ألمانيا... حملة أمنية ضد جماعة تروّج لـ "داعش" و"تعادي" السامية
نفذت الشرطة الألمانية عمليات مداهمة وتفتيش في عدة أحياء في برلين وبراندنبورغ وذلك بعد حظر جمعية سلفية راديكالية. هذا في وقت قال فيه باحث ألماني إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لم يعد قادراً على تنفيذ هجمات معقدة.
داهمت قوات أمنية كبيرة في العاصمة الألمانية برلين اليوم الخميس (25 فبراير/ شباط 2021) مقر جمعية إسلامية متطرفة، حيث أجرت عمليات تفتيش واسعة داخل مقر الجمعية والعديد من البيوت. وتأتي هذه المداهمات بعد إصدار الحكومة المحلية بولاية برلين حظراً ضد جماعة الجهاد السلفية /جماعة برلين/ المعروفة باسم توحيد برلين".
ووفقاً لصحيفة بريلينر مورغن بوست الألمانية فقد شارك حوالي 800 عنصر أمني منذ الصباح الباكر في الحملة التي استهدفت العديد من منازل أفراد هذه الجماعة السلفية في برلين وبراندنبورغ. وبالرغم من إغلاق الشرطة لمسجد "فصلت" التابع للجمعية قبل ذلك إلا أن الشرطة تشك في موصلة الجمعية عملها وعقد عدة اجتماعات.
في حين ذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن الغارة الأمنية التي بدأت منذ الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي هدفت إلى البحث عن أية أدلة قد تبين نشاط هذه الجمعية، حيث تعتقد الشرطة بوجود صلات لها مع "داعش". ووفقاً لبيلد فقد تم اعتقال شخص واحد لغاية الآن، فيما وصلت سيارة إسعاف إلى منطقة تير غارتين في برلين، وهي من المناطق التي شهد أيضاً مداهمات أمنية، ثم غادرت دون مريض، دون معرفة أية تفاصيل أخرى.
رئيس نقابة الشرطة في ولاية برلين، نوربرت سيوما، صرح لصحيفة برلينر مورغين بوست أن هذه العملية الواسعة النطاق مهمة، حيث أن برلين ما تزال في محور الإرهاب الدولي، ولهذا السبب من المهم القضاء بشدة على أي إمكانات متطرفة في مهدها، على حد تعبيره.
وبعد ظهر اليوم صرح وزير الداخلية المحلي لولاية بأن الجماعة الإسلامية الراديكالية تعد بمثابة خليفة لمسجد "فُصِّلَت"، الذي تم إغلاقه في عام 2017 وكان يتردد عليه منفذ هجوم الدهس المروع في برلين أنيس العمري. وقال أندرياس غايزل اليوم إن الجماعة السلفية الإسلامية أرادت سد الفراغ الذي نشأ عن حظر جمعية "فُصِّلَت". وأضاف غايزل أن قائدا روحيا للجماعة التي تم حظرها اليوم كان بتردد على مسجد "فُصِّلَت" بصورة مستمرة ، وأكد أنه كانت هناك رغبة في القضاء على أي خطر جديد ناتج عن هؤلاء الإسلاميين من خلال الحظر اليوم.
وقال غايزل أيضا إن هذه الجماعة المحظورة التي تضم 20 عضوا أيدت الجهاد عن طريق السلاح وشن هجمات إرهابية على مدنيين والقيام بعمليات انتحارية، وإنها تروج لأهداف ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وترفض الديمقراطية وسيادة القانون.
ومن جانبه أكد وكيل وزارة الداخلية المحلية ببرلين تورستن أكمان: "الجماعة التي تم حظرها اليوم تتبع من الناحية الأيدولوجية تنظيم داعش. فضلا عن ذلك فإن (أتباعها) معادون شديدون للسامية يطالبون بقتل اليهوديات واليهود"، موضحا أن أفراد الجماعة كانوا يلتقون بشكل دوري في شقق خاصة وفي متنزهات عامة، وأضاف أنهم نشروا مطالبهم ودعواتهم عبر يوتيوب وإنستغرام وقاموا أيضا بتوزيع كتيبات.
يذكر أن العمري سرق شاحنة في التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر عام 2016، ونفذ بها هجوم الدهس في أحد أسواق عيد الميلاد بالعاصمة برلين، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة عشرات آخرين.
"داعش" لم يعد قادراً على تنفيذ هجمات معقدة
وفي سياق ذي صلة، قال الباحث الألماني في شؤون الإرهاب، بيتر نيومان، المتمركز في لندن، في تصريحات نُشرت اليوم الخميس في صحيفة أوغسبورغر ألغماينه تسايتونغ، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي لم يعد قادرا على تنفيذ هجمات معقدة. وقال نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن، للصحيفة إن تنظيم داعش لم يعد بإمكانه تنفيذ عمليات معقدة استغرق التخطيط لها زمنا طويلا ، مثلما حدث في باريس عام 2015.
ويرى نيومان أن فقدان السيطرة على أجزاء من العراق وسوريا هو أحد الأسباب وراء إضعاف تنظيم داعش. وقال نيومان إن الخلافة لم تعد موجودة. وأضاف أنه بدون هذا الجذب، سيكون من الأصعب بكثير على التنظيم تجنيد مقاتلين جدد.