عاد تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الواجهة الإعلامية من جديد بعد أن انقطعت أخباره، وظهر مجددًا مع تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط منذ بدأت "إسرائيل" عدوانها الهمجي على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وعودة التنظيم مجددًا إلى سوريا والعراق في الآونة الأخيرة وتنفيذه هجمات إرهابية في البادية عبر خلاياه النائمة، أثار الكثير من الشكوك حول دور أمريكا هناك، فالانتقادات وجهت الى القوات الأمريكية أنها هي من تقوم بنقل عناصر "داعش" داخل سوريا من مكان إلى آخر.
وتشير التقارير الى أن الهجمات الأخيرة التي نفّذها تنظيم "داعش" الإرهابي في بادية سوريا والعراق انطلقت من مناطق سيطرة الأميركيين، في ما يعرف بمنطقة الـ (55) الملاصقة لقاعدة التنف الأمريكية والتي تضم 900 جندي أمريكي، ما يؤكد بحسب القيادات الأمنية السورية تلقّي المهاجمين دعماً استخبارياً وعسكرياً ولوجستياً من قوات الاحتلال الأميركة، بما يمكنهم من استخدامه كذريعة لتبرير وجودهم غير الشرعي على الأراضي السورية، ونهب الموارد الاقتصادية فيها، فضلاً عن استخدام التنظيم أيضًا في الهجوم على القوات السورية والعراقية وحلفائها التي تساند محور المقاومة الداعم للقضية الفلسطينية.
هذه الشكوك تؤكدها المخابرات السورية التي قالت إن المروحيات الأمريكية نقلت 200 مقاتل سابق من "داعش" من السجون في هاسيكه إلى المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً حول قاعدة التنف، على أنه سيتم تقسيم عناصر التنظيم إلى مجموعات من 10-15 شخصاً، وبعد ذلك إرسال هذه المجموعات إلى المحافظات ذات الوجود الروسي والسوري والعراقي.
وتنظيما "داعش" والقاعدة هما الأبرز على الساحة في هذا العام في تنفيذ الهجمات بكل من باكستان والعراق وسوريا وإيران ودول منطقة الساحل والصحراء بإفريقيا.
ففي 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، اقتحم مسلحون بشاحنة ملغومة مركزًا للشرطة في إقليم خيبر بختونخوا في باكستان، مما أسفر عن مقتل 23 جنديًا على الأقل، وبعض المهاجمين، وأعلنت حركة الجهاد الباكستانية مسؤوليتها، وهي حركة إرهابية ظهرت مؤخّرًا، وتقول إنها تابعة لحركة طالبان باكستان.
وفي الساحل الأفريقي لعب "داعش" دورًا مهمًا في تصعيد العنف في المنطقة ، إلى جانب الجماعات المتطرفة الأخرى مع تصعيد هجماته في مالي وبدرجة أقل في بوركينا فاسو والنيجر. ويقدر حجم التنظيم بسبعة آلالاف مقاتل.
وبالعودة الى سوريا، استهدف التنظيم الإرهابي في الثامن من آب/أغسطس 2023 حافلة عسكرية تابعة للجيش السوري في بادية الميادين، ريف دير الزور وقتل 23 جنديًا على الأقل وأصاب عشرة آخرين، ويأتي الهجوم بعد من هجوم آخر له في محافظة الرقة قُتل ما لا يقل عن 10 جنود سوريين.
كما قتل 7 عناصر من قوات الجيش السوري في 20 كانون الثاني/يناير الحالي من جراء انفجار لغم أرضي زرعه تنظيم "داعش" في البادية السورية.
وركزالتنظيم عملياته في البادية السورية الممتدة بين محافظات عدة وصولاً إلى الحدود مع العراق، واعتمد التنظيم تكتيك قطع الطرق والتعرض الى ارتال عسكرية او عجلات عسكرية، على غرار العصابات ويتحرك بمجموعات صعيرة.
ويشكل "داعش"، تنظيم خراسان أخطر تهديد أمني محلي ودولي وزاد التنظيم من قدراته العملياتية ولديه ما يتراوح بين 4000 و 6000 مقاتل.
وفي السياق، قال خبراء في تقرير لهم صدر عن الأمم المتحدة مؤخرًا إن تنظيم "داعش" الارهابي ما زال يمتلك ما بين 5 آلاف و7 آلاف مسلح موزعين بين سوريا والعراق، مشيرين الى انه على الرغم من الخسائر التي مني بها في السنوات الماضية بين صفوف قادته وتراجع انشطته في هذين البلدين، الا أنه عاد ليظهر من جديد.
ويذكر أن هناك حوالي 10000 مقاتل من "داعش" محتجزين من قبل التحالف الدولي وبالتعاون مع قوات "قسد" في شمال شرق سوريا ، بما في ذلك ما يقرب من 5000 سوري و3000 عراقي و2000 من خارج سوريا والعراق، إذ حافظ التنظيم على برنامج "أشبال الخلافة"، بتجنيد الأطفال في مخيم الهول شمال شرق سوريا المكتظ، بالإضافة إلى ذلك كان هناك أكثر من 850 قاصر، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز احتجاز وإعادة تأهيل في شمال شرق البلاد.
في غضون ذلك، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن "وجود الأطفال داخل مخيم (الهول) ينتشر فيه الحقد والإجرام سيولد جيلاً إرهابيًا جديدًا، والأطفال داخله هم ضحايا، ويجب أن يحاسب الإرهابيون وفق القوانين وأن لا يفلتوا من العقاب".