وكالات ومنظمات أممية تدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
طالب رؤساء 18 منظمة ووكالة أممية "بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية"، في الوقت الذي حذر الهلال الأحمر الفلسطيني، من إمكانية نفاد سيارات الإسعاف من القطاع المحاصر، في ظل تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وفي بيان مشترك نادر، أبدى رؤساء 18 منظمة ووكالة أممية، غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في القطاع الذي بلغ نحو 10 آلاف، حوالي نصفهم من الأطفال.
وكتب رؤساء الوكالات الأممية، في البيان المنشور على موقع اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة: "منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد (المتزايد) من الأرواح التي فقدت".
وجاء في البيان أنه في غزة "يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويُقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول".
وذكر البيان أن عمليات القتل المروعة لعدد أكبر من المدنيين في غزة هي أمر مثير للغضب، كما هو الحال مع حرمان 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود، وفقا للبيان.
وأضاف أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان.
وكتب رؤساء الوكالات الأممية: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي.. يجب أن ينتهي هذا الآن".
من ناحية أخرى، دعت الوكالات الأممية في البيان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إطلاق سراح المحتجزين لديها من الإسرائيليين، حاضين كل جانب على "احترام التزاماته بموجب القانون الدولي".
ووقع على البيان كل من منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مارتن غريفيث، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالإضافة إلى رؤساء 14 منظمة ووكالة أممية أخرى.
في غضون ذلك، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن "الأعداد الهائلة من الإصابات، والتي لا تتوقف في غزة"، من شأنها أن تؤدي إلى "انهيار النظام الصحي"، محذرا من إمكانية نفاد سيارات الإسعاف من القطاع المحاصر، في ظل تعرضها للقصف الإسرائيلي.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، قال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية محمد فتياني، إن استمرار الضربات الإسرائيلية على القطاع يجعل عملهم "صعبا وشائكا"، في ظل "استهداف سيارات الإسعاف وهي تقوم بدور إنساني".
وأوضح: "الاستهداف الإسرائيلي أدى لخروج 8 سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عن الخدمة، ولا نستطيع إدخال سيارات إسعاف جديدة للقطاع".
وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على القطاع الفلسطيني الساحلي الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون نسمة بعد هجمات حماس، حيث منعت الكهرباء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى.
وتابع فتياني: "استمرار هذا الموضوع وخروج السيارات (عن الخدمة) تباعا، ممكن أن يصل بنا لوضع لا توجد فيه سيارات (إسعاف) كافية لتقديم الخدمات الطبية لحجم المصابين الكبير، بالإضافة الخدمات الطبية الاعتيادية للسكان".
وفي هذا الصدد، شدد على أن "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تلتزم بمبادئ الهلال الأحمر الدولي، وتقوم بخدمات إغاثية وطبية ومجتمعية للمدنيين العزل، رغم الصعوبات والاستهدافات".
وفيما يتعلق بعمل المستشفيات في القطاع، قال فتياني إن "هناك أعدادا هائلة" من الإصابات تتوافد على المستشفيات، مطالبا بفتح "ممر آمن لإخراج الإصابات الخطيرة، وتخفيف الضغط على المرافق الصحية".
وأضاف: "بعض الإصابات بحاجة لتدخل طبي غير موحود في غزة، مما يزيد العبء على المرافق الصحية التي تستقبل 3 أضعاف طاقتها الاستيعابية، وهذا من شأنه أن يعرض النظام الصحي للانهيار".
كما أشار فتياني، إلى أن القصف الإسرائيلي "ضرب محيط مستشفى القدس، مما أدى لاهتزاز المبنى وتتطاير الشظايا بداخله، وأسفر عن إصابات بين المدنيين المتواجدين في المستشفى، بما في ذلك مريض يرقد بوحدة العناية المركزة".
وأردف: "مستشفى القدس يوجد فيه 14 ألف نازح من المدنيين العزل الذين لجأوا إليه بعد أن تقطعت بهم السبل، والغارات أدت لإصابة 217 شخصا".
ومع صعوبة تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في غزة، فإن جمعية الهلال الأحمر "لا يوجد لديها خيار سوى البقاء على رأس عملها لتقديم خدماتها الطبية"، حسبما قال فتياني.
واستشهد نحو 10 آلاف فلسطيني، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء، فيما شكّل الأطفال قرابة نصفهم، في القصف الإسرائيلي على القطاع منذ اندلاع الحرب، وفق سلطات الصحة في غزة.