"ليبراسيون": حالة الطوارئ الإنسانية في غزة في مواجهة اللغة العسكرية
تحت عنوان: “في غزة.. حالة الطوارئ الإنسانية في مواجهة اللغة العسكرية”، قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية وشيكة للمرحلة “المكثفة” في عمليته ضد “حماس”. لكن الحرب لم تنتهِ بعد من اختبار القطاع الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة أنه بعد أكثر من مائة يوم من الحرب في غزة، والقصف المستمر للقطاع الفلسطيني والقتال العنيف بين الجيش الإسرائيلي ورجال “حماس”، فإن المرحلة “المكثفة” من الصراع تصل إلى هدفها.. حيث قال يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي مساء الإثنين: “لقد قلنا بوضوح إن المرحلة المكثفة من العمليات ستستمر حوالي ثلاثة أشهر”، قبل أن يوضّح أن الأهداف التي حددها الجيش الإسرائيلي لنفسه قد تحققت تقريبًا في الشمال المدمر، وأنها لن تتأخر في الجنوب حيث غالبية سكان غزة. حتى أن الجيش الإسرائيلي أعلن انسحاب إحدى الفرق الأربع المنخرطة في القطاع منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
ومع ذلك، لا ينبغي النظر إلى هذه التعليقات على أنها نهاية النفق: فالحكومة الإسرائيلية تواصل التأكيد على أن الحرب ستكون طويلة. ولضمان استمرارها، وافقت للتو على إضافة 15 مليار دولار (13.8 مليار يورو) إلى ميزانيتها لعام 2024، توضح “ليبراسيون”.
وتنقل الصحيفة عن ويليام شومبورغ، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، قوله إن “الأعمال العدائية مستمرة في عدة أماكن في قطاع غزة”.. في الجنوب، استمرت الانفجارات والقصف المدفعي يوم الثلاثاء، لا سيّما في مخيم خان يونس، الذي أصبح المركز الجديد للعملية العسكرية الإسرائيلية منذ عدة أسابيع.. وفي الشمال- حيث “لم تعد الاتصالات متاحة تقريبًا” – قُتل أيضًا “العشرات”، وفقًا للجيش الإسرائيلي، بينما تم استهداف حوالي مائة موقع لإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا، تُشير “ليبراسيون”.
من جهة أخرى، تستمر صواريخ “حماس” أيضاً في اختبار النظام المضاد للصواريخ في جنوب إسرائيل، بل إن بعضها تمكّن من اختراق القبة الحديدية. ورغم أن الهجمات الأخيرة لم تتسبّب في وقوع أي إصابات، إلا أن الأضرار التي لحقت بالسيارات والمباني، خاصة في بلدة نتيفوت شرق القطاع الفلسطيني، ترهق سكان المنطقة.
وقال تامير عيدان، رئيس المجلس الإقليمي في سدوت نيغيف، في رسالة موجهة إلى حكومة بنيامين نتنياهو الحربية: “الواقع يضربنا بشدة.. وبعد أن قلنا إنه من الممكن العودة إلى التجمعات، حتى إلى حدود غزة، والعودة إلى المدارس وفتحها، نستيقظ على اليوم الذي تفعل فيه “حماس” ما تريد مرة أخرى.”
وفي الوقت نفسه، تواصل حركة “حماس” “استفزازاتها”، بحسب “ليبراسيون”، مشيرة إلى أن الحركة أبلغت، يوم الإثنين، عن وفاة رهينتين من بين حوالي 130 رهينة متبقين، لديها، في مقطع فيديو يظهر رهينة أخرى، تحت الضغط بشكل واضح، للإعلان عن اختفائهم. وتواصل “حماس” نسب هذه الوفيات إلى التفجيرات “الصهيونية”، وهو ما يدحضه الجيش الإسرائيلي .
“في الوقت الحالي الجو بارد جدًا، وهي مشكلة أيضًا، والطقس جاف. لكن هذا سيتغير، كما يحذر ويليام شومبورغ، وسترتفع درجات الحرارة، وكذلك الرطوبة التي تعتبر عاملاً من عوامل انتشار الأوبئة. لقد شهدنا بالفعل زيادة في حالات الإسهال. ويزداد خطر رؤية حالات الكوليرا”. ويذكر رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية أيضًا أن “الأمن الغذائي هش للغاية بسبب نقص الإمدادات الإنسانية“، وأن النزوح القسري إلى الجنوب أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المنتجات الأساسية.
ناهيك عن المستشفيات التي أغلبها غير قادر على العمل. ويخلص ويليام شومبرغ إلى أن “الاحتياجات من المعدات الصحية هائلة.. فقد أصبحت رفح مخيماً ضخماً للنازحين”. قد تنتهي قريباً المرحلة “المكثفة” من الحرب التي تقودها إسرائيل، ويبدو أن مرحلة الطوارئ الإنسانية بعيدة عن الانتهاء، تقول “ليبراسيون”.