مساعي «داعش» لـ«تفريغ قدرات عناصره» في شرق أفريقيا
في مؤشر خطير، أثار نشر تنظيم «داعش» الإرهابي، صوراً أظهرت تدريبات على أسلحة يتلقاها عناصره في مرتفعات «غل غلا» الوعرة بولاية بونتلاند الواقعة شمال شرقي الصومال، عبر إحدى منصاته، الحديث عن مساعي «داعش» للوجود في شرق أفريقيا. وقال باحثون في الحركات الإسلامية بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنظيم يهدف من مساعيه في شرق القارة السمراء (تفريغ القدرات القتالية) لعناصره، وتأكيد الوجود في المشهد، أملاً في إثبات الوجود، وتأكيد استمرار مشروع التنظيم». بينما حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالقاهرة من «محاولات (داعش)، ترسيخ وجوده في شرق القارة الأفريقية، التي يخيم عليها (كابوس) حركة (الشباب) الصومالية». وقال المرصد إن «(داعش) سوف يعمل على الاستفادة من تلك العناصر القادمة من سوريا والعراق، في رفع القدرة القتالية لأفراد التنظيم في شرق القارة». وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن «مساعي التنظيم للتمدد داخل القارة الأفريقية، سوف تتواصل خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً كلما تعرض لمزيد من الضربات العسكرية، عبر (خلاياه النائمة والذئاب المنفردة)»، مضيفاً أن «ما قام به (داعش) في الصومال، هو محاولة لإثبات أن لديه قدرة على تحقيق إنجازات على الأرض، وأنه تنظيم (عابر للحدود)، وعدم تأثره بهزائم سوريا والعراق». تقديرات سابقة لمراكز بحثية غربية أشارت إلى أن «عدد الذين انضموا لـ(داعش) من أفريقيا منذ عام 2014 في سوريا والعراق يزيد على 6 آلاف مقاتل». وقال مراقبون إن «عودة هؤلاء أو ما تبقى منهم إلى أفريقيا، بعد هزائم سوريا والعراق، ما زالت إشكالية كبيرة على أمن القارة، خصوصاً أن كثيراً منهم شباب صغير السن، وليست لهم روابط إرهابية سابقة، وأغلبهم تم استقطابه عبر الإنترنت». وأكد مرصد الأزهر أن «الصورة المتداولة لـ(داعش) في الصومال، تظهر أن التنظيم قد بدأ في تجنيد عناصر جدد، بعد أن فقد كثيراً من مقاتليه في معاركه مع حركة (الشباب) الموالية لتنظيم (القاعدة)، والعمليات الأمنية التي تنفذها القوات الصومالية، بالإضافة إلى الغارات الجوية الأميركية». وعرفت حركة «الشباب» بولائها لـ«القاعدة» منذ ظهورها على ساحة الجماعات الإرهابية، وهو ما أعلنته الحركة في أكثر من مناسبة؛ لكن مع ظهور «داعش» عام 2014 وجدت الحركة نفسها أمام تحدٍ كبير بين الثبات على ولائها لـ«القاعدة»، وإعلانها البيعة لـ«داعش» على غرار ما فعلته جماعات وتنظيمات أخرى مثل «بوكو حرام» في نيجيريا التي بايعت «داعش» في وقت سابق. ويقول المراقبون: «نشب خلاف حينها داخل الحركة بين مؤيدين لمبايعة (داعش) ومعارضين لذلك، الأمر الذي انتهى بظهور بعض الخلايا التي انشقت عن الحركة، وبايعت (داعش) كان أبرزها جماعة (جاهبا إيست أفريكا)». من جهته، أكد أحمد زغلول، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، أن «(داعش) يهدف إلى العمل في مناطق بالقارة السمراء، بعيداً عن سوريا والعراق، لـ(تفريغ قدرات عناصره القتالية)، فضلاً عن تأكيد عبارة (أنه ما زال باقياً)، وهو ما ظهر جلياً في صورة عناصره أثناء التدريب على الأسلحة في مرتفعات وعرة».