المشكلة الحقيقية التي ما زالت تغذي الصراع الداخلي داخل داعش.. "التمييز والتفرقة"
أخبار الآن-عملية نقل قيادي بارز في داعش من قبضة التحالف إلى السلطات العراقية مؤخراً هي مؤشر لنجاحٍ كبير في محاربة التنظيم، حيث قال أبرز خبراء الأمن العراقيين هشام الهاشمي، إن نقل ناصر القرداش للسلطات العراقية سوف يكون بالتأكيد بمثابة كنز من المعلومات حول استراتيجية داعش الجديدة.في غضون ذلك، تستمر هجمات داعش في التزايد داخل العراق وسوريا، وفي حين أن هذه التطورات اليومية مهمة بالنسبة إلى تنظيم يحاول التنسيق لعودته مرة أخرى بعد فقدان دولته، فإن مشكلة داعش الحقيقية هي لا تزال في داخله ولا يمكن حلها على ما يبدو.هناك عدد قليل من المجالات التي نجح فيها التنظيم كمنظمة وفقا لمقاييسها الخاصة، وهي القتل والاغتصاب والنهب وترهيب المدنيين الأبرياء، و طوال فترة وجود التنظيم، ركز داعش على هذه المجالات بإصرار، في حين أنه فشل في إظهار هذا الإصرار في ساحة المعركة.كان داعش قادراً على إرتكاب هذه الجرائم من خلال اعتماده على نظام إدارة مركزي لا رحمة فيه، ويعتمد بشكل خاص على العراقيين، فكانت الأداة الأساسية لهذا التنظيم هي التمييز، فأصبح التمييز في داعش هو الصفة الأساسية التي يتمحور حوله التنظيم، و لا تزال هذه الصفة مستمرة حتى يومنا هذا.على كل مستوى ممكن، كان تنظيم داعش يميز بين صفوفه، من أجل أن يكون قادراً على إبقاء السيطرة المحكمة في أيدي القلة، وهذا يعتبر سبباً أساسياً وراء فقدان قيادة داعش لثقة العديد من الأعضاء والمتعاطفين والممولين، ولهذا انكمش تنظيم داعش بالسرعة التي نما بها، ثم خسر ما أسماه بالخلافة.و بينما كان المقاتلون يموتون في حقول الباغوز إلى جانب عائلاتهم الجائعة، أدرك المقاتلون الأجانب أخيرًا أن التمييز ليس أمرًا بسيطًا، بل يعني الموت، وكأن الموت كان مقتصراً على الأجانب، بينما يفر كبار قادة داعش العراقيون وعائلاتهم إلى بر الأمان.بعد خسارة الخلافة بمقتل أبو بكر البغدادي، هذا الواقع الأساسي عن داعش لم يتغير، والشيء الوحيد الذي يبقى حقًا مرتبطاً بتنظيم داعش هو أنه لا يزال آلة تمييز.الأشخاص الذين يسيطرون اليوم على آلة التمييز في التنظيم هم التركمان من تلعفر، ويُعتقد أن الشخص الذي يتولى إدارة التنظيم في الوقت الحاضر هو حجي عبد الله قرداش، المعروف أيضًا باسم أبو عمر التركماني أو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، هو لم يظهر وجهه بعد. ويجب أن يكون لديه أسباب قوية وراء اختبائه لفترة طويلة.الجدير بالذكر أن تقاليد داعش القوية في التمييز ربما تعمل الآن ضد قيادتها. فليس من السهل أن يتم فرض رجل تركماني على كادر قيادي لطالما كان يميز العرب العراقيين.بالأمس، وضع مجلس الأمن الدولي قائد تنظيم داعش حجي عبد الله على قائمة العقوبات. وهذا وضعه تحت مجموعة واسعة من الإدانات و الحظر، وليس هو فحسب، بل بالإضافة إلى أي شخص وأي كيان مرتبط به، وهذا يشمل شبكة دعم داعش في الدول المجاورة.التوقيت سيء بشكل خاص بالنسبة لحجي عبد الله، لأن العصبة التركمانية لا تزال غير موحدة. ومن الممكن أن يصبح اسم شخص تركماني أخر غير حجي عبد الله أكثر قبولاً لدى كبار قادة داعش العراقيين.و لكن ما هو واضح الآن هو أنه و بغض النظر عن من سوف يقود تنظيم داعش، فمن المرجح أن يظل كمنظمة تمييزية، وهذا سيواصل في توسيع انقساماته الداخلية.للاطلاع على الفيديوهات المرفقة ادخل على الرابط التالي:https://www.akhbaralaan.net/news/special-reports/2020/05/22/المشكلة-الحقيقية-التي-ما-زالت-تغذي-الصراع-الداخلي-داخل-داعش-التمييز-والتفرقة