منسق الشؤون الإنسانية في فلسطين: بدأنا نلاحظ ظهور أوبئة في غزة
أكد جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال مؤتمر صحافي عقده عن بعد من القدس المحتلة، إن “منظمة الصحة العالمية تتابع الأوضاع الصحية في قطاع غزة بدقة، وتشير إلى حالات صحية صعبة بسبب نقص المواد الصحية ونقص الغذاء والبرد الشديد والازدحام”.
وأضاف “لقد شاهدنا عددًا من الحالات المرضية المنتشرة مثل الإسهال والدوسنتاريا، والتهاب الكبد ب. وللأسف ليس لدينا الإمكانيات لإجراء الفحوص اللازمة وخاصة لدى الأطفال”.
وحول تدمير الجامعات والمدارس في القطاع، والتي كان آخرها يوم الخميس الماضي بتفجير جامعة الإسراء، في ظل ردود فعل دولية خافتة تماما، قال منسق الشؤون الإنسانية “آسف لهذا لكن لم أكن هناك لأرى بعيني ما حدث لكن أعرف أن ما حدث يتساوق مع مجريات الأحداث في غزة”.
وردا على سؤال لـ"القدس العربي"، يتجنب الإجابة عنه كثير من المسؤولين الأمميين: “كل ما قلته سيد ماكغولدريك، يشير إلى أنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، فلماذا لا تسمون الأشياء بأسمائها؟”. قال ماكغولدريك إنه معني بالشؤون الإنسانية أولا وهي الأصعب حاليا وما نريد أن نقوم به هو الاهتمام بالشؤون الإنسانية قبل أن نقوم بوصف ما يجري. زملاؤنا من منظمات الأمم المتحدة المختلفة يعملون بشكل كبير لتحديد ما سينتج عن الأحداث في غزة وهي “أزمة لم نر مثلها خاصة بالسرعة التي حدثت فيها والعنف الذي صاحبها. هذا ما نعمل على مواجهته في القطاعات الأربعة المتعلقة باستمرارية الحياة مثل الماء والنظافة، الصحة، الغذاء والمسكن. ولا نستطيع أن نقوم بهذه الأولويات وحدنا، وعلينا أن نطلب المساعدة والدعم من إسرائيل، مثل فتح مزيد من المعابر وتمرير المواد والآليات الثقيلة التي نحتاجها في حالات الطوارئ هذه”.
وحول الملجأ التابع لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الذي قصفته إسرائيل، اليوم الأربعاء، قال ماكغورديك إنه “مركز تدريب كان يحتمي به نحو عشرة آلاف إنسان، وهو جزء من سلسة أماكن تستخدمها المنظمات الإنسانية أثناء أداء أعمالها. وقد تعرض عدد منها للهجمات أدت إلى تدميرها كليا أو جزئيا. في هذه الحادثة ما وصلنا لغاية الآن مقتل تسعة أشخاص وجرح 75. وسنسمع التفاصيل من الأونروا لاحقا”. وقال إننا نبلغ السلطات المعنية عن كافة مرافقنا التي نستخدمها للخدمات الإنسانية وحتى سياراتنا التي تتحرك لأداء الخدمات الإنسانية تحمل إشارات المنظمة الدولية التابعة لها.
وقال إن بعض المواد الممنوعة من دخول غزة تعتبرها إسرائيل أشياء يمكن استخدامها لأغراض أخرى، بما في ذلك المضخات والمولدات وقطع الغيار وأنابيب الصرف الصحي وألواح الطاقة الشمسية وبعض المعدات الطبية، من بين أشياء أخرى. إلا أن القائمة تضمنت أيضاً مواد طبية لعلاج الأمراض المزمنة، مثل حقن إنسولين للأطفال، وسبب منعها غير معروف، مضيفاً أن الأمم المتحدة تجري مناقشات مع السلطات الإسرائيلية لبحث المواد المحظورة وإيجاد طرق لإزالة بعضها لأهميته في معالجة الأزمة التي “تتكشف حاليا بطريقة دراماتيكية للغاية”.
وأضاف “نحن نقدم الخدمات لـ 2.2 مليون من معبر “كرم سالم”. وهذا لا يكفي. هناك معابر أخرى نريد أن نستخدمها لأنها أقرب إلى تجمعات سكانية مثل معبر “إيريز” وميناء أسدود وهي أقرب إلى سكان المناطق الشمالية.
وسلط منسق الشؤون الإنسانية الضوء على الوضع المزري في المستشفيات، قائلاً إن بعضها يعمل بدون تخدير أو كهرباء. وأضاف أنه لا يوجد نظام إخلاء طبي حقيقي، حيث يوجد آلاف الأشخاص على قائمة الإجلاء، لكن لم يتمكن سوى عدد قليل من مغادرة القطاع لتلقي الرعاية التي يحتاجون إليها.
وفيما يتعلق بوضع الأمن الغذائي، قال ماكغولدريك إنه من المتوقع أن يكون الوضع أسوأ بكثير منذ التقييم الذي قامت به الأمم المتحدة في تشرين الثاني /نوفمبر خلال فترة الهدنة، وذلك بسبب عدم القدرة على جلب الإمدادات الكافية والظروف الصعبة في القطاع. وقال إن بقايا المحصول الأخير في غزة تباع حاليا في الأسواق، مضيفا “أن القطاع تم تدميره وأعتقد أننا لن نرى محصولا آخر من أي نوع في غزة لعدة سنوات طويلة”.
وشغل ماكولدريغ هذا المنصب بين عامي 2018 و2020. ثم تولت المنصب بعده، لين هاستينغز حتى منتصف كانون الأول/ يناير 2023 عندما غادرته بعد رفض السلطات الإسرائيلية تجديد تأشيرتها. وجيمي ماكغولدريك، الذي يتمتع بخبرة طويلة في العمل الإنساني والتعاون الدولي، يشغل أيضًا منصب نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقد قام بزيارتين إلى غزة منذ تسلم مهامه بشكل مؤقت في أواخر كانون الأول/ ديسمبر.