سقط 7 شهداء في قصف إسرائيلي على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم في ثاني عدوان على المكان خلال 24 ساعة.

وشيّع عدد كبير من الفلسطينيين جثامين 6 شهداء هم: أحمد أنور حمارشة (19 عاما)، وأحمد عبد الرحمن عيسى (19 عاما)، وأدهم محمد فحماوي (23 عاما)، ويزن أحمد فحماوي (23 عاما)، وفارس حسام فحماوي (29 عاما)، وحمزة أحمد مصطفى فحماوي (17 عاما).

ولاحقا استُشهد الشاب عبد الكريم إبراهيم بديرات (24 عاما)، متأثرا بجروحه الحرجة التي أصيب بها.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم لـوكالة “وفا”، إن الشهيد بديرات أصيب بجروح في البطن بشظايا صاروخ أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي من طائرة مسيرة، ووُصفت حالته بالحرجة، وتم نقله إلى أحد مستشفيات نابلس، قبل أن يعلن عن استشهاده مساء أمس.

وانطلق موكب تشييع الشهداء الـ6 من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، وسط التكبيرات والهتافات المنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق سكان المخيم وقطاع غزة وباقي محافظات الوطن، باتجاه منازل ذويهم.

وذكرت مصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت بآلياتها وجرّافاتها العسكرية المدينة من محورها الغربي، مرورا بشارع خضوري وميدان جمال عبد الناصر، وسط المدينة، وشارع مجمع الكراجات القديم، كما جابت مختلف شوارعها وأحيائها، فيما توجهت قوة أخرى من جهة دوار المحاكم باتجاه مخيم نور شمس شرق المدينة، وتمركزت في حي “المنشية”، وفرضت حصارا مشدّدا عليه.

واقتحمت دوريات راجلة حيّ الرشيد في ضاحية ذنابة شرق طولكرم المتاخم لمخيم نور شمس، ونشرت الكمائن في المنطقة.

وجابت طائرات الاستطلاع سماء المدينة وضواحيها، وسط اندلاع مواجهات عنيفة في المخيم.

يذكر أن هذا الاقتحام هو الثاني خلال 24 ساعة، وأسفر عن تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين وقصف منازلهم.

وحسب المصادر، فقد قصفت طائرة مسيرة مركبة في مخيم نور شمس، كما اندلعت اشتباكات مسلحة مع مقاومين، سُمعت خلالها أصوات انفجارات، بينما شرعت جرافات بتدمير البنية التحتية في المخيم، ودمرت أيضًا روضة للأطفال وألحقت أضرارًا جسيمة بعيادة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال أعاقت بشكل كبير عمل سيارات الإسعاف، وهو ما ضاعف عدد الشهداء.

وزادت “إنه وبعد 65 دقيقة من الاحتجاز، أفرجت قوات الاحتلال عن مركبة إسعاف تحمل ثلاث إصابات خطيرة من مخيم نور شمس”.

وقال نقيب الاطباء في طولكرم رضوان بليبلة، إن جنديا من جيش الاحتلال قام بطعن أحد المصابين داخل مركبة الإسعاف، لافتا إلى إصابات أخرى تم التعدي عليها بالضرب بأعقاب البنادق والركلات واللكمات والتهديد بقتلهم من قبل الجنود، وعدم السماح لهم بالوصول الى المستشفى.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطينيّ أن “قوات الاحتلال احتجزت ثلاث مركبات إسعاف أثناء محاولتها الوصول إلى الإصابات داخل نور شمس بطولكرم”، قبل أن يؤكّد استشهاد ثلاثة أشخاص، قال إن طواقمه تمكّنت من الوصول إليهم “سيرا على الأقدام”. وارتفع عدد الشهداء بعد ذلك إلى 6.

وأعلن مستشفى “الشهيد ثابت ثابت” الحكومي في المدينة، عن وصول 6 جثامين شهداء، وعدد من الجرحى، جراء قصف مسيرة إسرائيلية لهم في المخيم، بعد ساعة من إعاقة الاحتلال وصول مركبات الإسعاف للمصابين.

في السياق ذاته، جرى قصف منزل مهجور في منطقة إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا شرق طولكرم والمقابل لمخيم نور شمس، في الوقت الذي أطلقت الأعيرة النارية بشكل كثيف على مركبة كانت متوقفة بالقرب من المنزل.

وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أوقفت مركبة إسعاف “الشفاء” التي قدمت الى المكان لتتفقد إن كانت هناك إصابات، وأجبرت ضابط الإسعاف على دخول المنزل لتفتيشه قبل الإفراج عنه.

