باحث يكشف خطة تنظيم داعش لإقامة دولة بديلة في آسيا الوسطى
كشف طه على، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، عن أن تنظيم داعش الإرهابي، مازال يمتلك القدرة على التمدد من جديد، بمجرد أن يجد البيئة المناسبة لذلك.
وأشار إلى أن الأوضاع في دول شرق آسيا ووسطها، تمثل أفضل بيئة يحتاجها التنظيم في المرحلة الراهنة، نظرا لتراخي الرقابة الأمنية والاجتماعية فيها.
ولفت إلى أن وسائل تنظيم داعش في استقطاب أتباعه، تعتمد بشكل كبير على البدائل الإلكترونية الحديثة، وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتمتع بحرية هائلة في آسيا الوسطى، التي تتيح دولها المعلومات الشخصية للمستخدمين بلا أدنى رقابة أو تأمين.
وقال " على ": "جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي في دول وسط آسيا تسمح للتنظيم بنشر أفكاره بكل حرية، والتواصل بين الأعضاء، وتجنيد عناصر جديدة، حتى أن الجميع باستثناء حكومات هذه البلاد، باتوا يعرفون أن التواصل الاجتماعي في آسيا الوسطى، هو المنصة الرئيسة لتنظيم داعش حاليا، ويستخدمها بغرض الترويج لأفكاره، ونشر تعاليمه، واستقطاب أتباع جدد.
ولفت " على " إلى أن التنظيم بدأ أيضا استخدام حيل جديدة لجذب الأتباع، ولم يعد يعتمد فقط على الشحن الديني، إذ أنه يستغل التراجع الاقتصادي في دول هذه المنطقة، يوهم الشباب بأنه يوفر لهم وظائف بمرتبات مجزية، تنتشلهم من الفقر والعوز، الذي وضعتهم فيه حكوماتهم.
وأضاف: "الأمور وصلت إلى مرحلة إنشاء التنظيم عدد من المراكز البحثية، والتعليمية في دول آسيا الوسطى، لتدريس منهجه مجتمعيا على نطاق واسع، دون أن يجد اهتماما أو معارضة من حكومات هذه الدول".
ولفت الباحث طه على إلى أن الإسراع بتسوية الأوضاع في أفغانستان هو السبيل الأهم لإنهاء سطوة الإرهاب على منطقة وسط آسيا، وخلق مناخ جديد قادر على صناعة إرادة سياسية واجتماعية، تستهدف مواجهة الإرهاب والحد من نفوذه، سواء كان داعشيا أو غير ذلك.
وأشار إلى وجود خطر آخر يمكن أن يسمح لداعش بالتمدد في آسيا الوسطى، وهو وجود عدد من الجماعات العرقية المسلحة، التي لا تمانع في التحالف مع داعش، مقابل تحقيق مكاسب مستقبلية، منها الحصول على حكم مناطق بعينها في دولها، وهو ما لا يمانع فيه التنظيم أيضا، خاصة خلال الفترة الحالية، التي يطلق عليها فترة غياب التمكين.
وشدد طه على الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، على ضرورة أن تتواصل دول الشرق الأوسط، مع حكومات وسط آسيا، للتنبيه إلى مخاطر تنظيم داعش، ولنقل خبرات دول الشرق الأوسط في مواجهة هذا التنظيم إلى حكومات آسيا، حتى يمكن وأد مساعي داعش للعودة مبكرا، وقبل أن تشكل خطورة على أمن العالم بأسره.