ضرب وتنكيل وتعذيب وتجويع.. شهادات فتية محررين من سجون الاحتلال
أعلنت مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية، أنها أطلقت سراح 39 طفلا فلسطينيًا، بعد أن أفرجت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن دفعة ثالثة من الأسرى، بموجب اتفاق هدنة دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي.
وعقب إطلاق سراحهم، تحدث الفتية الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما، عن تجاربهم المريرة في سجون الاحتلال، حيث الضرب والتعذيب والتنكيل والتجويع المتعمد، والتغييب المتعمد عما يدور في العالم خارج أسوار السجن.
وقال الأسير المحرر يوسف برقان، من سكان حي الثوري بمدينة القدس المحتلة، للضرب من قبل سلطات سجون الاحتلال، قبل الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
ويمنّي يوسف النفس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بفك قيدهم، بسبب المعيشة الصعبة للغاية داخل السجون الإسرائيلية.
أما الفتى قصي طقاطقة، من مدينة بيت لحم، فقد اعتُقل العام الماضي، وهو في سن السادسة عشرة وحُكم عليه بالسجن 20 شهراً.
وقال إنه ورفاقه سمعوا في المعتقل عن عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عبر الأخبار المذاعة، وبعدها سحبت إدارة السجن أجهزة التلفزيون والراديو من داخل الزنازين "وتغيّر التعامل معنا تماماً".
وأضاف: "معاملة إدارة السجن كانت همجية منذ 50 يوماً.. سحبوا منا كل الإنجازات (المقتنيات) التي كانت بحوزتنا"، ومُنعت الزيارات أو حتى التواصل مع الأهل.
فيما قال الأسير المحرر عمر الشويكي، عقب خروجه من السجن: "ظروف اعتقالنا في سجن الاحتلال كانت قاسية جدا".
وتابع: "عندما اعتقلتني سلطات الاحتلال كان عمري 15 عاما، وغرفة الاعتقال كانت تضم 12 سجينا رغم أنها مخصصة لستة فقط".
وزاد الشويكي قائلا: "عانينا الكثير بسبب ظروف الاعتقال غير الإنسانية في سجون الاحتلال، وظروف اعتقالنا كانت قاسية جدا"، وأوضح أن هناك الكثير من الأطفال في سجون الاحتلال أعمارهم بين 13 و15 عاما.
وفي نهاية حديثه وجه رسالة للأسرى في سجون الاحتلال: "أقول لكل الأسرى في سجون الاحتلال الصبر الصبر".
من جانبه، قال الطفل الفلسطيني المحرر ياسر زعايمة: "لقد عانينا الكثير بسبب ظروف الاعتقال غير الإنسانية في سجون الاحتلال.. قوات الاحتلال تعاملت معنا بعنف أثناء فترة الاعتقال وعاملتنا بقسوة، كما أنها اعتدت بالضرب على عدة أطفال معتقلين" في سجن مجدو.
وأضاف: "لقد شهدت وفاة عدد من الأسرى الفلسطينيين أثناء اعتقالهم في سجون الاحتلال وهناك الكثير من الضغوطات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
أما الأسير المحرر حسن درويش، فقال: "كان شعور إخباري بالإفراج صادمًا جدًا وغير متوقع، فقد كانت ظروف الأسر مأساوية للغاية من تنكيل واعتداء وعمليات عزل واقتحام للسجون بالكلاب البوليسية والوحدات الخاصة".
وأضاف درويش: "كنّا نتابع ما حصل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ونحاول معرفة الأخبار، وما يحصل في الخارج، كان الألم والحزن على ما يحدث في قطاع غزة من عمليات إبادة جماعية وارتكاب المجازر بحق المواطنين والأطفال والنساء لا يفارقنا، والدعاء لهم بالثبات والصمود ووقف هذه الحرب الوحشية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
بينما قال الأسيران المحرران الشقيقان قسام ونصر الأعور من بلدة سلوان بالقدس المحتلة: "سعداء جدًا بتحررنا من قيود الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم نكن نتخيل أنه سيتم الإفراج عنا لا سيما وأن المعاملة داخل السجن كانت في غاية السوء، وخصوصًا بعد الحرب على غزة".
وقالا إن سلطات الاحتلال منعت الطعام لأيام، وقامت بجولات تفتيش ليلية بالكلاب البوليسية، وسط عملية إرهاب وتخويف.
وأضاف الأسيران المحرران: "يؤلمنا جدًا ما يحدث لأهلنا في قطاع غزة، لقد تابعنا الأخبار التي لا يمكن أن يتخيلها أحد ورأينا حجم القصف والقتل والدمار بحق المواطنين وارتكاب المجازر في كل مكان، كانوا يتعمدون في مصلحة السجون الإسرائيلية أن يضعوا قنوات اسرائيلية تنقل مشاهد الدمار والقتل من أجل محاولة اخافتنا وتثبيط معنوياتنا".
من جانبه، وصف رئيس هيئة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية قدورة فارس، ما يجري في المعتقلات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بأنها "جرائم حرب بدأت في إطار عمل انتقامي".
وأضاف: "الاعتداءات الوحشية المتكررة ضد الأسرى أدت إلى استشهاد 6 من الأسرى وإصابة المئات منهم بجراح وكسور في كل أنحاء الجسم"، وحرمان المصابين من العلاج.
وأكد أن هذه سابقة، إذ لم يحدث من قبل أن تُوفي مثل هذا العدد من الأسرى في مدة 50 يوما.
واستطرد قائلا إن إدارة السجون الإسرائيلية صادرت كل مقتنيات الأسرى من أجهزة تلفزيون وراديو، حتى "إبريق الشاي صادروه... الأسرى اليوم يرتجفون من البرد دون أغطية ووسادات أو ملابس شتوية".
وتابع: "عقاب جماعي يُمارس ضد الأسرى في سجون الاحتلال، ووجبة الطعام التي تكفي شخصين تُقدم لعشرة".
وقال إن معظم الأسرى فقدوا من أوزانهم الكثير خلال الـ50 يوماً الماضية.
ومضى قائلاً إن الزنازين باتت مكتظة بعد أن شرعت إسرائيل قانوناً يسمح بأن يُزج فيها بضعف طاقتها الاستيعابية.
وأضاف أن أخطر ما يجري داخل المعتقلات هو "الظهور المسلح للوحدات والقوات الخاصة التي تتجول بالأقسام بسلاح ناري أوتوماتيكي".
ويعلل ذلك بأنه محاولة لاستدراج الأسرى الفلسطينيين لعملية مواجهة "لتبرير عملية إطلاق النار على الأسرى داخل السجون".