منظمات الأمم المتحدة الإنسانية تدعو لحماية الأطفال وفتح ممرات آمنة لإيصال المعونات الإنسانية لغزة
الأمم المتحدة- “القدس العربي”:- أصدرت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، بيانا أعربت فيه عن قلقها الشديد “إزاء التصاعد الأخير في أعمال العنف الشديد في إسرائيل ودولة فلسطين” وقالت إنها تشعر بالصدمة إزاء تأثير العنف على الأطفال. وحثت جميع الأطراف على التقيد بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك مبادئ التناسب والتمييز والحيطة.
ودعت الممثلة الخاصة كذلك جميع الأطراف إلى حماية الأطفال ومنع ارتكاب الانتهاكات الجسيمة ضدهم. وذكرت الجميع بأن القتل والتشويه، والهجمات على المدارس والمستشفيات، والاختطاف، هي انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، كما هو الحال بالنسبة لتجنيد الأطفال واستخدامهم المحظور بموجب القانون الدولي، وقالت: “لا يجوز للأطفال تحت أي ظرف من الظروف من هم دون سن 18 عامًا أن يشاركوا في النزاعات المسلحة”. ودعت إلى فتح ممرات آمنة لدى المجتمعات الضعيفة، بمن فيهم الأطفال، لضمان إيصال المساعدة المنقذة للحياة، وهو ما يشكل رفضه انتهاكا خطيرا”.
وقالت السيدة غامبا في بيانها “إن الحل السياسي الدائم عن طريق التفاوض للوضع هو وحده الذي يمكن أن يوفر لأطفال إسرائيل ودولة فلسطين السلام والأمن الذي يحتاجون إليه للوفاء بحقوقهم وتأمين مستقبلهم”.
وفي مؤتمر صحافي في جنيف الثلاثاء قال، يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الغارات الجوية استمرت في استهداف غزة، بينما تواصل إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل. وأعرب المتحدث عن انزعاجه البالغ إزاء التصعيد. وأضاف لاركيه أن التقارير تفيد حتى الآن بمقتل حوالي 900 إسرائيلي، وما لا يقل عن 687 فلسطينيا في غزة، وهذا وفقا للسلطات الصحية الإسرائيلية والفلسطينية. وأوضح المتحدث أن أكثر من 187 ألف شخص نزحوا داخليا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن تدمير البنية التحتية والشوارع يعيق حركة الدفاع المدني وسيارات الإسعاف. وأشار لاركيه كذلك إلى أن أضرارا لحقت بمرافق الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، مضيفا أن السلطات الإسرائيلية كانت قد توقفت عن تزويد قطاع غزة بالكهرباء، ما أدى إلى تقليص ساعات الكهرباء إلى ما بين 3-4 ساعات يوميا.
من جهة أخرى، صرحت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بأن مبنى يضم مقر رئاستها في مدينة غزة تعرض لأضرار جسيمة نتيجة الغارات الجوية القريبة
وقد أعربت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم الأونروا، عن حزنها لفقدان اثنين من موظفي الوكالة وخمسة من تلاميذها قضوا في ظل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كما تعرضت 14 منشأة تابعة لها أضرار، بما في ذلك إحدى مدارسها.
وأكدت الرفاعي أن عدد النازحين الذين وصلوا إلى مدارس الأونروا تخطى عتبة الـ 187 ألفا، وأن الوكالة ليست مهيأة لاستقبال أكثر من 150 ألف شخص، فيما تستمر حركة النزوح على نطاق واسع مع احتدام القصف. وأفادت الأونروا في بيان بأن جميع موظفي الأمم المتحدة الدوليين الموجودين في غزة يلجأون إلى مبنى آخر داخل المجمع نفسه. ودعت الأونروا إلى ضرورة حماية مباني الأمم المتحدة ومرافقها في جميع الأوقات، بما في ذلك في أوقات الصراع.
وقالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي، في المؤتمر الصحفي في جنيف “إن لدى الأونروا خبرة في تحويل المدارس إلى ملاجئ، إلا أن النزوح الضخم الذي حدث في الأيام الأخيرة كان يفوق قدرة الوكالة على الترحيب بجميع المحتاجين”. وأشارت إلى أن الوكالة كانت تواجه بالفعل حالة خطيرة من نقص التمويل قبل النزاع الحالي، “فالوضع ش للغاية في القطاع، وأن وضع الأونروا، يزداد وطأة بسبب الصراع الحالي”.
ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، جيمس إلدر، قال أن الصراع كان له أثر مروع على الأطفال وأسرهم في كل من إسرائيل ودولة فلسطين. وقال إلدر أثناء المؤتمر الصحفي إنه تم الإبلاغ عن مقتل مئات الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين في الأيام الثلاثة الماضية. وأضاف أن اليونيسف تدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بشكل فوري وآمن، مؤكدا أن اختطاف الأطفال من قبل أي طرف يعد انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي.
وقال إلدر بأن مئات الآلاف من الأطفال في غزة تضرروا بشكل مباشر من الأعمال العدائية في قطاع غزة وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وأكد أن اليونيسف تعرب عن قلقها البالغ إزاء قطع الغذاء والوقود والمياه عن غزة، فحرمان الأطفال من الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية يعرض حياتهم للخطر.
ممثل منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، الذي شارك في المؤتمر الصحافي جدد دعوة منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف للوقف الفوري للعنف، مشيرا إلى الحاجة لإقامة ممر إنساني لإيصال الإمدادات الضرورية، وقال إن المنظمة تعمل على هذا الأمر مع الوكالات الشريكة لها. وأكد أن الإمدادات المخزنة مسبقا في سبعة مستشفيات رئيسية في قطاع غزة استُنفدت تماما، مؤكدا أن المنظمة تعكف على إعادة برمجة مبلغ مليون دولار أمريكي لشراء الإمدادات الطبية الأكثر إلحاحا من السوق المحلية لسد الفجوات المطلوبة. وأضاف أنه حتى الساعة 4 مساء يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر، تم تأكيد وقوع 13 هجمة صحية في قطاع غزة منذ بداية الهجوم الحالي، ما أدى إلى مقتل ستة من العاملين في القطاع الصحي، وإصابة أربعة آخرين، وتضرر تسع سيارات إسعاف، وثمانية مرافق صحية.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إطلاق عملية طوارئ لتوفير الغذاء لأكثر من 800000 شخص في غزة والضفة الغربية. ودعا البرنامج في منشور على موقع إكس (تويتر سابقا) إلى إقامة ممرات إنسانية لإدخال مساعدات إلى غزة، وإلى إبقاء الحدود مفتوحة ومحمية من القصف