خمسة شهداء ثلاثة منهم في القدس المحتلة… والمستوطنون يصعّدون هجماتهم
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة مواطنين، بينهم طفل ومقاوم، في محافظتي القدس والخليل، فيما اعترفت بقتلها أسيرين من عمال قطاع غزة، في وقت استمرت سياسة حملات الاعتقال بحق نشطاء ومواطنين، بالتوازي مع اعتداءات المستوطنين على المزارعين وأراضي الفلسطينيين.
وفي التفاصيل، استشهد 4 مواطنين، وهم: الطفل رامي عز موسى عودة (17 عاما)، متأثراً بجروحه في بلدة العيزرية قبل أيام، ونبيل عبد الرؤوف حلبية (20 عاما) بإطلاق قذيفة “إنيرغا” باتجاهه بعد هدم أجزاء من المنزل المحاصر الذي كان بداخله، والشابان موسى ضياء موسى زعرور (22 عاما)، ومهند أحمد عفانة (20 عاما) متأثرين بجروحهما التي أصيبا بها خلال مواجهات في بلدة أبو ديس شرقاً.
وكان الحديث الأبرز هو محاولة قوات معززة من جيش الاحتلال اعتقال الشاب نبيل حلبية، وهو أسير محرر ومطارد منذ أشهر، حيث حاصرت قوات إسرائيلية منزلا تحصن بداخله الشهيد حلبية في أبو ديس، ورفض تسليم نفسه، فيما استمرت اشتباكات مسلحة معه لمدة 6 ساعات، قبل أن يحضر المهاجمون جرافة عسكرية هدمت أجزاء من المنزل المحاصر، قبل أن يطلق المهاجمون قذيفة “انيرغا” باتجاهه، ما أدى إلى استشهاد الشاب المحاصر داخل المنزل.
وأظهر مقطع فيديو قيام قوات الاحتلال بحمل جثمان الشهيد حلبية بواسطة جرافة عسكرية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد الطفل رامي عز موسى عودة (17 عاما)، متأثراً بجروحه برصاص الاحتلال في بلدة العيزرية قبل أيام.
وبارتقاء الطفل عودة ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، إلى 152 شهيدا.
كذلك شيعت جماهير حاشدة من مدينة القدس جثماني الشهيدين موسى ضياء موسى زعرور (22 عاما)، ومهند أحمد عفانة (20 عاما)، في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، إلى مثواهما الأخير.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي باتجاه منزلي عائلتي الشهيدين، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما، قبل أن ينقلا إلى مسجد “صلاح الدين الأيوبي” في البلدة، حيث أدى المشيّعون صلاة الجنازة عليهما.
وفي الخليل، شيعت جماهير حاشدة من أبناء محافظة الخليل جثمان الشهيد أحمد حابس دبابسة (22 عاما)، الذي ارتقى متأثرا بإصابته خلال مواجهات اندلعت في بلدة نوبا شمال غرب الخليل.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي في الخليل، باتجاه منزل عائلة الشهيد في بلدة نوبا، حيث ألقيت نظرة الوداع على جثمانه، وسط هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إلى المسجد الكبير، حيث أدى المشيعون الصلاة عليه قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة.
يُذكر أن الشهيد دبابسة أصيب برصاصة في بطنه، وشقيقه محمود في الفخذ، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها بلدة نوبا، ونقلا على إثرها إلى المستشفى الأهلي، واستُشهد أحمد متأثرا بإصابته، في حين وُصفت إصابة شقيقه بالمتوسطة.
وفي السياق ذاته، أعلنت جهات عبرية عن استشهاد عاملين من قطاع غزة أثناء اعتقالهما في معسكرات لجيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وقالت صحيفة “هآرتس” إن الجيش أخفى الإعلان عن وفاتهما في حينه.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن اعتقال آلاف العمال من قطاع غزة وألغى تصاريحهم عندما اندلعت الحرب، ولم ينشر الجيش الإسرائيلي بلاغاً عن حالات وفاة كما جرت العادة في حالة وفاة المعتقلين أو الأسرى في إسرائيل، على الرغم من مرور نحو ثلاثة أسابيع على وفاة أحد العمال الذي كان محتجزاً في معسكر عناتوت.
وعلمت “هآرتس” أن أحد العمال طلب عناية طبية قبل وفاته لكن الجيش تجاهل ذلك وواصل اعتقاله في ظروف قاسية.
أما العامل الثاني فقد توفي هو الآخر في سجن عوفر. ولم تفتح الشرطة العسكرية تحقيقا.
يذكر أنه برحيل الشهيدين يكون عدد الأسرى الذين أعلن عن موتهم بفعل إجراءات الاحتلال قد وصل إلى أربعة أسرى.
اعتقالات
وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال 46 مواطنا من الضفة، بينهم عمال من قطاع غزة.
وتركزت الاعتقالات في رام الله، حيث أوقف 14 مواطناً، وفي الخليل 14 ، بينهم 10 عمال من قطاع غزة، وفي جنين 9 .
وفي سياق متصل، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرها تفاصيل وضع ما يسمى مستشفى الرملة، في ظل الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
وقالت الهيئة في بيان صحافي: “لم يستثن الأسرى المرضى من تنكيل وعقوبات ادارة سجون الاحتلال، بل تعمدت فرض إجراءات مشددة هادفة الى مضاعفة العذاب النفسي والجسدي للأسرى المرضى، على الرغم من حاجتهم الماسة الى رعاية طبية خاصة، فمعظمهم يعانون من أمراض مزمنة”.
وفي هذا السياق، استعرضت الهيئة جملة الإجراءات المفروضة على أسرى مستشفى الرملة حيث شملت منع الأسرى من إجراء مكالمات هاتفية مع إهلهم ومنعهم من زيارة عائلاتهم، والتضييق على المحامين بالزيارة، حيث تمنع مصلحة السجون المحامي من زيارة الأسرى والاطلاع على أحوالهم منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم.
وقامت سلطة السجون بسحب جميع الأدوات الكهربائية من القسم وشمل ذلك التلفاز والبلاطة التي تستخدم للطبخ إبريق تسخين المياه وأجهزة الراديو وجميع الأدوات الكهربائية والإلكترونية دون استثناء. ومنعهم من شراء “الكانتين” (الحاجات الأساسية). وسحبت المواد التموينية التي بحوزة الأسرى، حيث لم يتبق لدى الأسرى أي شيء من الطعام او الشراب، ومنع الأسرى من شراء المياه المعدنية التي كانوا يعتمدون عليها بالشرب حيث نفدت، مع الاستمرار بسياسة التفتيش المستفز من مصلحة السجون، وسحب الأغراض الشخصية من الغرف.
وشدد التقرير أن مستشفى الرملة مكون من 4 غرف ولا يسمح للأسرى بالخروج من الغرف إلا لنصف ساعة، وتتم إعادتهم إلى الغرفة، فيما معظم الأسرى لا يخرجون الى الفورة بسبب وضعهم الصحي، كما تم تحويل غرف الأسرى إلى زنازين، على الرغم من وجود أسرى مرضى يعانون من أمراض صعبة فيها، مما يشكل ضغطا نفسيا إضافيا عليهم .
هجمات على المزارعين
ميدانيا، تواصلت اعتداءات قوات الاحتلال على مزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون، حيث اعتقلت أحدهم في بلدة قصرة، جنوب نابلس.
وأفاد المواطن عبد العظيم وادي بأن عددا من جنود الاحتلال المشاة هاجموا مزارعين في المنطقة الجنوبية من القرية أثناء قطف الزيتون، وألقوا الثمار على الأرض، واعتدوا عليهم بالضرب، واعتقلوا الشاب محمد زياد عودة.
كما هاجم مستوطنون بحماية جيش الاحتلال، المزارعين في قريتي سالم ودير الحطب شرق نابلس، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، دون أن يتمكنوا من قطف ثمار الزيتون.
وأفادت مصادر محلية بأن عشرات المستعمرين من مستعمرة “ألون موريه” المقامة على أراضي المواطنين، هاجموا قاطفي ثمار الزيتون في المناطق المحاذية للشارع الالتفافي المؤدي للمستعمرة، وأجبروا المزارعين على مغادرة أراضيهم، رغم حصولهم على تنسيق مسبق لمدة يومين،
لقطف ثمار الزيتون.
كما تفاجأ مزارعون في بلدة قصرة جنوب نابلس، باقتلاع مستوطنون مئات أشجار الزيتون من أراضيهم وسرقتها.
وأفاد رئيس بلدية قصرة هاني عودة بأن المزارعين وصلوا إلى الأراضي المحاذية لمستوطنة “مجدوليم” شمال البلدة بعدما حصلوا على تنسيق لمدة يومين لقطف الزيتون، وتفاجأوا باقتلاع المستعمرين أكثر من 700 شجرة زيتون معمرة وسرقتها.
وأشار إلى أن تلك الأشجار كانت مزروعة بمساحة أراضٍ تقدر بـ300 دونم، وتمكن المواطنون من حراثتها خلال هذا العام، مشيرا إلى أن الاقتلاع جرى قبل أسبوع من اليوم، وأن المستعمرين سرقوا الأشجار وزرعوها في مناطق قريبة في مستعمرة “ايش كودش”، كما شق المستعمرون طريقا من داخل تلك الأراضي باتجاه المستعمرة.
وفي الأغوار، اقتحم مستوطنون، خربة ابزيق شمال شرق طوباس بالأغوار الشمالية، واعتدوا على المواطنين ونهبوا عشرات رؤوس الماشية من أصحابها.
وقال معتز بشارات مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس، إن “أكثر من 17 مستوطنا مدججا بالسلاح اقتحموا خربة ابزيق ويقومون بعملية تفتيش لمساكن المواطنين، ويعتدون عليهم”.
وأكد أن ثلاثة مواطنين أصيبوا جراء تعرضهم للضرب من قبل المستوطنين من بين المواطن جهاد مساعيد.
وأضاف أن المستوطنين تهبوا أكثر من 70 رأسا من الأبقار وتوجهوا بها إلى الجهة الشرقية باتجاه البؤرة الاستيطانية في “أبو القندول”.
استهداف حاجز
وفي سياق عمليات المقاومة أفادت مصادر عبرية بتعرض حاجز عسكري لقوات الاحتلال بالقرب من قرية النبي الياس شرق قلقيلية، لإطلاق نار من سيارة فلسطينية مما أدى إلى إصابة جندي بجروح طفيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سيارة فلسطينية اقتربت من حاجز عسكري للتفتيش شرق قلقيلية، وفتحت النار باتجاهه، ولاذت بالفرار. وأضاف أن إطلاق النار أسفر عن إصابة جندي بشظايا الرصاص ونقل إلى العلاج، ووصفت جروحه بالطفيفة.
وقال إن قوات كبيرة من الجيش هرعت إلى المكان، وشرعت بأعمال تمشيط بحثا عن السيارة التي أطلقت النار. وفي قلقيلية، استُهدفت سيارة “جيب” عسكرية إسرائيلية بعبوة محلية الصنع في بلدة عزون شرقي المدينة، كما اندلعت اشتباكات مسلحة في البلدة.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال جنين والخليل ونابلس وعزون شرق قلقيلية وحوسان غرب بيت لحم بالضفة الغربية.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوة من جيش الاحتلال لدى اقتحامها جنين، ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية.
وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس إنها فجّرت عبوات ناسفة في قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مخيم جنين.
وأصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة جنين في الضفة المحتلة، وُصفت إصابته بالخطرة.