الموتى داخل قبورهم هدفٌ عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة
كشف تحقيق أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو، أن الجيش الإسرائيلي دمّر العديد من المقابر في قطاع غزة لمعرفة ما إذا كان الأسرى الإسرائيليون الذين أُعلن عن موتهم قد دفنوا هناك.
وقالت الشبكة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر ما لا يقل عن 16 مقبرة في غزة، ونشرت في خبرها صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي توثق ذلك، مشيرة إلى أنه دمّر العديد من المقابر بالجرافات، وحطّم شواهد القبور، واستخرج بعض الجثث خلال العملية البرية في غزة.
وأفردت الشبكة حيزاً لتصريحات بعض خبراء القانون الذين أكدوا أن التدمير المتعمد للمواقع الدينية مثل المقابر وتحويلها إلى أهداف عسكرية، هو انتهاك للقانون الدولي. وأوضح الخبراء أن تصرفات "إسرائيل" هذه قد ترقى إلى مستوى "جريمة حرب".
وأكد أحد المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، لشبكة "سي أن أن"، أن الجيش حفر بعض القبور في غزة، وقال إن ذلك "جرى لمعرفة ما إذا كان الرهائن الإسرائيليون قد دفنوا هناك".
وادعى المتحدث أن "حماس" تستخدم المقابر "لأغراض عسكرية"، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي "ليس أمامه خيار سوى استهداف المقابر".
وفي رد كتابي على سؤال مراسل "الأناضول" حول فتح القبور، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه فتح بعض القبور في غزة وانتشل الجثث، وزعم أن ذلك جرى لمعرفة ما إذا كان الأسرى الإسرائيليون الذين أُعلن عن موتهم قد دفنوا هناك.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أشارت، في وقت سابق، إلى أن جنوداً إسرائيليين دنسوا مقبرة في مدينة خان يونس وفي مناطق أخرى من قطاع غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية "14" عن مسؤولين في جيش الاحتلال زعمهم أنّ الجيش تمكن من استعادة جثامين 21 أسيراً إسرائيلياً من إحدى مقابر غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد، 25 ألفا و105 قتلى و62 ألفا و681 مصابا، وتسببت بنزوح نحو 1.9 مليون، أي أكثر من 85 بالمائة من السكان، في ظل دمار هائل في المنازل والبنية التحتية.