أكدت تقارير استخباراتية عراقية وكردية وأمريكية، أن تنظيم داعش الإرهابي، يحاول العودة مرة أخرى إلى الساحة، ويسعى لإعادة ترتيب صفوفه بعد عامين من خسارته للأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
وحذر مسؤولون من عودة التنظيم الإرهابي للحياة مرة أخرى، ووصف أحدهم محاولات داعش بأنها تشبه إلى حد كبير الطرق التي اتبعها تنظيم القاعدة.
وقال لاهور طالباني المسؤول الكردي في مكافحة الإرهاب تحدث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن تنظيم داعش لديه أساليب أفضل من القاعدة ويمتلكون أموالاً طائلة، تمكنهم من شراء الأسلحة والمعدات الحربية المواد الغذائية اللازمة لأفراده.
وأكد المسؤول الكردي، أن تنظيم داعش متطور من الناحية التكنولوجية عن القاعدة وهو ما يمثل خطرًا محتملاً، لافتًا إلى أن التنظيم هو النسخة الأكثر تطورًا وذكاءً من القاعدة ما يجعل القضاء عليهم بشكل نهائي أمرًا صعبًا.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح مرارًا وتكرارًا بأن داعش هزم، هذا التعبير هو حجته في قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا في أكتوبر الماضي.
وبعد سحب عددًا من القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، صرح كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، للصحفيين خلال تواجده في البحرين أن 500 جندي أمريكي سيبقون في شمال شرق سوريا لتأمين المنطقة ودعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ضد داعش، وفقًا للسياسة الخارجية لوشنطن.
دافع ترامب عن قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، رغم الانتقادات التي وجهت له من الجمهوريين والديمقراطيين، لكنه أصر على قراره مؤكدًا نهاية تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وأن ما تبقى منه على القوى الإقليمية تحمل عبئه.
تحتفظ واشنطن بما يقرب من 5 آلاف جندي في العراق، بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية.
ويقول جون ريجزبي، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، لمجلة "نيوزويك" إن للولايات المتحدة مصلحة قوية في عراق آمن ومستقل ومزدهر قادر على الدفاع عن نفسه ضد الجماعات المتطرفة العنيفة وضد أولئك الذين سيقوضون سيادة العراق واستقراره، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم الشعب العراقي تحقيق هذه الأهداف.
وقال إن البنتاجون لا يزال يقدم الاستشارات والمساعدات لقوات الأمن العراقية كجزء من تحالف أوسع لدعمهم في القضاء على تنظيم داعش.
في نهاية ديسمبر من عام 2017، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق، انتصار العراق على التنظيم الإرهابي داخل البلاد، ورغم إعلانه بنهاية داعش في العراق، إلا أن مسؤولي المخابرات في الإقليم وعدد من الدول الغربية، حذروه مرارًا وتكرارًا من احتمالية عودة التنظيم للحياة مرة أخرى في العراق.
وقال سيروان بارزاني قائد قوات البشمركة "إن نسخة جديدة من داعش ظهرت مؤخرًا، لا تريد السيطرة على أي من الأراضي حتى لا تصبح هدفًا، بل تسعى عناصرها المتشددة إلى العمل تحت الأرض في جبال حمرين في العراق، على غرار أسلافهم من تنظيم القاعدة".
وأضاف أن التنظيم الإرهابي، يبدو في تصرفاته الحالية كما فعل قبل سنوات قبل أن يظهر للضوء ويسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
وتابع قائد قوات البشمركة، إنه بمقارنه 2019، بعام 2012، عندما بدأ تنظيم داعش في الظهور وتنظيم صفوفه وتنفيذ الهجمات في مختلف المناطق وتحصيل الضرائب من الأشخاص الذين يسكنون في المناطق التي سيطروا عليها، بمقارنة كل هذا وحال استمرار خطتهم التي يتعبوها حاليًا فإن 2020 سوف تشهد عودتهم للحياة مرة أخرى
يستغل التنظيم الأوضاع المتدهورة في العراق، والأزمة بين الحكومة العراقية وحكومة كردستان خاصة بعد استفتاء الأكراد على الانفصال في 2017، ما سمح بوجود مساحات شاسعة خالية شمال العراق بين قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية، حسبما ذكرت نيوزويك.
ويقول وليام سيلي قائد القوات الخاصة الأمريكية في العراق، في حديثه لـ"بي بي سي" إن أي محاولات لداعش للعودة مرة أخرى أو إعادة تنظيم صفوفه ستواجه ردًا قويًا من القوات الكردية والعراقية، "التي ندربها بشكل جيد."
وأكد سيلي، إن القوات الكردية والعراقية أكثر استعدادًا من 2014، حيث نجح وقتها التنظيم الإرهابي في السيطرة على ثلث الأراضي العراقية وسيطر على الموصل دون أي مقاومة تذكر على الرغم من إنها أكبر المدن العراقية.
نهاية أكتوبر الماضي، أعطى ترامب، الضوء الأخضر لعملية اغتيال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وأسفرت العملية عن مقتله وسط إشادة دولية بنجاح العملية، لكن لم تمضى سوا أيام قليلة قبل أن يختار التنظيم خليفة للبغدادي.
ولفت المسؤول الأمريكي، إلى القوات العراقية، ما يقرب من 170 عملية تمشيط نجحت في تدمير أكثر من 1700 جهاز تفجير بدائي الصنع بين منتصف أكتوبر ومنتصف نوفمبر الماضيين.
وأكد أن عناصر التنظيم لا يتحركون في مجموعات كبيرة، قائلاً: "إن أكبر تجمع تم رصده خلال الـ6 أشهر الماضية شمل 15 مقاتل فقط" مؤكدًا أن عنصر واحد من داعش يظل خطرًا على المنطقة.
وبحسب "بي بي سي" فإن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش يعيشون في الظلام وسط جبال حمرة، ويخرجون ليلاً لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ويفرون بعد عمليتهم إلى كهوفهم في الجبال مرة أخرى.