المستوطنون يشنون حربا إرهابية على الفلسطينيين: شهيد و100 إصابة وإحراق أكثر من 30 منزلا و60 مركبة
عاشت قرية اللبن الشرقية وبلدة ترمسعيا، ما عاشته بلدة حوارة قبل أربعة أشهر، لكن الهجمات هذ المرة خطط لها ونُسقت ونفذت من أكثر من 400 مستوطن في وضح النهار.
وتعكس شهادات المواطنين حول الاعتداءات التي نفذتها مجموعات المستوطنين وحشية منقطعة النظير، حيث تحدث أحد المواطنين عن أن المستوطنين هاجموا منزلا وقاموا بضرب امرأة وأغلقوا عليها المنزل بعد أن أشعلوا النيران في محتوياته، ولولا أن هناك بابا ثانيا للمنزل لحُرقت في داخله.
ورغم تأكيد اتصال أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الوزير حسين الشيخ على أن السلطة ورئيسها محمود عباس أوعزا بتوفير كل مقومات الحماية، إلا المواطنين الغاضبين قالوها بغضب شديد: “نريد سلطة تحمي المواطنين”.
وسطّر الأهالي ملحمة بطولية عبر التصدي لاعتداءات المستوطنين مع فارق الإمكانيات والتسليح، فأعداد المستوطنين كلها مسلحة، فيما يقف خلفهم الجيش بكل إمكانياته، فيما الأهالي “لا يملكون إلا الحجر” كما قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب في حديث لوسائل الإعلام الفلسطينية.
وقالت سيدّة فلسطينية في ترمسعيا إن “المستوطنين حاولوا قتل أولادي داخل بيتي في أول زيارة لهم لفلسطين منذ 12 عاما، لقد تم استهداف البيت بزجاجات حارقة”.
وشيعت جماهير حاشدة في محافظة رام الله جثمان الشهيد عمر جبارة “أبو القطين” (25 عاما)، الذي وصل إلى مجمع فلسطين الطبي من ترمسعيا بعد إصابته برصاصة في الصدر.
وعلى دوار المنارة وسط رام الله أحضر جثمان الشهيد، فيما هتف المئات من الشبان الغاضبين: “فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية”.
وحسب رئيس البلدية لافي أديب فإن نحو 400 مستوطن هاجموا البلدة، ما أدى إلى إصابة 12 مواطنا بالرصاص الحي، وإحراق 30 منزلا، وأكثر من 60 مركبة.
وأضاف أن مستوطنين أضرموا النيران في عشرات الدونمات، ما أدى إلى إحراق المحاصيل الزراعية.
وحسب شهود عيان، أطلق عدد من المستوطنين الرصاص الحي صوب المواطنين في البلدة، بالتزامن مع اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن عددا من المستوطنين منعوا مركبات الإسعاف من الوصول للبلدة، لإسعاف المصابين.
وتعيد مجزرة أمس للأذهان وحشية المستوطنين في السادس والعشرين من شباط/فبراير الماضي، حينما نفذوا 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس، والأمر تكرر يوم أول من أمس بإحراق عشرات الدونمات والمركبات في العديد من القرى، وهي: اللبن الشرقية، واللبن الغربية، وعوريف، وكفر الديك.
وجاءت الهجمات على ترمسعيا بعد ساعات من تنفيذ مئات المستوطنين اعتداءات إرهابية مساء أمس في 10 قرى وبلدات فلسطينية تحت حماية جنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز لقمع المواطنين الذين حاولوا التصدي لهم، وكان أبرزها في قرية اللبن الشرقية.
وحسب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، فإن 310 اعتداءات للمستوطنين سُجلت منذ أمس في المناطق المحيطة بنابلس.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رفع دعاوى قضائية في المحاكم الأمريكية بشأن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب، الأربعاء، عقب تعرض البلدة الواقعة شمال مدينة رام الله، لهجوم كبير من المستوطنين الإسرائيليين.
وأكد الرئيس عباس، حسب ما نشرت الوكالة الرسمية الفلسطينية “وفا”، على “حق المواطن الفلسطيني بالدفاع عن نفسه أمام هذه الاعتداءات والجرائم”.
ودعا أبناء بلدة ترمسعيا “الذين يملكون جنسيات أمريكية لتقديم قضايا في المحاكم الأمريكية بشأن الاعتداء الإرهابي من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين”.
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه أن ما حدث في ترمسعيا من هجمات همجية ينفذها المستوطنون على المواطنين الآمنين وتخريب بيوتهم وممتلكاتهم، يعكس عقلية الحرق والقتل التي تحكم إسرائيل.
وفي المقابل وحسب ما نقل عن القناة العبرية الـ 12 فإن وزير المالية والوزير في وزارة الحرب الإسرائيلية سموتريتش قرر بناء 1000 وحدة استيطانية ردا على العملية التي وقعت أمس الأول قرب مستوطنة “عيلي”.
ومع شهيد ترمسعيا يكون قد سقط في الضفة الغربية في أقل من 48 ساعة 14 شهيدا، شيع آخرهم يوم أمس في نابلس وجنين، منهم خالد مصطفى، صباح ناصر أبو سنان، محمد حشاش، علاء حفناوي، سديل نغنغية وعمر قطين.
الى ذلك أعلن جيش الاحتلال أنه أوقف جنودا صوروا مقطع فيديو وهم يهتفون تضامنا مع جنين وفلسطين ويشتمون إسرائيل.
وظهر الجنود وهم يعبرون عن دعمهم لجنين وفلسطين، مما اثار حفيظة قيادة جيش الاحتلال التي قررت توقيفهم ليلة أول من أمس (الثلاثاء) وفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية، على أن يتم عرض نتائجه على النيابة العسكرية لفحصها.
وسجل الجنود مقطع الفيديو قبل وقت قصير من عملية مستوطنة “عيلي” قضاء رام الله التي قتل فيها أربعة مستوطنين.
وكانت صرخاتهم “لنذهب إلى جنين، لنذهب إلى فلسطين”. وهؤلاء الجنود هم من مركز النقل التابع لقسم التكنولوجيا واللوجستيات. وقد تم لفت انتباه القادة إلى القضية الذين استدعوا الجنود في هذه المرحلة لإجراء محادثة لتوضيح معنى وشدة أفعالهم.