سنوات دموية لم يترك فيها تنظيم داعش إحدى القارات إلا ووضع بصمة له فيها، بينما كان لـ2019 نصيب ليس بقليل من تلك الحوادث الإرهابية.
وسجلت عدة دول اسمها بالدم في قائمة ضحايا الإرهاب التي رسمها داعش، سواء قبل أو بعد مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في عملية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية شمال غرب سوريا.
وبالطريقة نفسها التي اعتاد الدواعش استخدمها ضد الأبرياء حول العالم، لجأ البغدادي إلى تفجير سترة ناسفة كان يرتديها قبل وصول القوات الأمريكية له.
وعلى مدار عام 2019 أحدثت بعض الهجمات الإرهابية الدموية صدى كبيراً بدأت مع التفجيرين الانتحاريين الذين وقعا في كاتدرائية رومانية كاثوليكية جنوبي الفلبين، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، وأديا إلى سقوط ما لا يقل عن 21 قتيلا و71 مصابا.
حينها أعلن تنظيم داعش الإرهابي أن اثنين من أعضائه فجرا نفسيهما بواسطة حزامين ناسفين في الكاتدرائية، أحدهما على مدخلها، والآخر في موقف سيارات حيث تتجمع قوات الأمن.
وفي 21 أبريل/نيسان الماضي، هزت سريلانكا سلسلة هجمات إرهابية في عيد الفصح استهدفت كنائس وفنادق، كانت من بين أسوأ العمليات منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بحسب صحيفة الجارديان.
وسجلت هجمات أبريل الإرهابية في الفلبين 310 قتلى و500 مصاب لتصبح واحدة من أكبر الكوارث الداعشية في 2019.
أما في أفغانستان، فلن ينسى أحد (العرس الدامي) الذي اتجه إليه مئات الرجال والنساء والأطفال دون أن يعلموا أن حياتهم ربما ستنتهي هناك.
ففي 17 أغسطس/آب، نفذ انتحاري تابع لداعش تفجيرا إرهابيًا حول به حفل زفاف إلى ليلة ملطخة بدماء الأبرياء؛ إذ أسفر عن مقتل نحو 73 مدنياً وما يزيد على 182 مصاباً.
وأول نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم هو الأعنف في التاريخ على موقع عسكري في شمال مالي، أدى إلى مقتل 53 جنديا على الأقل وأحد المدنيين.
ولم تسلم جارتها النيجر من الهجمات الإرهابية؛ إذ أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم مماثل استهدف قاعدة عسكرية، أسفر عن مقتل 71 جنديًا و12 مصابًا، جعله واحدًا من أكثر الهجمات الدموية التي استهدفت الجيش.
ولا يمكن أن ينتهي العام دون الإشارة إلى الحادث الطعن الإرهابي الذي شهده جسر لندن نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الذي أعاد إلى الأذهان المأساة التي شهدها قلب العاصمة البريطانية عام 2017.
وأسفر حادث جسر لندن عن مقتل شخصين، فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي أن منفذ الهجوم، عثمان خان، هو أحد عناصره، دون تقديم دليل على ذلك.
تهديد مستمر
وعن مستقبل داعش، قال ستيفن ستالنسكي المدير التنفيذي لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط بواشنطن؛ إنه رغم ما يشكله مقتل البغدادي من ضربة قوية للتنظيم، يبدو أنه أمد أتباعه أيضًا، ولو مؤقتًا، بـ"صرخة الاستنفار" التي نشطت عالم الإرهابيين بعد شهور من هدوء نسبي أعقب انهيار خلافتهم المزعومة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن ستالنسكي تأكيده أن مقتل البغدادي يدفع للثأر وشن هجمات، وأن الإرهابيين حول العالم لديهم شيئًا حقيقيًا للتركيز عليه.
واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية، خلال تقرير نشرته بعد مقتل البغدادي، أن هذا الأمر يمثل نقطة تحول بالنسبة للتنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أنه خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها، والآن يعمل بشكل كبير من خلال سلسلة خلايا منتشرة في جميع أنحاء العراق وسوريا، مع وجود خلايا تابعة في دول أخرى.
والآن ورغم ما يشكله مقتل البغدادي من ضربة لتنظيم داعش؛ فإنها "ليست ضربة قاضية" للإرهابيين في العالم، وهذا ما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية.