تقرير: داعش في 2020 يرمم شبكاته ويستهدف دولا جديدة
تركّزت عمليات تنظيم داعش خلال عام 2019، ضد النظام السوري على الهجمات المتفرّقة والخاطفة في مناطق مختلفة فيما يبدو أنه يرغب في تشتيت جهود النظام وحلفائه وإحداث اضطرابات قد تسهم في إعادة تشكيل خلاياه التي يعمل حاليًا على ترميمها.
وشن تنظيم داعش خلال الأشهر الماضية هجمات متفرقة في كل من محافظات دير الزور، حمص ودرعا، وذلك في إطار ما أطلق عليها “غزوات الاستنزاف”، التي تعتمد على أساليب هجينة بين الحرب التقليدية وحرب العصابات.
في محافظة دير الزور ركّز التنظيم عمليّاته على استهداف حواجز النظام السوري على نحو متكرر، أمّا في درعا فقد شمل إلى جانب استهداف الحواجز، كلّاً من العناصر والأذرع الأمنية والوسطاء المحليين و حزب الله. أمّا في حمص فكانت الهجمات تتركز على طرق الإمداد العسكري والاقتصادي إلى جانب حقول النفط.
وحدة الحركات الدينية بمركز جسور للدراسات، قالت إن تنظيم داعش اعتمد في “غزوات الاستنزاف” التي يقوم بها ضد مصالح النظام السوري وحلفائه على “استنزاف بنيته البشرية، الأمنية والاقتصادية، إلى جانب تأمين موارد متجدّدة للذخيرة والأسلحة للعناصر والخلايا التابعة له”.
ويرى الخبراء في مركز جسور أنه “من الواضح، أنّ التنظيم يحرص على تشتيت قوّة النظام السوري أو الميليشيات التابعة له، حتى يفقد القدرة على الانضباط، إلّا ببذل جهود كبير وتكاليف عالية. هذا عدا عن تعزيز بيئة عدم الاستقرار والفوضى في المناطق التي يستهدفها، على أمل أن يساهم ذلك في عملية إعادة تشكيل شبكات داعش الأمنية والإعلامية”.
وشهد عام 2019 انحسار سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الجغرافيّة في آخر جيوبه في سوريّة إضافة إلى فقدانه قائده الرمزي “الخليفة” أبو بكر البغدادي ونائبه بعمليّات أمريكيّة مركّزة وذلك بالتوازي مع اعتقال عدة شخصيّات فاعلة فيه كانت متخفّية في مناطق متفرقة من العراق وسوريا وتركيّا أواخر العام الفائت.
لكن على الرغم من الظروف الميدانيّة التي فَرَضَتْها أحداثُ الميدان إلا أن التنظيم استطاع استيعاب الواقع العسكريّ الجديدَ من خلال مبدأ الخلايا النائمة وحرب العصابات فبدأت حملاته الأمنيّة والفرديّة بالتصاعد في كلٍّ من سوريّا والعراق ضدّ مختلف الفاعلين المحلّيّين والعسكريّين حتى وصلت إلى مستويات مرتفعة في الربع الأخير من عام 2019، ممّا يشير إلى نجاحٍ نسبيٍّ واضح في عمله على إعادة ترميم شبكاته الأمنيّة والاستخباريّة وأداء مؤسساته الإعلاميّة.
ويتوقع المحللون في مركز جسور للدراسات أن يقوم تنظيم داعش بالتوازي مع هجماته في مناطق وجوده الأساسيّة، أن يطلق في عام 2020 هجمات مقلقة في مناطق مختلفة من العالم، كشرق آسيا كما في الفلبّين ووسط آسيا المطلة على طرق التجارة المرتبطة بطريق الحرير الجديد و”ترشّح هنا دول مثل طاجيكستان وأوزبكستان لذلك، إضافة إلى رفع التنظيم حرصه على استغلال تكتيك “الذئاب المنفردة” في الدول الأوروبيّة وذلك على نحو مشابه للهجوم الفردي الذي وقع في لندن في الأسابيع الأخيرة، حيث تظهر هذه الهجمات قدرة التنظيم على الاستمرار، ويزيد هذه النقطة تعقيدًا عودة معتقلي وأطفال مجندي التنظيم الأجانب لدولهم الأصليّة”.