واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق الفلسطينيين حيث قتلت 4 في جنين، واثنين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. فقد استشهد ثلاثة شبان، في مخيم جنين خلال اقتحام واسع امتد لتسع ساعات دارت خلاله اشتباكات عنيفة وفجرت عبوات ناسفة في دوريات الاحتلال.
وشيعت جماهير غفيرة من أبناء المحافظة جثامين الشهداء الثلاثة وهم: بهاء جمال لحلوح (23 سنة)، محمد جمال فلو (28 سنة)، محمد عزمي الحسنية (34 سنة).
تشييع الشهداء
وانطلقت مسيرة التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، وحمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، بمشاركة آلاف المواطنين الذين رددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق شعبنا، كما أدوا الصلاة على أرواحهم الطاهرة.
وندد المشاركون بجريمة الاحتلال التي أسفرت أيضا عن إصابة 15 آخرين بعضهم جروحهم وصفت بالخطيرة، وأكدوا أن إرهاب وجرائم الاحتلال وعدوانه لن تثني الشعب عن التصدي للاحتلال. وسار المشيعون حاملين جثامين الشهداء نحو مقبرة الشهداء في مخيم جنين، حيث تمت مواراتهم الثرى. وزف بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهداء الثلاثة، وأكد أن الشهداء خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، وهو ما دفع الاحتلال إلى استخدام طائرة مسيّرة في استهدافهم من خلال القصف الجوي.
ونعت حركة “فتح” – إقليم جنين، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، الشهداء الثلاثة، في حين عم الإضراب الشامل جنين ومخيمها حدادا عليهم. وكان جيش الاحتلال قد بدأ اقتحامه لجنين ومخيمها بحدود الساعة 9:50 مساء أمس، تخلله قطع للكهرباء، وتشويش على الشبكات اللاسلكية، وتحت غطاء جوي من الطيران الحربي. وامتد الاقتحام إلى مستشفى ابن سينا، حيث أجبر الطواقم الطبية على الخروج من قسم الطوارئ، وحقق مع المسعفين ميدانيا في محيط المستشفى. وذكرت مصادر طبية بأن الهلال الأحمر تعاملت مع 13 إصابة، بينها 4 إصابات بشظايا إثر قصف جوي، وإصابتين بالرصاص في الرقبة والصدر. ونفذت جرافات الاحتلال أعمال تدمير للطرقات والبنية التحتية في محيط المخيم حيث دمرت مجموعة من الشوارع والأبنية.
ووصف رئيس بلدية جنين نضال عبيدي، الاقتحام بأنه “حرب ضروس” بحق المدينة، حيث يستهدف المواطنين والبنية التحتية.
ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع في مدينة جنين شمال الضفة الغربية،
وقالت في بيان: “استشهاد جمال محمود عبد الرحمن مشارقة (21 عاما) متأثرا بجروحٍ حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال قبل نحو أسبوع في جنين”. وفي مدينة الخليل، قتلت قوات الاحتلال شابين عبر استهدافهما في سيارة مدنية على حاجز عسكري على مدخل المدينة. ومنعت طواقم إسعاف الهلال الأحمر من الوصول إليهما، قبل أن تنقلهما بمركبة إسعاف عسكرية، ليعلن لاحقا عن استشهادهما.
وذكرت وزارة الصحة، في بيان صحافي، بأن الشهيدين هما: محمد كامل عوني أبو ميزر، وعبد الرحمن طلال أبو سنينة، من الخليل.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في الخليل حيث نصبت العديد من الحواجز العسكرية، وفتشت مركبات المواطنين ودققت في هوياتهم ومنعت العائلات من التنقل. وقررت، معاقبة نحو 520 عائلة وسجنها في منازلها ومنعها من الحركة لمدة أسبوع. وتسكن العائلات في المناطق المغلقة عقابا لهم على عملية النفق التي وقعت يوم أمس، وعملية رأس الجورة أمس الجمعة. وقال مفيد الشرباتي، أحد سكان شارع الشهداء، بأن سلطات الاحتلال أبلغتهم بأنه يمنع عليهم الخروج من منازلهم لمدة أسبوع، ومن أراد الخروج، لن يتمكن من العودة إلى منزله.
وأضاف أن هذا القرار الجديد سيضع 170 عائلة تسكن في شارع الشهداء وحي تل ارميدة في السجن، وهو استمرار لسياسة العقاب المفروضة عليهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ووفق الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عارف جابر، الذي يسكن حي جابر المتاخم للمسجد الإبراهيمي، فإن القرار يشمل 350 عائلة تسكن في أحياء: جابر، السلايمة، واد الحصين، والراس، وشارع السهلة ومحيط المسجد الإبراهيمي.
وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة في الخليل. وانطلقت المسيرة من مسجد الحسين بعد صلاة الجمعة وصولا إلى دوار ابن رشد وسط هتافات تشيد بصمود أهلنا في غزة، ومنددة بمجازر الاحتلال بحق المواطنين العزل. وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة الغاز السام المسيل للدموع على المشاركين ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق. وفي بيت لحم، أصيب المصور الصحافي في قناة “الجزيرة” جوزيف حنضل، جراء اعتداء مستعمرين عليه قرب حاجز “الكونتينر”، شمال شرق بيت لحم. وأفادت مصادر صحافية أن مستوطنين اعترضوا مركبة حنضل أثناء مروره على الشارع الرئيسي الواصل إلى أبو ديس والعيزرية، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، ما أدى لإصابته برضوض وجروح، كما رسموا نجمة داوود على المركبة، قبل أن يتمكن حنضل من الهروب والوصول إلى حدود بلدة أبو ديس حيث قدمت له الإسعافات الأولية. وقال حنضل إن مستوطنين فاجأوه عقب قطعه للحاجز من خلال توقفهم وسط الشارع ما اضطره للوقوف وبمجرد وقوفه قاموا بمحاصرة سيارته وتحطيمها بالحجارة والعصي. وأضاف: “عندما قمت بفتح شباك السيارة قام أحد المستوطنين بضربي بحجر على وجهي، ومن ثم أدخل جسمه وقام بضربي على كتفي ورقبتي بالحجر”.
وأشار إلى إنه نجا من موت محقق جراء هذا الاعتداء الذي لولا لطف الله لكان نتائجه أخطر بكثير لو نزل من السيارة حيث حاول أحد المستوطنين فتح الباب عليه وإنزاله منها.
وقال إن أحد المستوطنين قام برش نجمة داوود على السيارة حيث اكتشف ذلك بعد فراره من بين المستوطنين.
وفي نابلس، أصيب شاب، برصاص مستوطنين في خربة طانا التابعة لأراضي بيت فوريك، شرق نابلس. وأفادت مصادر طبية ومحلية بأن شابا (30 عاما) أصيب بالرصاص الحي في منطقة الفخذ، بعدما أطلق عليه مستعمرون النار خلال تواجده في الخربة، وجرى نقله للمستشفى، لتلقي العلاج. كما اقتحم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، نبعي مياه في قرية قريوت جنوب نابلس. وقال الناشط في مقاومة الاستيطان بشار قريوتي إن مجموعة من المستعمرين اقتحمت نبع قريوت جنوب القرية، ونبع سيلون غربا الذي هدمه مستعمرون قبل نحو أسبوعين. وأضاف أن المستعمرين يقتحمون بشكل أسبوعي نبع المياه بحماية جنود الاحتلال الذين أغلقوا منذ شهر تقريبا الطرق المؤدية للنبع بالسواتر الترابية، لمنع وصول المواطنين إلى المنطقة.
كما هاجم مستوطنون، مزارعين في خربة يانون التابعة لأراضي عقربا، جنوب نابلس. وقال رئيس مجلس قروي يانون راشد مرار، إن مستعمرين بحماية جيش الاحتلال، هاجموا قاطفي الزيتون في المنطقة الغربية من يانون، وسط إطلاق النار، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، وسرقوا المعدات ومحصول الزيتون.
اعتداء على المصلين
وفي بيت لحم، اعتدت قوات الاحتلال، على المصلين في قرية حوسان، غرب بيت لحم. وأفاد مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة، بأن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين بالضرب، فور خروجهم من مسجد أبو بكر في منطقة المطينة على المدخل الشرقي بعد أدائهم صلاة الجمعة، كما أطلقت قنابل الصوت تجاههم.
يشار إلى أن اعتداءات جنود الاحتلال تتواصل على المواطنين في قرية حوسان، وتحديدا في منطقة المطينة، وتتمثل بإغلاق القرية ومنع المواطنين من التحرك وإغلاق المحال التجارية.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلين لشقيقين، ومصنعا للحجر والرخام في قرية واد فوكين غرب بيت لحم. وقال عضو مجلس قروي واد فوكين إبراهيم مناصرة، إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة “سريالة” غرب القرية، وهدمت منزلين للشقيقين فارس أمين مناصرة وهو قيد الإنشاء ومساحته 120 مترا، وحازم ويقطنه ستة أفراد ومساحته 120 مترا، ومصنعا لصناعة الحجر والرخام يعود للمواطن يوسف الحروب، بحجة عدم الترخيص. وأشار مناصرة إلى أن الشقيقين انتزعا سابقا قرارا من إحدى محاكم الاحتلال لوقف هدم منزليهما.