مهرجان إسرائيلي عنصري يدعو لتهجير الفلسطينيين وبناء المستوطنات
بمشاركة آلاف الإسرائيليين، ونحو 30 وزيراً ونائباً، أقيم في القدس المحتلة، ليلة أمس (28/1/2014)، مهرجان عنصري للتطهير العرقي تعالت فيه الدعوات لترحيل الفلسطينيين من البلاد "طواعية"، وسط تحفّظ خجول من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتساؤلات عن دور وموقف المحكمة الدولية في لاهاي.
وفيما تعاقبَ الوزراء والنواب وقادة المستوطنين على تقديم الكلمات الداعية لإحياء مستوطنات "غوش قطيف"، كان الجمهور الواسع يهتف: "أوسلو مات، وشعب إسرائيل حيّ"، إلى جانب هتافات طرد الفلسطينيين و"الموت للمخرّبين"، حسب قولهم.
المؤتمر، الذي تخلّلته رقصات الشماتة والكراهية، وحرّكته دوافعُ أيديولوجية وحسابات شعبوية انتخابية تخاطب أوساطاً إسرائيلية غاضبة حاقدة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، شمل أيضاً بعض الخطوات العملية، حيث فتح المجال لتسجيل الراغبين بالعودة لهذه المستوطنة أو تلك من بين مستوطنات "غلاف غزة". كما فتح الباب لتسجيل الراغبين بتحقيق "فرصة واحدة بالعمر" بالمشاركة في بناء مدينة غزة "اليهودية" داخل القطاع، كمدينة تكنولوجية مفتوحة للجميع وتوحّد كل أطياف الإسرائيليين". حسب اعتقادهم.
يشار إلى أن 21 مستوطنة بُنيت داخل القطاع بادرَ لبنائها بعد 1967 قادة حزب العمل، خاصة إسحاق رابين ويغئال ألون (اليسار الصهيوني) ضمن خطة "الأصابع الخمس"، وتم تفكيكها ضمن خطة "فك الارتباط"، عام 2005، من قبل حكومة "الليكود"، برئاسة أرئيل شارون (اليمين الصهيوني)،
وهذه المرة، وبخلاف اجتماعات عنصرية دعت وسعت للترانسفير، يأتي المهرجان بمشاركة 11 وزيراً و 15 نائباً، وليس فقط الوزيران إيتمار بن غفير وباتسلئيل سموتريتش. فقد شاركت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، ووزير الاتصالات شلومو كارعي، ووزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، ووزيرة البيئة عيديت سيلمان، ووزير “المغتربين ومكافحة اللاسامية" عاميحاي شيكلي، ووزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر، ووزير النقب والجليل والصمود الوطني يتسحاق فاسرلاوف، وغيرهم. ويبدو أن هذا التيار العنصري في "إسرائيل" سيحقق المزيد من النجاح في أيّ انتخابات قادمة، كما هو الحال في أوروبا، حيث تتوقع استطلاعات بازدياد قوة اليمين الشعبوي في انتخابات عامة ستجري بعد شهور.
وجاء مؤتمر العنصرية والتهجير، أمس، تتويجاً لحملة إسرائيلية انطلقت غداة الحرب على غزة، خاصة عقب التوغّل البري، في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقادتها حركة "نحالا" الاستيطانية، برئاسة المتطرفة دانئيلا فايس، ورئيس مجلس الاستيطان يوسي دغان، وبدعم وزراء ونواب. وقبل الحرب كانت الحملة قد بدأت في دوائر ضيقة، عقب فكّ الارتباط، عام 2005، بدءاً من 2007، وقادها وزيرُ الإسكان السابق من "الصهيونية الدينية" أوري أرئيل، الذي كان قد نشر صورة للحرم القدسي الشريف ثبتها في مكتبه، ويبدو فيها الهيكل المزعوم، بدلاً من الأقصى وقبة الصخرة.