شهيدان في الخليل وجنين… وعباس يدعو لوقف عدوان الاحتلال في غزة والضفة
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين فلسطينيين، في جنين والخليل، فيما هدمت بناية مكونة من أربعة طوابق في مدينة القدس، واستمرت بحملات الاقتحام اليومية للمدن، فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على «ضرورة الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الشامل على شعبنا في غزة والضفة، وجرائم الإبادة الجماعية».
وفي جنين، أعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب محمد علي سعيد عويس (25 عاما)، متأثرا بجروح حرجة، أصيب بها قبل نحو أسبوعين.
فيما شيعت جماهير حاشدة في الخليل، جثمان الشهيد محمد عادل السراحين (21 عاما)، في مسقط رأسه في بلدة بيت أولا بعدما ارتقى فجر أمس قرب مخيم العروب.
وانطلق موكب التشييع، من أمام مستشفى عالية إلى منزل ذويه في حارة السراحين، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، قبل أن يُنقل إلى المسجد العمري الكبير وسط البلدة، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، ثم ووري الثرى في مقبرة البلدة.
وكانت قوات الاحتلال، قد أطلقت النار بكثافة صوب مركبة كان يستقلها السراحين قرب مدخل مخيم العروب، ما أدى إلى إصابته بشكل مباشر بالرصاص الحي، ومنعَ جنود إسرائيليون طواقم الإسعاف من الاقتراب منه وتقديم العلاج له، واحتجزوا جثمانه حتى ارتقى شهيدا، وتم تسليمه بعدها إلى طواقم الهلال الأحمر، التي نقلته إلى المستشفى وهو جثة هامدة.
وحسب شهود عيان، فقد طاردت شرطة الاحتلال المركبة التي كانت تقل الشهيد وشابا آخر مع إطلاق نار كثيف صوبهم، ولدى وصولهم إلى الشارع الرئيس شمال الخليل قرب مخيم العروب، أصيبت المركبة برصاص الجنود المتمركزين في البرج العسكري عند المخيم، ما أدى إلى إصابة الشاب السراحين واستشهاده لاحقا، واعتقال الشاب الآخر الذي لم تعرف هويته أو حالته الصحية.
وفي القدس، شرعت سلطات الاحتلال، بهدم بناية سكنية قيد الإنشاء، في بلدة الزعيم، شرق القدس.
ووفق رئيس بلدية الزعيم، ضرغام خليل، فقد تم اقتحام بلدة الزعيم وحوصرت بناية سكنية تعود للمقدسي محمود أبو الهوى في حي الشيخ عنبر من البلدة، ثم تم هدمها.
وأضاف أن البناية السكنية قيد الإنشاء وتتكون من أربعة طوابق، تبلغ مساحة كل طابق منها 360 مترا مربعا.
وأشار إلى أنه قد جرى منع صاحب البناية وجمع من أهالي البلدة ممن حاولوا التصدي لعملية الهدم، من الاقتراب من المكان.
اقتحام بلدة طمون
وفي مدينة طوباس، أصيب مواطنان برصاص الاحتلال، واعتقل أربعة آخرون، خلال اقتحام بلدة طمون بالاستعانة تعزيزات عسكرية ووسط تحليق طائرات الاستطلاع المسيّرة في سمائها، وبالتزامن مع مواجهات.
وأفادت مصادر طبية أن شابين أصيبا بالرصاص الحي، أحدهما أصيب في الفخذ والآخر في الظهر، ووصفت إصابته بالخطيرة، كما اعتقل، أربعة مواطنين.
كما جرى اقتحام منطقة ووادي الفارعة، ومحيط مخيم الفارعة، من جهة حاجز الحمرا العسكري بمساندة جرافة، وسط إطلاق نار كثيف، إضافة إلى انتشار قوات من المشاة. وقد اندلعت مواجهات، أطلقت خلالها قوات الاحتلال، الرصاص الحي، ما أدى لإصابة شاب بالرصاص في القدم، تم نقله إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي. مدينة أريحا تعرضت للاقتحام أيضا، وجرى مداهمة حي كتف الواد، ومحاصرة عمارة الفتياني السكنية، مع أنباء عن اقتحام شقة سكنية داخلها. وطال الاقتحام كذلك، مخيم عقبة جبر جنوب غرب المدينة، واندلعت مواجهات أطلقت خلالها الأعيرة النارية بشكل عشوائي.
وفي برية تقوع، جنوب شرق بيت لحم، أفاد رئيس مجلس قروي كيسان موسى عبيات، بأن مجموعة من المستعمرين هاجمت المواطن إبراهيم عويضة سوارك (38 عاما)، واعتدت عليه بالضرب، وسرقت منه عددا من رؤوس الماشية، قبل أن يتصدى لها المواطنون ويستردوا عددا منها.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، 50 مواطنا، بينهم 13 عاملا من قطاع غزة، وتركزت الاعتقالات في الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وطولكرم.
وفي سياق متصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن 14 معتقلا يقبعون فيما يسمى «عيادة سجن الرملة»، يعانون أوضاعا صحية حرجة، وبحاجة إلى تدخلات علاجية لإنقاذ حياتهم.
وأوضحت في بيان صحافي، أن الحالات المرضية في عيادة سجن «لرملة هي الأصعب في السجون، فهناك مصابون بالرصاص، ومقعدون، ومصابون بأمراض مزمنة، وأورام خبيثة منذ سنوات، وجميعهم محتجزون بظروف قاسية، إلى جانب ما يتعرضون له من انتهاكات طبية متواصلة تجعل منهم فريسة للأمراض.
