوا من تدبير أمورهم، والبعض أتاح خياماً للاستفادة الكاملة طيلة فترة الحرب.
ويلفت أبو عميرة إلى أن الخيمة التي قام بإنشائها برفقة أبنائه وعدد من إخوته، تحتوي على بعض الفِراش، وإلى جانبها حمام خارجي، ويقول: "كنا نتمنى إنشاء أكثر من خيمة، وتجهيزها بجميع المستلزمات، لكن حالة الغلاء العامة، وانعدام المواد اللازِمة حالت دون ذلك، لكن الدعوة ما زالت مفتوحة للجميع لتعميم الفكرة".
ويقول ابنه سمير أبو عميرة (23 سنة) إنه ساعد والده في تجهيز الأرض المقابلة لمنزلهم، وإنشاء الخيمة عليها، تقديراً للظروف الصعبة للنازحين في قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص من لم يتمكنوا من إيجاد مأوى، أو استئجار مكان بفعل الغلاء والازدحام.