كما اعتلت أسطح البنايات العالية داخل المخيم ومحيطه وحولتها إلى نقاط مراقبة، فيما قامت الجرافات بتجريف البنى التحتية في الشوارع الرئيسية للمخيم وساحته وحارة المنشية، تخلله هدم بعض جدران المنشآت والساحات والممتلكات العامة والخاصة.

وعمدت إلى إحداث تشويش كبير على الاتصالات وشبكات الإنترنت داخل المخيم، في الوقت الذي سمعت فيه أصوات انفجارات في المنطقة.

 ونعت حركة فتح – إقليم طولكرم، شهداء مخيم نور شمس الذين ارتقوا في مجزرة جديدة نفذها الاحتلال، وأعلن أمين سر فتح إياد الجراد عن حالة الاضراب الشامل في محافظة طولكرم ليشمل جميع مناحي الحياة حدادا على أرواح الشهداء.

وبارتقاء شهداء نور شمس، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر إلى 312 شهيدا، إضافة إلى 208 شهداء ارتقوا قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، علمًا أن أكثر من 20 شهيدًا ارتقوا برصاص مستوطنين.

وفي سياق متصل، نفذت حملة اعتقالات شملت مناطق متفرقة في الضفة الغربية.

ووفق بيان لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن الاعتقالات الني نفّذها الجيش الإسرائيليّ في الضفة “رافقتها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة في المدن والبلدات والمخيمات، إلى جانب الاعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين، واعتقال فلسطينيين كرهائن”.

وأكد البيان ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 4 آلاف و785، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

وشهدت الضفة الغربية خلال ليل أمس حملة اقتحامات واعتقالات. وقالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها تعاملت مع ثلاث إصابات بالرصاص الحي وإصابة رابعة بحروق في مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم، إضافة إلى إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب في تياسير شرق طوباس.

وأكدت مصادر محلية أن حملة الاعتقالات طالت مواطنين من مخيم الدهيشة، وبيت ريما شمال غرب رام الله، ومدينة الخليل، وقرية المجد جنوب غرب الخليل، وضاحية ارتاح في طولكرم، وكفر قدوم شرق قلقيلية، وبيت امر شمال الخليل.

في حين أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، واعتقل شقيقان خلال اقتحام قوات مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الدهيشة، وإثر ذلك اندلعت مواجهات أطلقت خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، ما أدى الى إصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي في اليد والقدم والبطن، نقلوا إلى أحد المستشفيات في بيت لحم.

وأضاف المصدر ذاته أن قوات الاحتلال داهمت مطبعة في المخيم واستولت على كافة معداتها، وتعود للمواطن بسام فراحين، واعتقلت نجليه آدم ومحمد، واعتدت على نجله الثالث أحمد بالضرب وأصابته برضوض.

وفي الخليل، هدم منزل شرق يطا جنوب الخليل. وحسب مصادر محلية فإن الاحتلال داهم منطقة الجوايا شرق يطا برفقة جرافات وهدم منزل المواطن علاء محمد النواجعة البالغة مساحته 150 مترا مربعا، ويؤوي سبعة أفراد.

وفي الأغوار، هاجم مستوطنون الرعاة شرقي خلة مكحول في الأغوار الشمالية، واعتقلت شرطة الاحتلال طفلين منهم.

وأفاد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات بأن المستعمرين هاجموا الرعاة إلى الشرق من خلة مكحول لمنعهم من الوصول إلى المراعي، فيما قامت شرطة الاحتلال باعتقال طفلين، وهما: حسين يوسف أسمر بشارات (16 عاما)، ومحمد يوسف حسين بشارات (13 عاما).

يُذكر أن الرعاة يتعرضون لملاحقات واعتداءات يومية من المستعمرين وقوات الاحتلال في أغلبية مناطق الأغوار.

وفي مدينة قلقيلية، تم جرف مئات الدونمات المزروعة بالزيتون من أراضي قرية باقة الحطب شرق قلقيلية، واعتُقل رئيس المجلس وأمين سر حركة “فتح”.

وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال شرعت بأعمال تجريف طالت مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون في المناطق الجنوبية من القرية.

وأضاف أنه فور معرفة أهالي القرية بذلك توجهوا إلى المنطقة لكنهم تفاجأوا بجنود الاحتلال الذين اعترضوا تقدمهم واعتقلوا رئيس المجلس القروي عودة خالد أبو طبيخ، وأمين سر حركة “فتح” بالقرية بسام فايق حمدان.