وشددت على أن إدارة سجون الاحتلال ما زالت تتمادى في انتهاك حقوق المعتقلين، لا سيما المرضى منهم، وتتعمد إهمال أوضاعهم الصحية الصعبة، والامتناع عن تقديم العلاج اللازم لهم، ما أدى الى تفاقم في وضعهم الصحي.
ولفتت إلى أن المعتقلين هم: منصور موقدة، ومعتصم رداد، وإياد رضوان، وسامر أبو دياك، ونور جربوع، وعاصف رفاعي، ووليد دقة، وبشار زعرور، وعلي أبو كشك، وأسيد صالح، ومصطفى واقد، وأبو زيد ردايدة، ومحمد طقاطقة، ورأفت فنونة.
يُذكر أن أكثر من 800 أسير مريض يقبعون في سجون الاحتلال، من بينهم نحو 250 معتقلا يعانون من أمراض مزمنة، منهم 24 معتقلا يعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة، وتعتبر حالة المعتقل عاصف الرفاعي أصعبها وأشدها.
سياسيا، استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، رئيس دولة لاتفيا إدغارز رينكيفيتش.
وأطلع ضيفه، حسب وكالة «وفا» الفلسطينية، على «آخر التطورات في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة»، مؤكدا «ضرورة الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الشامل على شعبنا في غزة والضفة، وجرائم الإبادة الجماعية، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وكذلك وقف اعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين الإرهابيين في الضفة الغربية، مشددا على ضرورة الإفراج عن الأموال الفلسطينية التي تحتجزها حكومة الاحتلال».
وجدد رفض دولة فلسطين القاطع لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو من الضفة، بما فيها القدس.
وشدد على أنه لا حل أمنيا أو عسكريا لقطاع غزة، وأن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل القطاع عن الضفة والقدس أو إعادة احتلاله، أو اقتطاع أي جزء منه.
وأكد أن الأمن والسلام يتحققان من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين.
في السياق، رد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، على تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التي هاجم فيها عباس. إذ اعتبر أبو ردينة أن جهود عباس تنصب حاليا على وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته في غزة والضفة والقدس.
وأضاف أن الأولوية الآن وقبل كل شيء، هي وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني التي يشنها نتنياهو وحكومته، وليس الدخول في مهاترات وقضايا ثانوية غير جديرة بالرد، فالعالم جميعه يشاهد المجازر الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة باستهدافه الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ودور العبادة، إضافة إلى جرائم جيش الاحتلال والمستعمرين الإرهابيين في الضفة الغربية والقدس.
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو منذ بدء العدوان تثبت أن هذا الاحتلال يسعى إلى تكريس احتلاله لجميع الأراضي الفلسطينية، اعتقادا منه أن سياسة الإبادة والقتل تجلب الأمن والاستقرار، ولكننا قلنا دوما إن الحل الوحيد لتحقيق السلام والأمن هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، التأكيد على ضرورة قيام المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية بالتجاوب مع دعوات الرئيس محمود عباس التي أطلقها لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتدخل الفوري لوقف جرائم الحرب التي انتهكت القانون الدولي، ولم تحترم قرارات الشرعية الدولية.
وأكد أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية كالقدس ورام الله وباقي الأراضي الفلسطينية، والشعب الفلسطيني هو من يقرر مستقبله ومستقبل الأرض الفلسطينية وفق الشرعية الدولية، وليس أي أحد آخر. وكانت الخارجية الفلسطينية قد أزالت عن منصاتها بيانا نشرته في وقت سابق يوم الأحد، أثار غضب نتنياهو.
وحمل بيان الخارجية الذي حُذف لاحقا، عنوان: «التحقيق الأولي للشرطة الإسرائيلية يكشف زيف المواد الإعلامية التي فبركها الاحتلال لتبرير عدوانه على قطاع غزة».
وتعقيبا على البيان، هاجم نتنياهو عباس والسلطة الفلسطينية، وقال إن «ناكر المحرقة أبو مازن، ينكر مذبحة حماس، ولن نسمح له بإدارة غزة».
وفي سياق آخر، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، في كلمته في مستهل جلسة الحكومة أمس الإثنين، في مدينة رام الله، الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بتحمل مسؤولياتهما ووقف التنكيل والتعذيب ضد المعتقلين.
رفع الصوت ضد القمع
وقال إن على الأمم المتحدة والصليب الأحمر تحمل مسؤولياتهما ورفع صوتهما ضد الممارسات القمعية والانتقامية ضد المعتقلين، والعمل على وقف هذا التنكيل والتعذيب.
ودعا الشعب الفلسطيني إلى نبذ الإشاعات وعدم الانجرار إلى أي محاولات لضرب مناعته الوطنية وذلك على أثر انتشار إشاعات وأخبار حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن.
ودعا باسم الرئيس محمود عباس، وباسم مجلس الوزراء، «شعبنا الفلسطيني إلى الصمود والثبات، ونبذ الإشاعات، وعدم الانجرار إلى أي محاولات لضرب مناعته الوطنية».
وقال: «الذي يبث الإشاعات ويثير البلبلة هو الاحتلال وأدواته، أدعوكم إلى الثبات والصمود، وعدم التعاطي مع أصحاب النوايا السيئة، شعبنا سيبقى على أرضه صامدا، وقد عبرنا ظروفا لا تقل صعوبة عن هذه، واستمرت قضيتنا واستمر نضالنا وسيستمر إلى حين دحر الاحتلال، وإقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة متواصلة الأطراف في غزة والضفة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين»».